الفوز الجدير والمستحق الذي دشن به الفريق الكروي الأول بنادي الرفاع مشاركته في بطولة كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال على حساب فريق اتحاد طنجة المغربي بهدفين نظيفين، يعد امتداداً للإنجاز الكروي الأخير الذي حققه منتخبنا الوطني في كربلاء من حيث إبراز طموحات ومطامع كرة القدم البحرينية في هذه المرحلة التي تعد مرحلة التحديات الكبيرة للرياضة البحرينية عامة، وكرة القدم البحرينية على وجه الخصوص.

فوز الرفاع خارج الديار على اتحاد طنجة، لم يأتِ من فراغ أو بمحض الصدفة أو الحظ، إنما جاء نتيجة تفوق ميداني برزت فيه بصمات المدرب الوطني الشاب علي عاشور وقدرات وجدية اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، وبالأخص في الشوط الثاني الذي كان بالفعل شوط المدربين، حيث تسيد «أسود الحنينية» الملعب وترجموا هذه السيادة إلى هدفين قدماهما عربوناً للانتقال إلى الدور الثاني.

«أسود الحنينية» سيكونون اليوم على موعد آخر مع مهمة وطنية أخرى على أرض المغرب الشقيق، حين يواجهون الفريق الصومالي «العنيف» «هورسيد»، الذي كان قد خسر لقاءه الأول أمام الزوراء العراقي في نفس المجموعة، وهذه المهمة الوطنية لا تقل عن أهمية المهمة الأولى، حيث يبقى الفوز بها هو المطلب الأساسي من أجل الاقتراب من صدارة المجموعة والتأهل المباشر إلى الدور الثاني.

ما قدمه الرفاعيون أمام اتحاد طنجة، من أداء فني متقن واستبسال رجولي داخل الملعب رغم ظروف السفر المرهقة، يجعلنا أمام مساحات كبيرة من التفاؤل لتخطي عقبة الفريق الصومالي المتواضع فنياً والعنيف بدنياً -كما كان حاله أمام الزوراء العراقي-، ومما لا شك فيه أن الجهاز الفني للفريق بقيادة المدرب علي عاشور يدرك هذه الحقائق من خلال قراءته للفريق الصومالي، وأنه قد أعد رجاله وهيأهم التهيئة اللازمة لهذه المواجهة التي نتمنى أن يتخطاها رجال الرفاع ليواصلوا تشريفهم لكرة القدم البحرينية، ويضعوا أقدامهم في المرحلة المتقدمة لهذه البطولة التي استعادت بريقها بعد طول غياب.