على مدى سنوات قامت الشركات العالمية لصناعة العطور والنكهات بعمل دراسات لتحسين أساليب قياس التأثيرات الذاتية والفسيولوجية للروائح والعطور على المشاعر، وتم تطبيق تجربة لمعرفة تأثير العطور المختلفة على المزاج من خلال استنشاق رائحة معينة واختيار الحالة المزاجية التي تتلاءم إلى حد كبير مع هذه الرائحة باستخدام أسلوب التقرير الذاتي من خلال "تحديد الحالة المزاجية" للفرد.
ولكي نفهم أسلوب "تحديد الحالة المزاجية"، يجب أن نعرف أن أساس ذلك هو الحالة المزاجية للشخص، والتي يمكن تعريفها بأنها حالة عاطفية للعقل يمكن أن تستمر لفترة طويلة وتضم كلًا من الصفات السلبية والإيجابية. ولأن الأشخاص مختلفون، فالحالة المزاجية يمكن أن تختلف بشكل كبير من شخص لآخر. وليس من المستغرب أن الأشخاص الذين يميلون للتشاؤم، تكون لديهم حالة مزاجية سيئة لفترة طويلة من الزمن. وعلى الجانب الآخر، نجد أن الأشخاص الذين يميلون إلى التفاؤل تكون حالتهم المزاجية أفضل لفترة أطول.
ويعتمد أسلوب "تحديد الحالة المزاجية" على قدرة الشخص على تحديد حالته المزاجية بطريقة مرئية، من خلال تحديد حالته المزاجية في وقت معين على مخطط أو خريطة، والهدف من هذا التمرين هو وصف ما يشعر به المرء بدون الحاجة للتعبير عن ذلك باستخدام الكلمات، وأن يرى الأشخاص حالتهم المزاجية بطريقة مختلفة، ويكونوا قادرين على مقارنة حالاتهم المزاجية في أوقات مختلفة من اليوم، ومن يوم لآخر. والحالات المزاجية التي يتم قياسها ثماني حالات، هي: الحركة، والقلق، والهدوء، والاكتئاب، والسلبية، والإيجابية، والنشاط الزائد، والنشاط المنخفض.
ونجد أن هذه الشركات تستخدم العطور لقياس الحالة المزاجية، من خلال إعطاء المتقدمين مخططًا للحالات المزاجية الثمانية، ويُطلب منهم استنشاق نوع معين من الروائح أو العطور وتحديد الحالة المزاجية التي يشعرون بها. وقد تم استعراض نتائج الاستفتاء على نوعين من الروائح هما "رائحة البرتقال" مقابل "رائحة الفانيليا". ووجدوا أن كليهما رائحة لطيفة، ولكن رائحة البرتقال أكثر إثارة، بينما رائحة الفانيليا تؤدي إلى مزيد من الاسترخاء.
ومن الطبيعي أن بعض خيارات العطور تكون أكثر جاذبية عن غيرها من الروائح والعكس صحيح. كما أن بعض الروائح تكون أكثر جاذبية للرجال، في حين أن البعض الآخر يكون أكثر جاذبية للنساء. وفي حالة الرجال، نجد أن الروائح أو العطور التي هي أكثر جاذبية لهم هي التي لها علاقة بالغذاء، وتشمل الروائح الجاذبة للرجل العرقسوس الأسود والبرتقال والفانيليا، بينما تفضّل النساء الروائح مثل الخيار والشوكولاتة ومسحوق الأطفال وفطيرة اليقطين.
وقد أكدت البحوث والدراسات التي أجريت مؤخرًا على الروائح والعطور أن بعض العطور التي تساعد على الاسترخاء قادرة على تخفيف حدة التوتر العضلي الناجم عن الإجهاد، من خلال تقليل استجابة العضلات شبه المنحرفة للإجهاد. وتكشف هذه الدراسات أن العطور لديها القدرة الكافية لمواجهة الإجهاد. ويتم تطبيق هذه التقنية الجديدة على منتجات العطور التي تتطلب أدلة على أن العطر يساعد على الاسترخاء جسديًا.
ويعتمد العلاج التجميلي على قوة العطور التي تعتمد بشكل أساسي على الخصائص العلاجية للزيوت الأساسية من النباتات المختلفة. فعلى سبيل المثال، يُعد اللافندر والبابونج من العطور الرائعة التي تساعد على الاسترخاء، في حين أن الحمضيات هي مصدر للطاقة والحيوية، أما الكافور والنعناع والفانيليا والقرفة فلها تأثير مثير.
ولذلك، فعندما تحيطين نفسكِ بعطر مميز، فإن ذلك يؤثر عليكِ بشكل إيجابي. وبالتالي، إذا كان عطركِ المعتاد يجعلكِ تشعرين بأنكِ أفضل، فعليكِ التفكير في إضافة بضع قطرات من هذا الزيت العطري إلى مياه الاستحمام أو كريم الجسم، أو اختيار الشموع المعطرة بنفس نوع العطر، فهذا من شأنه أن يجعلكِ تشعرين بالاستمتاع والاسترخاء أثناء الاستحمام، وكذلك عدم اختلاط الروائح المتناقضة.