^ يحلو لـ “أبطال” الفضائيات وبالذات الضيوف الدائمين للسوسة الإيرانية التي لاتزال مستمرة في ردحها اليومي نعت كل من ليس معهم وكل من يعبر عن قناعاته إن لم تتطابق مع توجهاتهم بالبلطجي وبعميل السلطة وبغير هذه من النعوت القاسية واتهامهم من دون تردد أنهم “يقبضون” من السلطة أموالاً طائلة ! فالذي يشارك في مؤتمر ما في الخارج من غير أن يكون منتمياً إلى تلك الجماعة بلطجي ومستفيد من السلطة ويقبض، والذي يعبر عن رأيه المخالف لرأيهم سواء عبر مقابلة إذاعية أو تلفزيونية وبالخصوص إذا كان تلفزيون البحرين أو عبر تصريحات صحافية أو مقالات يكتبها بلطجي “يكد عدل” ، والذي يغرد على التويتر أو الفيسبوك أو غيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة مختلفة عن تغريداتهم يكون عميلاً للنظام يقبض من أموال الشعب ! وهكذا يتم نعت كل من لا يقول بقولهم وكل من لا يفعل ما يفعلون، فهم يحاولون تصوير الأمر وكأن مندوباً من الحكومة يكون واقفاً في باب البحرين مثلاً حاملاً على رأسه “ قفة “ كبيرة مليئة بالأوراق فئة العشرين ديناراً ويعطي بسخاء كل من يقول أو يكتب كلاماً يشم منه رائحة الدفاع عن القيادة أو الحكومة ! وحسب هذه النظرية فإنه بالتأكيد من يقول أو يكتب كلاماً أثقل يحصل على رزم أثقل ومن يقول أو يكتب كلاماً أجمل يحصل على “نيطان” جديدة ! أليس هذا أمراً سخيفاً أن يقول أفراد يعتبرون أنفسهم مدافعين عن حقوق الإنسان وأنهم أصحاب مبدأ وحق وثوريين ومناضلين مثل هذا الكلام وينثرون مثل هذه الاتهامات يمنة ويسرة ؟ لو كان مثل هذا الادعاء صحيحاً لأفلست الحكومة بعد الشهرين الأولين من بدء الأحداث المؤسفة في فبراير العام المنصرم حيث دافع الكثيرون عن موقفها ورأيها وعبر الكثيرون عن رفضهم لما يحدث من أمور اعتبروها مؤامرة على الدولة ووجدوا أن واجبهم الوطني يحتم عليهم الوقوف إلى جانب القيادة. لكن طالما أنه تم فتح هذا الملف فلننظر إلى الوجه الآخر منه، ترى من أين يحصل أفراد تلك المجموعة من الماكثين في الخارج على ما يعينهم على تحمل الغربة ومصروفات الحياة الصعبة في تلك الدول؟ أغلب أولئك لا يعملون ولو عملوا لا يكسبون ما يتيح لهم التنقل المستمر بين بيروت ولندن وطهران وجنيف وغيرها من الدول . إذا كان من يطلقون عليهم نعت عملاء النظام وبلطجيته لا يستطيعون تغطية مصروفاتهم في الخارج عندما يشاركون في مؤتمر ما وهم “المدعومون” من السلطة وهم من “القابضين” فإن الأولى ألا يستطيع أولئك المحسوبون على ما يسمى بالمعارضة تحمل نفقات تلك المشاركات الكثيرة .هذا يعني أن جهة أو جهات معينة تقوم بتحمل تلك المصروفات، مع فارق أن من يحلو لهم تسميتهم ببلطجية النظام يحصلون– لو كان الادعاء في حقهم صحيحاً - على دعم شرعي بينما أولئك يحصلون على دعم غير شرعي لأنه من أموال شعوب أخرى ! مؤتمرات كثيرة شارك ويشارك فيها أولئك، واجتماعات تتطلب التنقل المستمر من بلد إلى بلد ووسائل إعلام تتراوح بين مواقع إلكترونية وفضائيات، كل هذه أبواب تتطلب مصروفات كبيرة جداً يصعب التصديق أنهم “يتحاطون” لتوفيرها ! وهو ما يعني أن باب الشك في مسألة الدعم المالي من دول ومنظمات معينة وأفراد مقتدرين سيظل مفتوحاً، وسيظل مفتوحاً أيضاً تصور حامل “قفة” حقيقي واقفاً في مكان ما يوزع أموالاً ولكن بغير العملة البحرينية ! هذا اتهام لا دليل عندي عليه ولكن حق توجيهه متاح للجميع، فمن أين يأتي التمويل ؟ ولماذا يتم توجيه الاتهامات لكل من “تسول له نفسه” قول كلمة حق عن القيادة والحكومة ؟