تقاسم فيورنتينا ويوفنتوس نقاط قمة الجولة الرابعة عشر من السيري آ التي جمعتهما في فلورنسا، ليستمر حامل اللقب في الصدارة بوصوله للنقطة الـ35 بفارق أربع نقاط عن الوصيف روما الذي سيستضيف ساسولو مساء السبت، فيما رفع الفيولا رصيده لـ20 نقطة ولا يزال في المركز الثامن.

المباراة حفلت بالعديد من اللقطات والفرص وكذلك الملاحظات على أداء الفريقين نسردها معًا فيما يلي..

إيجابيات | نشاط فيورنتينا وكفاءة وسط يوفنتوس

? الشيء الملاحظ في هذه المباراة، هو نشاط لاعبي فيورنتينا بشكل واضح عن ضيفهم "الثقيل"، ووضح ذلك من خلال المحاولات التي قام بها الثنائي خوان كوادرادو وماريو جوميز على دفاع السيدة العجوز في أغلب أوقات الشوط الأول والثاني، ولو كان هناك بعض الترابط بين الوسط وبين ثنائي الهجوم، لما انتهى اللقاء بهذه النتيجة، هذا بخلاف التهاون في الكم الهائل من الأخطاء والركلات الثابتة التي أتيحت للفريق على حدود منطقة الجزاء، بالذات في الدقائق العشر الأخيرة من الشوط الأول التي احتسب خلالها الحكم أكثر من 5 أو 6 أخطاء للفيولا على حدود منطقة جزاء حامل اللقب، ومع ذلك لم يستغل رجال مونتيلا الفرصة، وهذا يرجع إلى قُصر قامة أغلب اللاعبين باستثناء المهاجم الألماني جوميز.


? صحيح فريق فيورنتينا كان الطرف الأنشط على المستوى الفردي، لكن لا خلاف أبداً على أن كتيبة اليوفي كانت الأكثر تنظيماً على المستوى الجماعي، خاصة في وسط الملعب بقيادة بيرلو وبوجبا، فالأول أبدع في إخراج الكرة من وسط ملعبه إلى وسط ملعب المنافس، وساهم في سرعة التحول من العملية الدفاعية إلى الهجومية، أما الثاني، فلعب دور لاعب الوسط المهاجم على أكمل وجه، وشاهدنا انطلاقاته العنتير من الجانب الأيمن وكذلك عرضياته التي لم تجد من يتعامل معها داخل منطقة الجزاء، وهذا بسبب تباعد يورينتي مع كومان ومن بعده تيفيز الذي شارك كبديل، وأفضل ما كان في يوفنتوس في هذه الأمسية هو انتقاله من الحالة الدفاعية إلى الهجومية بسهولة، عكس فيورنتينا الذي اعتمد على مهارة لاعبيه في عملية التحول من الدفاع إلى الهجوم، ولم يَخلق فرصة من جملة تكتيكة على مرمى بوفون.


? يُمكن القول بأن يوفنتوس أجاد على مستوى الدفاع، فالدفاع استسبل في منع جوميز ورفاقه من زيارة شباك الأسطورة بوفون، ووضح ذلك من خلال تركيز أجونا وبونوتشي على الأرض، وشاهدنا تدخل بونوتشي الحاسم على جوميز قبل أن ينفرد ببوفون في مشهد الهجمة المضادة التي قادها كوادرادو، بالإضافة إلى نجاحه في عمل التغطية خلف إيفرا الذي لعب كجناح أيسر متأخر، وبالنسبة لكيليني، فعلى الرغم من أنه كان نقطة الضعف الواضحة في الدفاع نظراً لفارق السرعة بينه وبين مهاجمي الفيولا، إلا أنه كان صمام الأمان في ألعاب الهواء، ويكفي أنه لعب دور البطولة في تعامله مع الكرات الثابتة التي اُحتسبت لفيورنتينا خارج منطقة الجزاء، وتألقه في هذه الألعاب يُعتبر من الأسباب التي ساهمت في خروج اليوفي بهذه النقطة الثمينة.


? الإيجابيات كانت العملة النادرة في هذه المباراة، كيف لا واليوفي قدم واحدة من أسوأ عروضه المحلية منذ بداية هذا الموسم، والدليل على ذلك هو عدم تعرض حارس الفيولا لأي اختبار حقيقي طوال الـ90 دقيقة، وهذا يرجع إلى انشغال اللاعبين بمباراة أتليتكو مدريد الحاسمة لخوفهم من الخروج المُبكر من دوري أبطال أوروبا للعام الثاني على التوالي، وبالنسبة لفيورنتينا، لم يستغل بطء يوفنتوس بالضغط على وسط ملعبه لإرباك كما حدث في لقطة الفرصة التي أبعدها بونوتشي، فضلاً عن اكتفاء اللاعبين بالحصول على أخطاء من خارج منطقة الجزاء، وكأن هدفهم هو إحراج البطل بهذه "الفرص" التي لم تُشكل أي خطورة على مرمى بوفون، لذلك لو كان اليوفي في نصف حالته...لخرج بالثلاث نقاط على أقل تقدير...ولو كان الفيولا أكثر جدية...لما اكتفى بالتعادل، وهذا يرجع إلى خوف اللاعبين.

سلبيات | هي عنوان المباراة الرئيسي

? دعونا نتفق أن فنون كرة القدم غابت عن هذه المباراة، فالفريق المحلي لم يُظهر رغبة جدية لتحقيق الفوز رغم أن فرصته كانت قائمة، ونفس الأمر بالنسبة ليوفنتوس الذي كان جيداً على مستوى الدفاع والوسط فقط، وكان غائباً تماماً في النواحي الهجومية، بالإضافة إلى العنف المُفرط الذي كان العنوان الأبرز طوال الشوط الأول، ويكفي أن اللجوء إلى الكرات الثابتة كانت السبيل الوحيد لكلا الفريقين لتهديد الحارسين.

? أتعجب من صبغة فيورنتينا اللاتينية الأوروبية، فالقوام الرئيسي لهذا الفريق لا يعتمد على لاعبين طليان بالدرجة الأولى كما شاهدنا في التشكيلة الأساسية التي لم تضم أي لاعب إيطالي، ومع ذلك، لاحظنا غياب اللمسة الإبداعية في الفريق، فالدفاع بدا في واد، والوسط في واد والهجوم في واد آخر، وأتصور أن هذا الفريق بحاجة لخدمات لاعب لديه القدرة على قيادة رفاقه من الحالة الدفاعية إلى الهجومية في وقت سريع، عكس بيتزارو الذي لا يُمرر إلا بعد فوات الآوان.

بالنسبة لسلبيات يوفنتوس، يكفي أنها المباراة الأسوأ لأليجري على المستوى المحلي منذ توليه المهمة من مواطنه كونتي، ومن الواضح أن موقعة الأتليتي تُمثل أهمية خاصة بالنسبة له وللاعبين، فهو احتفظ بسلاحه الفتاك "تيفيز" على مقاعد البدلاء، حتى أن أداء أغلب اللاعبين لم يَصل لقمة الجدية، ووضح ذلك من التمريرات الخاطئة في وسط الملعب وعدم التركيز في الثلث الأخير من الملعب، لذا بدا الخط الأمامي بلا أنياب حقيقية، وأقل ما يُمكن قوله أنها مباراة للنسيان بالنسبة للبطل الذي لم يُعبر عن نفسه في فلورنسا.