ياسمين العقيدات

عرفت البحرين بصناعة السفن قديماً وبرع أهلها بهذه الصناعة لارتباط رزقهم بالبحر فحرصوا على توفير أهم الأدوات التي تمكنهم من الصيد بطريقة محترفة. واليوم يمتهن بعض محبي التراث حرفة صناعة نماذج السفن بشكلها التراثي القديم.

وفي حال رغب المرء في ركوب آلة الزمن والعودة بالزمن إلى الوراء لرؤية السفن بتفاصيلها الصغيرة فما عليه سوى الذهاب إلى مركز الجسرة للحرف اليدوية ليجذبه هناك متجر صغير جرى تشكيله على هيئة الجزء الخلفي من السفينة بشكل مبتكر.



وقال محمد علي أحد صانعي نماذج السفن إن "صناعة السفن مختلفة تماماً عن صناعة نماذجها. أصنع هنا نماذج السفن بجميع أنواعها وأشكالها الأصلية منذ 15 سنة حتى لا تتغير مستقبلاً و تبقى على شكلها الأصلي التراثي الذي اعتدناه ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بتراثنا العريق".

وأضاف "نصنع السفن بأنواعها المختلفة مثل الجالبوت والبوم والبانوش والسمبوك، نصنع نحو 15 نوعاً. وبسبب حبي الكبير لهذه السفن اتخذت الحرفة نوعاً من أنواع الهواية ولم أرثها اباً عن جد".

وعن أسعار نماذج السفن، قال محمد علي "يحدد السعر حسب نوعية الخشب المستخدم، فمن أغلى انواع الخشب و أكثرها طلباً "الساج" الهندي، وأرخصها "المرنتي". و من أكثر النماذج طلباً في البحرين "البانوش"، أما الزوار من الكويت فيفضلون "البوم" لأنهم يشتهرون بهذه السفينة".

وأضاف "هناك طلب على هذه النماذج. و مكننا القول إن أكثر السفن استهلاكاً للوقت "البوم" و يمكن أن يصل سعرها إلى 300 دينار بسبب كثرة القطع الصغيرة فيها ودقة تفاصيلها فيها ويمكنني الانتهاء منها في 10 أيام، أما "البانوش" فهي أسهل ولا تستغرق وقتاً طويلاً. وبشكل عام تحتاج هذه المهنة إلى صبر كبير قد لا يتوافر في الشباب".

وعن المشكلات التي يواجهها صانعو نماذج السفن، قال محمد علي "من أكبر المشكلات اختفاء خشب "الساج" في الأسواق بسبب توقف الهند عن تصديره. فهذا الخشب دهني بطبيعته حتى تستطيع السفينة أن تطفو فوق الماء ولا تتلف. ونتيجة اختفائه نستخدم أبواب البيوت التراثية المصنوعة منه في تصنيع نماذج السفن".