الرياض - صالح الجليفي

انطلق مهرجان "سوق عكاظ" في دورته الـ 13 بالطائف غرب السعودية، بحلته الجديدة هذا العام 1440 هـ، بدءا من أول أغسطس الجاري، ويستمر حتى 31 أغسطس، ضمن الفعاليات الثقافية الأبرز في السعودية. ويشكل المهرجان أهمية بالغة في صيغة المهرجانات الثقافية بالسعودية، وبات مقصداً سياحياً ونافذة تشرق شمسه على العالم أجمع كل عام بضوء الثقافة وروح الماضي الأصيل، لتحيي ذاكرة البشرية بما تحمله عروس المصائف السعودية "الطائف"غرب المملكة العربية السعودية في قلبها من إرث حضاري عظيم.

المهرجان يشهد أكثر من 30 فعالية تضم مجموعة من الأمسيات الشّعرية والحفلات الغنائية المتنوعة، بالإضافة إلى 11 محطة تفاعلية، أبرزها "جادة عكاظ" التي تحاكي حياة الشعراء، مثل عنترة بن شداد، وامرئ القيس، وطرفة بن العبد، وتشكل نموذجاً لحياة الناس في العصر الماضي.



وتشمل الفعاليات سوقاً تاريخياً يحتوي على المنتجات التاريخية التي كانت تُباع آنذاك، كالأواني الفخارية، والصناعات اليدوية، إضافة للأزياء التاريخية التي تمثل العصر القديم، وتجسد طريقة جلبها في ممر يسمّى "ممر القوافل"، ويتيح للزوار معرفة الصعوبات التي قد يتعرض لها التجار خلال مسيرهم.

واستحدثت إدارة المهرجان ساحات مفتوحة للموسيقى تسمح للزوار بالتعرف على أبرز الأدوات الموسيقية المستخدمة في العصور القديمة، بالإضافة إلى ساحة الفنون التي تضم أعمالاً لأبرز الفنانين في مجالات شتى، كالنحت والرسم، كما تخصص الفعالية عبر "ساحة فتيان عكاظ" مساحة للأطفال لتجربة الأدوار التاريخية.

ويأتي في مقدمة أسباب توهج "سوق عكاظ" في نسخته الثالثة عشرة هذا العام، مشاركة 11 بلداً عربياً تشارك بموروثها الثقافي والاجتماعي ضمن "حي العرب" الذي يضم أجنحة دول "البحرين، والإمارات، والكويت، وسلطنة عمان، وجمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، ولبنان، وتونس، والمملكة المغربية، إضافة إلى المملكة العربية السعودية" بأكبر الأجنحة، ويضم بين جنباته مجموعة كبيرة من المعروضات التي تعكس المخزون الثقافي والتاريخي الكبير المتنوع لمناطق السعودية المختلفة كافة. ويضم "حي العرب" منصة للعروض المباشرة، ومتاحف، ومعرضاً للفنون التشكيلية والفوتوغرافية، ومكتبة، وساحة ثقافية مفتوحة، وقاعات ورش عمل، ومجموعة كبيرة من المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي الأدبية.

وينقل "حي العرب" زوار سوق عكاظ إلى عواصم الدول العربية المشاركة في رحلة عبر أجنحتها التاريخية والثقافية، وأسواقها الشعبية الشهيرة ومنتجاتها الفريدة، إضافة إلى عيش تجربة أجواء المطاعم والمقاهي في تلك الدول. وتسعى الدول العربية المشاركة بسوق عكاظ في نسخته الـ 13، إلى إبراز الجانب الثقافي والحضاري لكل دولة، من خلال الطابع المعماري لكل جناح، والمجسمات والأسواق والمحلات التي تحاكي مثيلاتها في عواصم الدول العربية المشاركة. ويعرض في زوايا وشوارع كل جناح المنتجات المميزة لكل دولة، إضافة إلى أشهر المطاعم التي تحمل بصمتها الخاصة، والمقاهي الشهيرة وغيرها الكثير. ويعد "حي العرب" من الزوايا المبتكرة هذا العام في سوق عكاظ الشهير، الذي انطلق من خلال "موسم الطائف"الحالي، إضافة إلى العديد من الأجنحة والزوايا والفعاليات المميزة في سوق عكاظ، التي تُقدَم بطابع يرسخ قيمة مصيف السعودية مدينة الطائف تاريخياً، ويسلط الضوء على عمقها وتنوعها الثقافي والتاريخي.

ومن بين أجنحة هذه الدول يبرز جناح مملكة البحرين في "حي العرب" بالسوق وسط إقبال وتفاعل متزايد من الزوار، حيث تجد الفعاليات التي تعكس أصالة وعراقة الموروث الثقافي، الذي يعكس الإرث الثقافي والتاريخي المتنوع لمملكة البحرين، حيث أسواقها الشعبية ومنتجاتها، كما يقدم الجناح عروضاً حيّة لعمل "القلافين" وحرفتهم في صناعة السفن، واستعراض جوانب من الأعمال المرتبطة ببعض المهن قديماً، حيث يشعر الزائر للجناح وكأنه يتجول في أزقة سوق "باب البحرين" مع ما تحمله من روائح عطرة تفوح بعبير العطور الفواحة وتطرب له الأذان بصوت التراث الشعبي الشجي الأصيل، وتذوق ما لذ وطاب من أكلات المطبخ الشعبي البحريني المميز.

وفي هذا الإطار تحدث لـ "الوطن" المتحدث الرسمي لموسم الطائف نايف العصيمي قائلاً إن "سوق عكاظ يمثل ملتقى الحضارات في مصيف العرب"الطائف" وقد تمت إعادة بناؤه وتأهيله بالكامل ليواكب الحدث بدءاً من البنية التحتية مروراً بالجادة التاريخية والسوق الشعبي والركن الثقافي والأجنحة العربية والمرافق المساندة للخدمات لإثراء تجربة الزائر وعيش تجربة جديدة ومثيرة ضمن باقة الفعاليات المتاحة في الأجنحة والتي أعطت للزوار إثراء معرفي كبير وتجربة مميز من خلال عيش حضارات الدول الـ 11 المتواجدة بتراثها وفلكلورها وثقافتها بين الماضي والحاضر".

وبين أن "مشاركة مملكة البحرين في "حي العرب" أعطت حضوراً لافتاً بما قدم من إضافة وفعاليات مميزة من خلال عرض المنتجات البحرينية والأزياء والتراث وصناعة السفن التي لاقت استحسان وإعجاب الزوار وسط حضور متزايد".

وأوضح أن "سوق عكاظ يشكل معلماً سياحياً فريداً من معالم المملكة العربية السعودية، ورافداً مهماً من روافد السياحة، إذ يقوم السوق في ذات المكان الذي يقع فيه سوق عكاظ التاريخي، ويقصده اليوم الكثير من السائحين من شتى أنحاء العالم لمشاهدة السوق كمعلم تاريخي هام".