تونس - منال المبروك

شيع التونسيون الاثنين الفنانة منيرة حمدي، التي تعد واحدة من أبرز وأجمل الأصوات التونسية، في جيل الثمانينات، والتي وافتها المنية الأحد بعد مرض ألم بها منذ مدة قصيرة وتسبب في تدهور سريع لحالتها الصحية.

ومنيرة حمدي "54 عاما" بدأت حياتها الفنية من مسقط رأسها مدينة باجة شمال غرب تونس، في فرقة محلية تنشط بدار الثقافة قبل أن تنتقل إلى العاصمة وتشق طريقها في عالم الفن وبين تونس ومصر وعدة عواصم عربية أخرى.



اشتهرت الفقيدة بصوت طربي عذب قادر على أداء كلاسيكيات الأغنية العربية، كما عرفت بنبرة صوتية أدائية مميزة تذكّر في خاناتها نبرة الغناء الجبلي في منطقة الشمال الغربي، وهي تعد في تونس من أبرز المطربات التونسيات منذ تسعينات القرن الماضي. وقد ظهرت لأول مرة للجمهور في "نادي المواهب" الذي كان يعد البرنامج التلفزيوني التونسي الذي أطلت منه العديد من الأسماء الفنية في الساحة الغنائية التونسية .

لحن لها كبار الفنانين في الخليج كعبد الله الرويشد وراشد الماجد وتعاملت بشكل لافت مع الفنان الراحل حسين الدهماني وغيره من الفنانين التونسيين ملحنين ومطربين وشعراء أغنية. كما خاضت غمار الغناء التلفزيوني من خلال برنامجها "مع منيرة" الذي يعنى بالأغنية التونسية، وشاركت في التمثيل في الدراما التلفزيونية الخليجية.

قدمت الفقيدة أكثر من 50 أغنية وشاركت في الحفل الافتتاحي في المهرجان الدولي لقرطاج في دورة 2001، كما شاركت في أوبريت "رقص الكمان" في عام 2005. حصلت الفقيدة على جوائز عديدة بما في ذلك الجائزة الأولى في الأداء في عام 1992، والجائزة الثانية من مهرجان الموسيقى التونسية في عام 1995، كما حصلت على الجائزة الأولى في مهرجان الأغنية العربية في عام 2004 و"أوسكار" فيديو الموسيقى المصرية في عام 2005، وتم تكريمها في عام 2003 من قِبَل رئاسة الجمهورية التونسية.

وشكل الموت المفاجئ لمنيرة حمدي صدمة لأصدقائها وزملائها في الميدان الفني كما نعت وزارة الثقافة التونسية الفقيدة وقالت إن الساحة التونسية فقدت واحدة من أجمل الأصوات في تونس والعالم العربي.

وظهرت منيرة حمدي آخر مرة في المهرجانات الصيفية هذا العام، وغنت في مهرجان قرمبالية المحلي وهي جالسة على كرسي قبل أن تكتب في تدوينة على صفحتها أنها "اعتذرت لبقية المهرجانات وأنها ألغت بقية الحفلات الصيفية بسبب وضعها الصحي"، واعدة جمهورها "بلقاء قريب"، غير أن المنية التي غيبتها الأحد كانت أقرب.