مع عودة طلبة المدارس والجامعات وعودة الموظفين المقيمين في البحرين بعد إجازة طويلة، تعود الزحمة في الشوارع من جديد. ما يقارب الشهرين كنا نعيش في هدوء نفسي يذهب الموظف من وإلى العمل وأعصابه -في الثلاجة- بمعنى «مستانس» من الشارع وسرعة الوصول إلى الوجهة التي يريدها، وبالفعل «الهاي واي» في الصيف اسم على مسمى «شارع سريع»، ولكن للأسف رجعت الزحمة مرة أخرى، وكنا على أمل من الجهات المعنية أن يتم إيجاد حل للاختناقات المرورية في بعض الشوارع، فهناك شوارع للأسف يكره السائق أن يتواجد فيها مثل الشارع الذي بعد جسر الشيخ خليفة والشارع المؤدي إلى عذاري، فكثرة الشاحنات القادمة من ميناء خليفة في الحد تجعل المركبات الصغيرة تنحشر بين الشاحنات، وأيضاً كوبري مدينة عيسى نحو الإشارة المرورية المؤدية إلى شارع الخدمات، بالإضافة إلى شارع مدينة حمد المؤدي إلى الشارع السريع. فالسائق في هذه الشوارع يقود مثل السلحفاة من صغر الشارع وكثرة المركبات والاختناقات في المسارات المؤدية إلى عالي أو مدينة زايد. كنت أتمنى أن تسعى هذه الجهات إلى إيجاد حلول تريح السائق لأن التعب النفسي الذي يمر به لا يحمد في الصباح والظهر بالأخص. كنت أتمنى النظر في بعض الحلول التي أراها قد تقلل من الازدحامات، منها تأخير مرور الشاحنات في ساعات الذروة خصوصاً القادمين من ميناء خليفة والشاحنات التي تقصد جسر الملك فهد، أيضاً نأمل في توسعة الشارع السريع الممتد من مدينة حمد إلى المنامة ليصبح أكثر من ثلاثة مسارات، والعمل على إيجاد حلول لتزايد عدد المركبات والتسريع من إنشاء قطارات كثيرة تشمل جميع المناطق وإنشاء كوبري متعدد الطوابق. الأهم من ذلك هو إيجاد حلول لهذه الزحمة المرورية، ولا ننسى أن مطار البحرين الدولي الجديد يهدف إلى استقبال عدد كبير من السائحين، وهذا بالتأكيد يدعو للقلق ليس للمواطنين والمقيمين فحسب، وإنما للزائرين والسياح الذين ينشدون الراحة، حتى في تنقلاتهم في إرجاء المملكة والتي لا شك في أننا نطمح إلى الراحة للجميع حتى نعكس الصورة الجميلة والمتطورة للمملكة.

* كلمة من القلب:

عوداً حميداً لطلبة المدارس والجامعات ولكل من استأنف عمله من جديد بعد إجازة الصيف، سواء كانت إجازة طويلة أو قصيرة. عوداً حميداً للجميع حتى لربات البيوت بعد إجازة لربما أتعبت الأمهات من شقاوة وسهر بعض الأبناء. الحمد لله لعودة الحياة بسلام بروتينها اليومي حتى وإن صارعتنا بعض المنغصات يبقى السلام الداخلي مطلباً مهماً لحياة كل فرد.

بعد انقضاء الإجازة الصيفية نعود إلى الإيقاع الذي تعودنا عليه حتى عندما كنا نحن صغاراً، حيث الذهاب للمدرسة والواجبات والامتحانات، وللموظفين حيث العمل ومرتب آخر الشهر، وتلبية حوائج الأسرة، إيقاع نحمد الله عليه على نعمة الخير والصحة ونعمة التعليم والوظائف التي تعلو من قدر الإنسان، بدل الحاجة ومد اليد لطلب المساعدة. فالذهاب للمدرسة أو العمل من النعم العظيمة علينا، ليس لما يحققه التعليم للمجتمع من تنمية، وإنما وجود مدارس وجودة التعليم واهتمام المجتمع من حكومة وأولياء أمور للتعليم والتطور والتقدم يعكس أهمية هذه النعم علينا. فهناك شعوب تعاني من الجهل والتخلف، تعاني من قلة المدارس والوظائف، هناك شعوب تحتاج إلى ساعات طويلة، حتى تصل إلى مقر عملها أو إلى المدارس، هناك أطفال يستخدمون وسائل خطرة حتى يصلون إلى مدارسهم، يخاطرون بحياتهم وأرواحهم من أجل التعليم، هناك شعوب ذاقت من ويلات الحروب وشردتهم لمخيمات وحدود دول أخرى، والله وحده يعلم بمعاناتهم بعدما كانوا آمنين في أوطانهم. لذلك نحمد الله تعالى على عودة الحياة الطبيعية بعد الإجازة الصيفية، الحمد لله على الحياة كما عهدناها وكما تركناها قبل الإجازة الصيفية، الحمد لله.