لا ألوم أي شخص تعامل مع النظام القطري وقد خونه أو قد غدر به، فهذا النظام لا يعير أي بروتوكول أو أي أخلاقيات للصداقة أو حسن الجوار أهمية، فهو يكفي أنه من الداخل نظام مترهل ومتحزب لعائلة حمد بن خليفة آل ثاني وبالتحديد أبناء زوجته موزة المسند.

التساؤل الذي يطرحه الكثير من المتتبعين للأزمة القطرية، هل النظام الحاكم القطري أداة غربية لتنفيذ أجندة الدول العظمى في الشرق الأوسط، أم أنه ورم مزمن على الخارطة ينشر سمومه من أجل نشر الفوضى في المنطقة؟

بالرجوع إلى أصول نظرية المؤامرة على منطقة الشرق الأوسط، والخارطة المرسومة حول تقسيم المنطقة إلى دويلات، فإن النظام القطري هو إحدى الأدوات التي استخدمتها الدول العظمى لتنفيذ تلك الخارطة، وفي نفس الوقت فإن هذا النظام صنع لنفسه ورماً خبيثاً لنشر سمومه في المنطقة من خلال الدعم اللامحدود لجميع الكيانات المتطرفة بالدول العربية وخاصة الأحداث التي شهدناها في الخريف العربي.

كما أن هذا النظام تعامل مع الأحداث بمنتهى الخسة والنذالة في عملية التغطية الإعلامية، ورسم للرأي العام الغربي أن الدول العربية هي أنظمة مستبدة بالكامل، وأنها دول رجعية من الطراز الأول، بسبب امتلاك هذا النظام قناة فضائية استطاعت أن تسد فجوة أو مساحة إعلامية قد غفلت عنها الأنظمة العربية، وهذا ما جعله يتمدد ويخترق المنازل بأفكارها الثورية التي جعلت الدول العربية على صفيح ساخن من الأزمات المتكررة التي لا تتوقف.

ونتيجة لذلك، فان النظام القطري قد سهل مهمة تنفيذ الخارطة الجديدة للشرق الأوسط التي رسمها البيت الأبيض، حتى أصبحت قناة الدجل «الجزيرة» مسموحاً لها الدخول في كل منزل، ومع استمرار تلك الأداة الفضائية، فإن الدوحة كذلك استغلت وسائل الاتصال الحديثة لتحقيق مصالحها، فهي وظفت أدوات الفكر المتطرف عبر برامج وسائل التواصل الاجتماعي، وأعدت جيوشاً ضخمة لإدارة الحملات الممنهجة لصنع الثورات في الوطن العربي.

ومن هنا يتضح جلياً أن النظام القطري صنع لنفسه ورماً خبيثاً يتميز بامتلاكه سموماً تغزو الدول، لكن هل جاء الأمر صدفة أم أن هذا جزء من خطط البيت الأبيض في صناعة الفوضى في الشرق الأوسط؟، فالواضح أمامنا أن النظام القطري عقد صفقة مع البيت الأبيض وبالتحديد مع اللوبي الصهيوني، بأن يجعل الدول العربية تقع في بحر من الأزمات حتى لا تصل إلى قائمة الدول المتحكمة في القرارات الدولية.

إذاً ما قام فيه حمد بن خليفة آل ثاني من عزل والده، لم يكن صدفة، بل هو مخطط له، لأن والده بكل سهولة رفض تلك الصفقة التي عرضت عليه، وبات الابن العاق هو من ينفذ بنود تلك الصفقة، فالأمور واضحة للعيان، فالنظام القطري هو أداة وفي نفس الوقت ورم خبيث حقق مكاسب للدول الغربية في السنوات الماضية ويعمل على تحقيق المزيد في الأيام القادمة.

خلاصة الموضوع، أن مكافحة النظام القطري من قبل الدول العربية ليست خياراً، بل واجب على كل دولة قد تضررت من هذا النظام وعليها أن تحاربه بجميع الأدوات المتاحة، لأن السكوت عنه قد يسبب أضراراً بالغة في ضرب النسيج الاجتماعي مما يتسبب في زهق الأرواح البريئة، والدليل على ذلك أن بعد قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة أصبحنا ننافس العالم في المجال الاقتصادي كقوة واعدة.