أناب صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، السيد رشيد محمد المعراج محافظ مصرف البحرين المركزي لافتتاح المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية (WIBC 2014) بنسخته الحادية والعشرين في مركز المؤتمرات بالمنامة.
وانعقدت أعمال المؤتمر بحضور أكثر من 1.300 من كبار القيادات في صناعة الصيرفة الإسلامية، ممن ينحدرون من 50 بلدا ويمثلون أكثر من 300 منظمة إقليمية ودولية، إضافة إلى أكثر من 90 متحدثا من كبار خبراء صناعة التمويل الدولي، والذين يطرحون قضايا حاسمة في مجال بناء نماذج جدية من التمويل الإسلامي تقود نمو وتطور الأسواق المالية العالمية.
وحظيت أعمال المؤتمر بكلمة خاصة من البارونة سعيدة وارسي من مجلس اللوردات البريطاني الذي دعم وقاد التقدم الذي أحرزته المملكة المتحدة في مجال التمويل الإسلامي، وشملت قائمة المتحدثين في الجلسة الافتتاحية نورلان كوسانوف نائب محافظ البنك الوطني لكازاخستان وجاسم أحمد الأمين العام لمجلس الخدمات المالية الإسلامية (IFSB)، وتناول المتحدثون قضايا رئيسية تتعلق بتعزيز الروابط وإحداث تنسيق أكبر بين القطاعات الدولية العاملة في مجال التمويل الإسلامي .
وأكد المعراج في كلمته الافتتاحية أن التحول في الأسواق المالية العالمية خلال السنوات الأخيرة دفع بالقائمين على المؤسسات المالية المصرفية إلى إعادة التفكير في صياغة استراتيجيات جديدة تساير ذلك التحول وابتكار نماذج أعمال خاصة بهم، وقال "أدى استمرار وتسارع التوسع العالمي في صناعة الصيرفة الإسلامية وزيادة الترابط بين العاملين الدوليين الرئيسيين في هذه الصناعة إلى تحولات بنيوية أساسية في تركيبة وعمل المؤسسات المالية الإسلامية".
كما أكد المعراج دعم مملكة البحرين ومصرف البحرين المركزي (CBB) لتطوير صناعة الصيرفة الإسلامية وتوفير كل أسباب نموها، مضيفاً: "البحرين مركز صناعة صيرفة إسلامية يحظى باحترام دولي، ونحن مستمرون في وضع معايير وإطلاق مبادرات جديدة لدفع هذه الصناعة قدما بطريقة مستقرة ومرنة".
وتضمن المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية جلسة نقاش مباشرة مع الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لإدارة السيولة (IILM) البروفيسور رفعت عبد الكريم، والذي يعتبر أحد كبار صناعة الصيرفة الإسلامية في العالم وأحد أبرز واضعي الأطر التي مكنت هذه من النمو والازدهار.
وشملت أعمال المؤتمر أيضاً جلسات نقاشية حاضر فيها كبار المديرين التنفيذيين الذين يحظون بسمعة عالمية مرموقة في مجال الصيرفة الإسلامية إضافة إلى صناع القرار من اللاعبين الرئيسيين في هذه الصناعة، وجرت المناقشات بإدارة رئيس المركز العالمي للمصارف الإسلامية والشريك فيه ناظم العشار، وشارك فيها كل من الرئيس التنفيذي لبنك إبدار باسل الحاج عيسى، والرئيس الرئيس التنفيذي لبنك CIMB الإسلامي، والرئيس التنفيذي لبيت التمويل الخليجي هشام الريس، والرئيس التنفيذي لستاندرد تشارترد آفاق خان، والرئيس التنفيذي لبنك آسيا الإسلامي صادق وتوبي أوكونور.
وركزت الحلقة النقاشية على متغيرات صناعة التمويل الإسلامي وضرورة تطوير هذه الصناعة لتواكب وتقود النموذج العالمي الجديد في التمويل .
وشهد المؤتمر إطلاق تقرير "التنافسية العالمية للمصارف الإسلامية" وذلك خلال جلسة عقدت خصيصا لهذه الغاية، إضافة إلى تقرير بعنوان "المشاركة المصرفية 2.0" قدمها كل من الخبيرين المصرفيين عابد شكيل ونعمان مباشر، وركز تقرير التنافسية هذا العام على القضايا الرئيسية في الصناعة المصرفية مثل الآثار المترتبة على تعميم التمويل الإسلامي في الأسواق الرئيسية، ونظرة فاحصة على وضع العلامة التجارية والتشغيلية، وفيما إذا كانت البنوك المشاركة في التقرير ترغب بربط صفة "الإسلامي" باسمها .
من جانبه أشار المدير التنفيذي للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية ديفيد ماكلين في تصريح لوسائل إعلامية إلى مدى التطور الكبير الذي حققه المؤتمر خلال عقدين من الزمان، وقال "في أول نسخة من المؤتمر عام 1994 لم يكن لدينا سوى نحو 120 مشاركا وبضعة متحدثين، ونحن سعينا جاهدين منذ البداية لضمان مواكبة المؤتمر لصناعة التمويل الإسلامي العالمية عاما بعد عام، وذلك عبر وضع برنامج متعدد الأوجه لتحفيز ومعالجة التحديات في الأسواق المالية الإسلامية الدولية وتوفر منصة لدعم النمو والتميز والابتكار في صناعة التمويل الإسلامي العالمية ".
بدوره، قال محمد حسن القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لبنك البحرين الإسلامي تعليقا على مشاركته في المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية: "التمويل الإسلامي لديه أهمية متزايدة في الأسواق المالية العالمية، وذلك نتيجة لاستمرار هذه الصناعة في تطوير فرص جديدة في كل من أسواقها الأساسية التقليدية في الشرق الأوسط وآسيا وكذلك بناء الزخم في الأسواق الجديدة الناشئة مثل المملكة المتحدة وأوروبا والشرق الأقصى"، وأكد أن المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية 2014 قدم دفعا كبيرا للمساعدة في دفع هذه الصناعة إلى الأمام على الصعيد العالمي".