مكة المكرمة - كمال إدريس

تبارى شباب وشابات مبدعون في صناعة وإخراج أعمال فنية، اعتبرتها العديد من الدوائر، أعمالاً فنية عالية القيمة، وهي تستهدف مناسبة سنوية راتبة، تتمثل في الاحتفال باليوم الوطني السعودي الـ89، إذ شكلت أعمالهم الإبداعية فسيفساء طرزت اليوم الأخضر بحزمة جماليات، شكّلت اللون المميز الذي ساد مواقع التواصل الاجتماعي.

وكما في كل عام، يلتقي الإبداع في "اليوم الأخضر" للبحث عن "أيقونة" قديمة متجددة تشع أفكاراً على شغف الريادة لدى المبدعين، فكما استلهم الفنانون في عام مضى صلابة "جبل طويق" من حديث ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عندما قال، "همة السعوديين مثل جبل طويق... لن تنكسر"، فقد جاء "خاتم الملك المؤسس" مرتكزاً لاستقطاب الأفكار غير المسبوقة، بحسب عبدالرحمن إبراهيم الحربي المخرج الفني لأعمال متعددة في هذا السياق، وقد تحدث لـ "الوطن"، من خلف الكاميرا التي يحملها لاستكمال عمل إبداعي لجهة عمله بعنوان المجد المتوارث.



يقول: "ظهر خاتم وختم الملك عبدالعزيز في صورة بارزة بالمركز الإعلامي بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة، كما ظهر في إحدى اللقطات المصورة بفيلم قصير أعدته شركة "أرامكو" السعودية، وهو يوقع أوراقاً، وقد برز خاتم فضي برأس أسود على إصبعه الصغير، بيد أنه خاتم للزينة وختم للتوقيع... تلك اللقطة ركز عليها المبدعون وأبرزوها، فكان أن وجد ذلك الخاتم رواجاً كبيراً وسط صناع الأفلام في هذا الموسم بالتحديد".

المصور السينمائي، إبراهيم أبوعرب، هو أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، يرى أن "اليوم الوطني مناسبة تستنفر كل المبدعين، وتتيح للجميع المشاركة بالأفكار والأعمال الفنية الراقية، فبعيداً عن التنافس على الجوائز فإن هذا الموسم يتيح اكبر قدر ممكن من المشاهدين للأعمال الفنية المرتبطة بالوطن".

وأشار في حديثه لـ"الوطن"، إلى أن "خاتم الملك عبدالعزيز يمثل أهمية خاصة في التاريخ السعودي، وقد وجد نموذج هذا الخاتم رواجاً كبيراً بين الشباب في الفترة الاخيرة، مما استوجب ضرورة البحث في الأمر وإخراجه في أعمال فنية".

من ناحيته، يقول محمد العمودي الذي يشارك في التمثيل بعدد من الأعمال القنية إن "الفنون لها تأثير مباشر على المتلقي لترسيخ الافكار، واستقاء المعلومات، خاصة إذا كانت ذات علاقة بالوطن وحبه"، مبيناً أن "كل عام تبرز فيه ناحية من نواحي حياة الملك المؤسس الحافلة بالعطاء، وتم التركيز حالياً على قصة الخاتم، وهو إلى جانب أن ارتداءه يكون للزينة، لكنه يحمل أيضاً مهمة التوقيع والختم على الوثائق الهامة".

وعن خاتم المؤسس، قال: "بحسب اطلاعي كان -رحمه الله- يستخدمه بالختم به على مراسلاته والأوامر الصادرة عنه، وهو بيضاوي الشكل، وعليه نقش اسم المؤسس "عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل" وكذلك عام صنع الخاتم، وهو نفس العام الذي بدأ المؤسس باستخدامه، وكان ذلك عام 1321هـ/1903م".

ويصف أحد المواقع الشهيرة خاتم الملك المؤسس بالإشارة إلى أنه خاتم فضي، له فص من العقيق، نقش عليه اسمه بشكل طغراء "عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل السعود"، ويختم به جميع الرسائل والأوامر الصادرة منه، وله خاتم آخر فيه كسر قليل من جانبه، إلا أنه قلما كان يستعمله.

ويواصل "ولما مرض الملك عبدالعزيز مرضه الأخير، أراد أطباؤه إجراء تخطيط كهربائي لقلبه، فاضطروا إلى إبعاد كل جسم معدني عنه، واستأذنوه في نزع خاتمه الفضي، فابتسم وقال: "هذه أول مرة أنزع فيها هذا الخاتم من اصبعي، فتأثر الأطباء لهذه الكلمة تأثراً كبيراً".

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد وجه في العام الماضي بإيداع خاتم الملك عبد العزيز -رحمه الله- في دارة الملك عبدالعزيز للمحافظة عليه ضمن المقتنيات الشخصية للملك المؤسس التي تحتفظ بها الدارة وتعرضها ضمن مكونات قاعة الملك عبدالعزيز التذكارية، كون أن هذا الخاتم يحمل الختم الرسمي لمؤسس البلاد، وما يمثله ذلك من رمزية وتوثيق للناحية الإدارية في عهده، وكونه من الآليات العملية في تسيير شؤون الحكم، حيث كان يختم به الرسائل والأوامر، ويحمل الخاتم نقشاً كتب عليه اسم الملك عبدالعزيز ثلاثياً، وتاريخ صنعه، وكذلك للإفادة من سمات هذا الختم والخاتم في البحوث والدراسات ذات العلاقة، حيث تعرض الدارة عدداً كبيراً من تلك المقتنيات الملكية التذكارية للزوار للاطلاع على جانب من الحياة الشخصية لمؤسس المملكة العربية السعودية، وبصفتها تعكس جوانب من حياة المجتمع السعودي في تلك المرحلة التاريخية من حياته وتأسيسه.

والخاتم كأداة للتميز، أو دليل على الزواج، لم يمنع من الاستفادة منه في أمور أخرى، فإلى جانب استخداماته المعروفة كختم شخصي لمرتديه لم يمنع من محاولات جادة لتحويله إلى خدمات أخرى، حيث تحول إلى ساعة ترتدى على الإصبع بدلاً عن المعصم، أو قطعة إلكترونية تحاكي الهاتف المحمول في العديد من الاستخدامات.