ياسمين العقيدات

أكد تجار أقمشة أن هناك تراجعاً في الإقبال على شراء الأقمشة بنسبة 70% مقارنة بالأعوام الماضية، موضحين أن التراجع في تزايد مستمر نظراً لتوجه الزبائن لشراء الملابس الجاهزة.

وأضافوا لـ"الوطن"، أن الأسعار مقارنة بالسنوات الماضية لا تعتبر مرتفعة إلا بنسبة طفيفة، حيث إن كثرة الملابس الجاهزة وتنوع أشكالها تجذب الزبون لشراء الملابس الجاهزة توفيراً للعناء.



وحول ذلك، قال تاجر الأقمشة عقيل العرادي، إن "الملابس الجاهزة حازت النصيب الأكبر من إقبال الناس على الشراء، نظراً لانكماش أعداد محلات الأقمشة".

وأوضح أن "أسعار الأقمشة ارتفعت عن السنة الماضية، فعلى سبيل المثال، قماش "كمري" يصل سعره في السنة الماضية إلى 500 فلس للمتر الواحد، أما اليوم فقد يصل حتى 700 فلس، بالإضافة إلى قماش "الوايل الهندي" الذي وصل سعره إلى 500 فلس للمتر الواحد، أما بقية الأقمشة فقد كانت في السابق يتراوح متوسط أسعارها 7 دنانير، في حين أصبح الآن 10 دنانير".

وأردف: "سوق الأقمشة مواسم تنعشها، ويزدهر خلال محرم والحج، إلى جانب الشتاء، حيث يرتفع الإقبال بنسبة 40% كون المواسم تعد من المواسم التي يطلب فيها الأقمشة خاصةً في محرم والأقمشة التي لا توجد عليها نقوش" .

من جانبه، قال تاجر الأقمشة حسن العرادي، إن "السوق أصبح شبه ميت، نظراً للإقبال الكبير على الملابس الجاهزة، مع ضعف الإقبال على التفصيل، عدا فيما يتعلق بالأثواب الرجالية والعبايات النسائية".

وأوضح أن "ضعف الطلب يصل إلى 70% مقارنة بالسنوات السابقة، وأن العديد من تجار الأقمشة بدؤوا يتركون الأسواق، نظراً لانخفاض العائد المادي، فالزبون يشتري "راحته" أولاً وأخيراً، ومع معوقات السوق فإن الزبون يتجه للحل الأسهل المتمثل بالمجمعات بخيارات الترفيه والمواقف الآمنة".

وتابع: "هناك من يفضل فساتين السهرات والبدل الرسمية لتكون تفصيلاً، فهي أرخص ثمناً، وشكلها أكثر أناقة، ولايزال هناك من يفضل سعر القماش على سعر الفساتين الجاهزة غالية الثمن، إذ إن 95% من الطلب على قطع الفساتين والجلابيات بالإضافة لملابس المدارس".

وبين أن "مواسم العودة للمدارس، ومناسبات كالقرقاعون وغيرها، ترفع الطلب على الأقمشة، ولكن ليست بتلك الوتيرة الكبيرة، حيث لايزال الضعف في سوق المنامة قائماً، وإن اختلفت بعض الأيام عن أيام أخرى، حيث أصبح الناس لا يفضلون الوصول للسوق القديم، نظراً للزحام الشديد وانعدام المواقف وغيرها من الأسباب".

وأشار إلى أن الطلب في المواسم يرتفع بنسبة %50 إلى 70%، ولكنه لا يستمر إلا لبعض الوقت، قبل أن يعاود السوق الركود مجدداً.

وقال العرادي إن "السياح من خارج المملكة، لا يقبلون على شراء الأقمشة، فهم يأتون فقط للتصوير معها، دون وجود أي عمليات شراء إلا نادراً، ما يعني عدم وجود فائدة من جراء وجود هؤلاء السياح".

وبيّن أنه اتجه للتسويق الإلكتروني عبر موقع التواصل الاجتماعي، الإنستغرام لعرض القماش الجديد والمميز، ولقي ذلك قبولاً وزاد قليلاً من نسبة المبيعات.

من جانب آخر، قال تاجر الأقمشة فلاح حسن: "إن هناك تراجعاً في الإقبال على الأقمشة يصل إلى 70% مقارنةً بالعام الماضي، خاصةً في موسم محرم بسبب امتلاء السوق بالملابس السوداء الجاهزة واتجاه الناس إلى الملابس الجاهزة دون انتظار التفصيل أو البحث عن قماش مناسب"، مؤكداً أن أكثر الأقمشة طلباً في موسم محرم هي "الكودي" الذي يصل سعره إلى دينار واحد للمتر في سوق المنامة، إلا أنه من الممكن أن يصل إلى دينارين للمتر في الأسواق الخارجية.

وأضاف أن "هناك ارتفاع طفيفاً في الأسعار، خاصة في الأسواق الجديدة، وبالتركيز على سوق المنامة تحديداً، يلاحظ أن الأسعار منخفضة مقارنة بغيرها بسبب كثرة التنافس الموجودة في السوق مما يجعلنا نخفض الأسعار لجذب المشتري".

وتابع: "هناك إقبال غير ملحوظ على الأقمشة خلال السنوات الثلاث الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة ذات الجودة العالية، فيلجأ المشتري إلى تقليد البضاعة بشكل دقيق، ويذهب للبحث عن القماش، بالإضافة إلى تنوع الموديلات ودخول مواقع التواصل الاجتماعي عليها، مما تتسبب في بحث الناس عما يشبه هذه البضاعة ولجوئهم لشراء الأقمشة لتقليدها".

وأضاف أن "الأقمشة التي لا يوجد عليها نقوش أصبحت غير متوفرة، وفي حال أردت البحث عنها يجب أن تبحث طويلاً لإيجادها، خاصةً في المواسم التي تكثر فيها الطلب على الأقمشة، منها الحج، ومحرم، والمدارس، والأعياد".