وصل ريال مدريد إلى انتصاره السابع عشر على التوالي بفوزه على كورنيا بخماسية نظيفة في إياب دور الـ32 من كأس ملك إسبانيا، ليستمر كارلو أنشيلوتي في كتابة أكبر سلسلة انتصارات متتالية في تاريخ الفريق.

لا شك بأن من أوصل ريال مدريد إلى هذا المستوى هو صانع السلام كارلو أنشيلوتي، الذي مكن النادي الملكي من الوصول إلى العاشرة في الموسم الماضي، بعد صرف فلورنتينو بيريز ملايين الدولارات بشكلٍ جنوني خلال 12 عاماً على النجوم من أجل أن يتوج بها.

لكن هناك شخص ذكي لعب دوراً كبيراً خلف الكواليس في وصول الفريق إلى هذه المستوى العالي من التنافسية، هذا الشخص هو الفرنسي زين الدين زيدان، الذي نصبه فلورنتينو بيريز قائداً لمشروعه عندما أعلن ذلك في مقابلة أجراها قبيل ترشحه لرئاسة ريال مدريد مع إذاعة الكادينا سير للحديث حوله ملفه الانتخابي، بقوله: " زيدان سيكون قائد المشروع".

الفريق الأول خسر زيدان الذي غادر لتدريب الكاستيا نهاية الموسم الماضي، لكنه ترك بصمة واضحة استمرت حتى وقتنا هذا، بزرع فكر تعاقدات جديد لدى بيريز.

زيدان أثبت سحره خارج الميدان في جانبين، أولهما قدرته على إقناع اللاعبين على الانتقال إلى الريال بمكالمة هاتفية، ولعل أبرزهم (فاران وإيسكو) اللذان اعترافا بتغيير وجهتهما بعد مكالمة زيزو، وثانيهما اختياره الموفق لنجوم شباب أصحاب مستقبل كبير وجودة كبيرة، متعطشين لتحقيق الإنجازات ويحتاجهم الفريق، وبأسعار معقولة باستثناء بيل وخاميس اللذان أثبتا استحقاقهما لكل ما دفع فيهما ، الأمر الذي جعل الريال يمتلك فريق قادر على حصد الألقاب.

منذ مجيء زيزو ازدادت تعاقدات الفريق مع المواهب الشابة لصقلهم في قطاع الشباب وتصعيدهم للفريق الأول بعد التأقلم، وأصبح الفريق يعتمد بشكلٍ كبير على اللاعبين الإسبانيين وعلى أبناءه.

بالإضافة إلى كل ذلك، زيدان قام بدور كان خفي بعض الشيء، بتوليه أحياناً مهام تدريب بعض الشباب الذي تعاقد معهم الفريق الموسم الماضي، وإعطائهم بعض النصائح في التدريبات الجماعية.