* تجارب النجاح كثيرة في الحياة، وأجملها تلك التي يبدأ صاحبها من نقطة الصفر ويكافح من أجل أن يحصل على لقمة العيش له ولأهله وعياله.. عن قرب أعجبني نجاح «صبر أيوب» لصاحبيه أيوب وعبدالله وأبنائهما.. بدأت القصة بخباز صغير بالقرب من بيت الوالد رحمه الله.. وكنا نشتري الخبز منه ونأنس بابتسامته وحسن معاملته التي يعاملك بها على الرغم من شدة حرارة الجو وحرارة «التنور» وبخاصة في أيام الصيف اللاهبة!! أيوب وعبدالله لم يتغيرا.. واصلا رحلة الكفاح وصمدا حتى فتح المولى الكريم لهما أبواب الخير والرزق.. وها هما اليوم يستثمران أرضاً في شارع البديع ويحولان «صبر أيوب» إلى استراحة جميلة للمشويات للعائلات والأفراد.. وهي من أجمل الاستراحات التي تنعم فيها بجمال المكان وهدوئه.. والجميل في الأمر.. أن «الصنعة» قد انتقلت إلى الأبناء وأهليهم.. وها هم يديرون العمل ويطورونه بأفكار مبدعة بابتسامتهم التي لا تفارق محياهم وبأياديهم الخيرة الممدودة للجميع.. قصص النجاح كثيرة.. ونحتاج إلى من يوثقها لتقرأها الأجيال.. والسر الغامض الذي يجب أن يعرفه الجميع من وراء نجاح مثل هذه المشروعات الجميلة.. هو نية الشخص وإخلاصه ويده الساعية في الخيرات.. حينها يبارك الله عز وجل في العمل والرزق.. بارك الله تعالى في هذا المشروع وزاد صاحبه خيراً وبركة وتوفيقاً وفتح له من أبواب الخير، ووفق كل صاحب مشروع إلى ما يحبه ويرضاه، وزاده نجاحاً وتميزاً.

* مع بداية عام دراسي جديد يجدر بجميع أصحاب الشأن الذين لهم الدور الأكبر في تنشئة الأبناء وتعليمهم أن يعوا جيداً الدور المناط بهم، فلا يقتصر دورهم على مجرد القيام بالمهمة وكفى.. بل إن دورهم أكبر من ذلك بكثير، وله الأثر الكبير على صناعة الأجيال الفريدة التي تساهم في نهضة الوطن ورفعته.. نحتاج أن نشد على أيدي المسؤولين على كافة الصعد، ونذكرهم بدورهم الأصيل في تربية الأجيال.. فمدير المدرسة تقع على كاهله مسؤولية عظيمة في إدارة المدرسة والعدالة في التعامل مع المعلمين والطلبة، والتركيز على الجانب التربوي الذي يعد محوراً أصيلاً في منهجية التربية والتعليم.. أما المعلم فعليه أن يفخر بمكانته التي أكرمه الله تعالى بها.. ولا يعتقد بأنه وبالرغم من الأعباء الكبيرة الملقاة عليه بأنه مهمش في المسيرة التعليمية.. بالقدر الذي يجب عليه أن يرفع رأسه ويصدق في نياته وعمله ويتقن في أداء رسالته حتى يحظى بالتوفيق والتيسير في الحياة.. فهمه الأول رضا الله سبحانه وتعالى.. وليمزج في أسلوبه بين التربية والتعليم ويحرص على غرس القيم.. فالطالب اليوم في أمسّ الحاجة إلى مثل هذه الرسائل التربوية التي تصنع منه قائداً متميزاً في المجتمع.. ولو أخلص كل معلم في رسالته وابتعد عن أسلوب الضجر والصوت العالي.. لأفرز ذلك ميداناً تربوياً رائعاً.. نعم بأيدينا نصنع الفارق بعون الله لو تمكنا من تعديل النظرات!! يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير» رواه الترمذي. ويقول عليه الصلاة والسلام: «بلغوا عني ولو آية». أما أولياء الأمور فعليهم أن يهيئوا البيئة التربوية الخصبة للأبناء، ويزرعوا فيهم الاعتماد على النفس منذ بداية المطاف، وألا يحولوا البيت بعد بدء العام الدراسي الجديد إلى «ميدان معركة من الواجبات والمراجعة».. جميل أن نحبب الطلبة في دراستهم.. ونبتعد عن أسلوب التنفير الذي نمارسه دون أن نحس.. بأيدي المعلمين وأولياء الأمور الشيء الكثير، فهم من يزرعون الخير في نفوس الأبناء.. نسأل الله تعالى أن يجعله عاماً دراسياً موفقاً للجميع، وأن يبارك في أبنائنا ويوفقهم في دراستهم ويجعلهم من محبي الخير، وأن يوفق كل معلم لأداء رسالته والقيام بواجباته على الوجه الذي يرضي الله تعالى.. وأن يعين وزارة التربية والتعليم على أداء دورها التعليمي والتربوي على الوجه الأكمل. بارك الله في الجهود وسدد الخطى.

