^ يوماً بعد يوم يزداد المخلصون في البحرين التصاقاً بـ«أسد البحرين” رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله، يزداد حبهم له، ويزداد تمسكهم به، ويزداد دفاعهم عنه في وجه كل منتقص لجهود هذا الرجل في بناء البحرين الحديثة. خليفة بن سلمان منذ عرفناه ومازال مدرسة إدارية راقية، يتعلم منه المسؤولون والمواطنون، يرون فيه قائداً حصيفاً في قراراته وأفعاله، صمام أمان لهذا البلد منذ الأطماع الأولى التي استهدفته بعيد انتهاء الاستعمار وصولاً إلى الأطماع الحالية. خلال الأزمة الماضية عرف المخلصون تماماً كيف يكون ثبات القادة، وكيف يكون الثبات في المواقف، وكيف يكون رفض التنازل عن مكتسبات هذه الأرض وشعبها المخلص أمام أي طارئ وأمام أي عدو. دروس يومية عديدة يقدمها رئيس وزرائنا، ودائماً ما نؤكد حينها وبعدها بأن المتابعين له خاصة كبار المسؤولين في البلد عليهم أن يحاولوا التمثل به والحذو حذوه، فهو موجود في مكان في البلد، قريب من الناس، يحرص بنفسه على متابعة كل صغيرة وكبيرة. بالأمس القريب زار خليفة بن سلمان مجلس النواب، ذهب بنفسه ليساهم في تصحيح مسار بوصلة العمل المشترك بين السلطة التنفيذية والتشريعية بعد أن شابها التوتر، قال كلاماً لا يقوله إلا القائد الواثق من نفسه، الذي يضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل شيء. لكننا للأسف سنعيب هنا غياب بعض النواب عن هذه الزيارة، عدم الحرص الذي بدر من البعض تجاهها، رغم أنها فرصة لكثير من النواب للتواصل مع سموه وفي “بيت الشعب”، ليتحدثوا معه مباشرة، وهو الذي يعرفون تماماً أن أبوابه مفتوحة لهم وللمواطنين في كل وقت. للأسف استغربنا غياب البعض، وكأنه غياب متعمد، وهنا نقول بأن تسجيل المواقف بشأن أي موضوع لا يكون بترك الساحة وعدم الظهور فيها حينما تكون هناك فرصة للنقاش والمكاشفة. إن كان بعض النواب قد تغيبوا بسبب ما حصل في الأسبوع الماضي داخل المجلس، فإن هذا عذر غير مقبول أبداً، إذ رئيس الوزراء بنفسه حضر للمجلس وفتح قلبه، بالتالي كان حري بمن لديه ملاحظات أو من هو مستاء بأن يتواجد ويتحدث مباشرة مع الرجل الأول في الحكومة. سمعنا من خليفة بن سلمان كل كلام طيب، كل توجيه كان يهدف لتحقيق صالح الوطن وأهله، هو من عزز موقف النواب ودعم السلطة التشريعية، ليس اليوم فقط، بل منذ بدأ هذا البرلمان عمله، لكن في المقابل نأسف بأن هذا التعاطي لم يكن مكتملاً من جانب السلطة التشريعية بتغيب بعض أعضائها عن الحضور. بغض النظر عن الأسباب هنا، فإن مجرد زيارة رئيس الوزراء للمجلس يفترض بأن تكون حدثاً فارقاً يحرص إزاءه جميع النواب على التواجد بهدف التواصل معه وبهدف إيصال كل ملاحظة لديهم صغرت أم كبرت كانت ذات أولوية أم لم تكن، ليتحصلوا على الجواب من فوره والتفاعل في نفس اللحظة من الرجل المعني بعمل الحكومة. كل فعل وتصرف وقبله كل قول يصدر من رئيس وزرائنا يجعل حبنا له يزداد والتصاقنا به يقوى وثقتنا به تكبر، فهو يعمل والبحرين وأهلها في قلبه، وتهمه المصلحة العامة ولا شيء غيره، حتى في النقد هو يضرب أروع الأمثلة، أنسيتم بأنه هو الداعي للنقد وهو الحريص على دعم الكلمة الصادقة المخلصة؟! ألم يقل جملته المشهورة “انتقدوا خليفة بن سلمان لكن لا تسيئوا للوطن”؟! من تغيب يعرف تماماً من هو خليفة بن سلمان، يعرف تماماً الشعب الذي صوت له ليوصله لمجلس النواب، يعرف تماماً الشعب ماذا يردد طوال عام وأكثر، يتذكر طبعاً هتاف “الشعب يريد خليفة بن سلمان”، بالتالي الغائبون يستحقون اللوم والعتب، ولا عذر لهم بعدها في القول بأن الحكومة لا تتعاون أو أنها تصعب الأمور على مجلس النواب، إذ رئيس الحكومة شرف مجلسكم بحضوره، من قدروه من النواب تواجدوا وحضروا، ومن غابوا فإن الناس تنتظر تبريراتهم على الغياب، رغم أنها تبريرات لن تُبلع”؛ إذ ما هو أهم من حضور رئيس الوزراء للمجلس بالنسبة لهم. لمن تناسى مكانة خليفة بن سلمان بالنسبة للبحرين وأهلها نقول: كانت فرصتكم للحديث مع خليفة بن سلمان وإيصال ملاحظاتكم التي سيستمع لها بكل صدر رحب مثلما يستمع لكل من يصل إليه ويوصل همه وشكواه، لكنكم ضيعتم الفرصة، وقمتم بتصرف لا نوافقكم عليه أبداً.