على مقعد صغير داخل صالون للحلاقة في بكين، يدلك المكفوف رجلي أحد الزبائن من دون أن يتمكن من رؤيتهما... شأنه في ذلك شأن آلاف المكفوفين في الصين الذين يعملون كمدلكين، حتى إن مسار حياتهم الفريد شكل موضوع الفيلم الأخير للمخرج الصيني لو يي.
فقد اختار هذا المخرج المتحدر من شنغهاي والمعروف بانجذابه إلى معالجة المواضيع الحساسة والمحرمة أحيانا، وركّز اهتمامه في هذه المرة إلى قضية الأشخاص فاقدي البصر.
استوحى لو يي فيلمه الجديد "بلايند ماساج" (التدليك الأعمى)، من رواية بي فيو بعنوان "العميان" الذي يروي سيرة مجموعة صغيرة من المكفوفين في مركز للتدليك العلاجي في مدينة نانجينغ شرق الصين، ويقول إن "المكفوفين تتطور لديهم بشكل أكبر حاسة السمع وأيضا اللمس".
وفي الصين ما يقارب 17 مليون ضرير، بحسب الإعلام الرسمي الصيني. ومن أصل هذا العدد، يعمل مئات الآلاف منهم كمدلكين، سواء في صالونات أو في مراكز عناية.
وفي هذا الإطار، يشير المخرج لو يي في تصريحات لوكالة فرانس برس إلى أن "تعليم التدليك يمثل أحد أهم الحصص التي يتم تدريسها في المدارس المخصصة للمكفوفين في الصين".