فوارق كبيرة وجوهرية بين سياسات البحرين وإيران، بين دولة تعمر، ودولة تدمر، بين دولة تحفظ الأمن وتحافظ على الاستقرار، وبين دولة تؤجج التوتر والعنف، بين دولة تدعو للسلام والأمن والأمان، وبين دولة ترعى الإرهاب والتطرف بشكل مباشر أو غير مباشر.

لذلك كان من المنطقي أن يسارع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى توجيه شكره إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، على إعلان المملكة انضمامها ومشاركتها في جهود تقودها دول غربية كبرى لتأمين الملاحة البحرية في مياه الخليج العربي، حيث أكدت البحرين أنها «ستقوم بدورها لتأمين الممرات الدولية وحرية الملاحة بالمنطقة»، لاسيما في ظل الهجمات التي تتعرض لها ناقلات نفط وسفن تجارية، في حين تبقى إيران المتهم الأول بتنفيذ تلك الهجمات الإرهابية التي بطبيعة الحال تؤجج التوتر في مياه الخليج العربي، وتؤثر بشكل سلبي على أمن واستقرار المنطقة.

لذلك كان حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حريصاً خلال استقباله قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكينزي في قصر الصافرية مساء الأحد، على التأكيد على أن «مملكة البحرين ستقوم بدورها في هذا العمل المشترك لتأمين الممرات الدولية للتجارة والطاقة وحرية الملاحة في المنطقة»، وهذا ما دفع الجنرال ماكينزي إلى الإعراب عن شكره وتقديره لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى على «الدور الحيوي لمملكة البحرين وإسهاماتها في خدمة السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي».

أيضاً، شدد حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى لدى زيارته أمس الإول الإثنين مقر وحدة الإسناد البحري الأمريكي في البحرين على أن «الأمن والاستقرار في العالم يعتمد على التدفق الحر للتجارة، وأمنه في نهاية المطاف يعتمد على ما يحصل في هذه المنطقة الهامة، بالتالي تعتمد هذه المنطقة على الشراكة الاستراتيجية الحيوية بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية»، فيما أكد قائد القوات البحرية بالقيادة المركزية الأمريكية قائد الأسطول الخامس، الفريق بحري جيمس مالوي، موجهاً خطابه لجلالة الملك المفدى «كانت لقيادتكم الثابتة وكرمكم أهمية بالغة للأمن الإقليمي ومنح الأسطول الخامس داراً في مملكة البحرين، ومعاً نقف مستعدين للتعاون من أجل ضمان الأمن والسلامة الإقليمية وردع أعدائنا»، في إشارة مباشرة إلى تعاون البحرين وأمريكا في حفظ الأمن والاستقرار وردع الأعداء في منطقة الخليج العربي.

عبارات الشكر والثناء التي حرص المسؤولون الأمريكيون على توجيهها إلى حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى وإلى مملكة البحرين، دليل دامغ على مواصلة البحرين لنهج السلام، وحرص المملكة على استتباب الأمن والأمان في منطقة الخليج العربي وكيف أن البحرين لا تدخر جهداً في أن يكون لها دور فاعل من خلال التعاون مع الدول الحليفة والصديقة لضمان أمن واستقرار المنطقة ومن ثم تأمين الممرات الدولية للتجارة والطاقة وضمان حرية الملاحة في الخليج العربي بوجه خاص وفي المنطقة بشكل عام.

ويبدو جلياً أن التحركات الأخيرة بين البحرين وحلفائها وأصدقائها في منطقة الخليج العربي تأتي كرد منطقي على الهجمات التي استهدفت ناقلات نفط وسفن تجارية تمر عبر مضيق هرمز وبحر عمان ومياة الخليج العربي، لاسيما وأن استخبارات دول غربية اتهمت إيران بشكل واضح وصريح بضلوعها في الاعتداء على ناقلات النفط في مياه الخليج العربي خلال الأسابيع الماضية، الأمر الذي عزاه مراقبون ومحللون رد فعل أهوج من إيران على العقوبات الأمريكية الجديدة على طهران والتي توعدت فيها الأخيرة بتصفير النفط الإيراني. ويمكن القول إن العقوبات الأمريكية على طهران تؤتي أكلها لاسيما وأن واشنطن استطاعت أن تحجب نحو 2.7 مليون برميل من النفط الإيراني من الأسواق العالمية إثر القرار الأمريكي بفرض عقوبات على مشتري الخام الإيراني، وفقا لتصريحات مسؤولين أمريكيين، أكدوا فيها انخفاض صادرات النفط الإيرانية لمستويات قياسية، وهو الأمر الذي أثر بشكل سلبي على دعم برنامج الصواريخ الباليستية، وعلى دعم إيران للإرهاب، وعلى دعم وكلائها في المنطقة، لاسيما «حزب الله» اللبناني، وميليشيات المتمردين الحوثيين في اليمن، وميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق.

* وقفة:

إصرار البحرين على القيام بدورها لتأمين الممرات الدولية وحرية الملاحة يؤكد نهج المملكة الداعي إلى السلام وحفظ الأمن بمواجهة تطرف إيران التي لا تتوانى عن دعم الإرهاب وتأجيج التوتر والعنف في الخليج والمنطقة!!