* مازلت تحتاج إلى بعض النفوس الصادقة لتذكرك بالله تعالى، ولتذكرك بمراجعة صادقة لنفسك ولمسيرك في الحياة.. فلا تعتقد أنك تستطيع لوحدك أن تفعل كل شيء.. ولا تعتقد أنه بمقدورك أن تكون الأداة التي تغير في نفسك كل شيء.. بل إنك تحتاج إلى تلك الأيادي الممدودة التي تنتشلك أحياناً من مآزق الحياة.. ومن ضيق العيش.. وأحياناً من ضيق النفس.. لتذكرك بالله تعالى، ولتزرع في نفسك الأمل من جديد، وتعطيك الثقة بمعية الله تعالى في أيام الحياة.. تحتاج إلى نفوس تتعاهد معها الخير وبصمات الأثر، وتتشارك معها في مواقف الأجور الخالدة، وتسأل عنك كلما ابتعدت عن أنظارها أو فترت عن محافل الخيرية والعطاء.. لتسكب في نفسك مداد الخير مرة أخرى وتذكرك أن الحياة قصيرة.. وأنه ليس بالإمكان إضاعة الوقت أكثر من أي وقت مضى.. بل البدار قبل فوات الأوان.. والهمة العالية للوصول إلى قمم العطاء والخير.. فهنيئاً لمن وفق لمصاحبة هذه النفوس.. المطلة دائماً على واحات الخير.

* تحتاج أن تتحكم في نفسك بصورة أفضل من السابق.. تحتاج أن تتحكم في تصرفاتك وقراراتك وانفعالاتك ولا تجعلها تسيرك، بل تحكمها إلى منطقية الواقع المعاش، وميزان الخير.. لست تعيش وحدك.. وليست نفسك هي النفس التي كانت من قبل تسرح في ميدان الحياة.. لربما ترجع بالذاكرة إلى أيام مضت.. فتجد حينها بعض المواقف «التافهة» وبعض القرارات «المجنونة» وبعض التصرفات «الغبية» التي تستغرب من أنك قمت بها في لحظات ما من حياتك.. ولكن هي سنة الحياة التي تجعلك تعيش اللحظات الآنية وتستفيد من تجارب الماضي وبعض المواقف المزعجة.. لتعيش الآن لحظاتك بالنفس الصافية المستقرة.. لأنك آمنت أنك ستكون الأفضل بلا شك من الأمس.. فمن استوى يوماه فهو مغبون كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.. لذا لا تستمر في أي انفعالات تقلقك.. ولا أي تصرفات تصرف عنك سعادة الحياة وبهجة العيش.. تبقى الحياة حلوة.. فاستثمر وجودك فيها..

* ومضة أمل:

أجمل الأثر في جمعة نرسم فيها الخير في نفوس الأبناء.