من مبادئ العلاقات الدبلوماسية أن تكون هناك رؤية واضحة لأي نظام حاكم يرسم سياسته الخارجية المنبثقة من مبادئ راسخة وسامية تحترمها دول العالم أجمع، ولكن في حالة النظام القطري فقد اختلف الأمر فهو معارض لهذه المبادئ التي اتفق عليها العالم من اتفاقيات وبروتوكولات حسن الجوار وعلى رأسها ميثاق تأسيس الأمم المتحدة.

ما يجب أن ننوه إليه أن هناك لبساً بشأن ما يفهمه النظام القطري أو المتحكمون في القرار السياسي في الدوحة بأن العلاقات الدولية لا تخضع للمزاجية ولا للمزايدات، فهناك أطر أساسية لتحظى باحترام شعوب العالم، وللأسف إن النظام قد أضر بصورة مباشرة بشعبه حتى أصبح القطري يتردد في التعريف بجنسيته خوفاً من نظرة الشعوب المتضررة من هذا النظام.

مصير الدوحة أصبح ضائعاً لكونه رهين تلك المزاجية المفرطة، فلا يمكن أن تتحول دولة ذات سيادة إلى مجموعة من القواعد العسكرية التابعة لدول غربية وهناك رفض وإجماع دولي حول نشاطات ونوايا تلك القواعد سواء حول تدشين قواعد عسكرية تركية أو إيرانية كي تتوسل بها الدوحة لتكون ضمن أراضيها.

دول الخليج العربي أجمعت في اجتماع القمم بمكة بقيادة خام الحرمين الشريفين حول الخطر الإيراني في المنطقة وبالتحديد الحرس الثوري الذي يهدد الممرات البحرية كمضيق هرمز وباب المندب، ويأتي النظام الخارج عن منظومة الخليج العربي ويوطد علاقته مع نظام الحكم بطهران ويسهم في تخفيف أعباء العقوبات الأمريكية على إيران.

نتحدث صراحة أن ضياع البوصلة القطرية يهدد المصير الخليجي المشترك، فمع ممارسات النظام القطري اللا أخلاقية وتلاعبه وخبثه الإعلامي وامتداد تلك الممارسات لتقويض الأمن والاستقرار في الوطن العربي، باتت المنطقة تحمل على عاتقها عبئاً إضافياً يفوق طاقتها.

رسالتنا اليوم للنظام القطري بأننا كشعوب خليجية قبل أن نكون عربية لا شيء يؤرقنا غير الشعب القطري المظلوم من اضطهاد هذا النظام المستبد، فالذي يربطنا مع القطريين ليس امتداداً للتاريخ فالرابط هو الدم الذي يسري في عروقنا، فالشعب القطري قبل أن يكون قطرياً فهو يحمل جينات دلمون وتايلوس، فهم منا ونحن منهم، ونتحسر على ما يقوم به هذا النظام بتضييع مصير هذا الشعب الشقيق الذي نكن له كل احترام وتقدير.