بدأ العد العكسي للمسابقة الرسمية لمهرجان مراكش للفيلم الدولي، حيث سيكون للمخرجين والمتتبعين يوم السبت المقبل موعدا مع إعلان النتائج.ويجمع الكل على أن لجنة تحكيم هذه الدورة ستجد صعوبة في اختيار الفيلم الفائز، نظراً لتقارب مستوياتها الفنية، ولعمقها ولغتها السينمائية، باستثناء بعض الأفلام ومنها الفيلم المغربي" جوقة العميان" لمخرجه محمد مفتكر.وإذا كان الفيلم يتضمن لغة سينمائية متماسكة ورؤية إخراجية جيدة، إلا أنه لن يقوى على منافسة الأفلام المدرجة خلال هذه الدورة.وعبر بعض النقاد والمتتبعين بعد مشاهدتهم "جوقة العميان" الذي عرض صباح أمس الأربعاء، عن خيبة أملهم، خاصة أن محمد مفتكر طبع مسيرته بفيلم "البراق"، الذي فاز بالعديد من الجوائز الدولية، مؤكدين أن فيلمه الجديد لم يستطيع أن يصل إلى مرحلة الإبهار.في حين اعتبر حسن نرايس الناقد الفني في حديثه لـ"العربية نت" أنه رغم تخلل الفيلم لبعض الهفوات، خاصة على مستوى الشخصيات، التي لم تتمكن من التأثير في المشاهد، إلا أن شخصية الطفل البطل كانت قوية ، وحضورها شد انتباه الجمهور، مشيراً إلى أن جوقة العميان" ينتمي إلى السينما الواقعية باعتباره رصد حيا شعبيا بالمغرب في سنوات السبعينيات.وأشار الناقد إلى أن المخرج مفتكر نجح في سرد تجربته الذاتية في علاقته بوالده ـ اذي عمل كمنشط حفلات لفترة وتوفي وهو في سن 39، ليترك مفتكر طفلا في الحادية عشر من عمره. وأضاف أن الفيلم يجسد رؤية إخراجية عالية، لكن الحظ لن يسعفه اخلال هذه الدورة في نيل جوائز كبرى، نظرا لشراسة المنافسة وقوة الأفلام المبرمجة في المسابقة الرسمية.وتدور أحداث "جوقة العميان" حول الطفل "ميمو" الذي يروي قصة والده وجوقته الموسيقية ، التي تضطر من حين لآخر إلى التحول لمجموعة موسيقية للعميان" المكفوفين"، لإحياء حفلات عرس خاصة بالنساء من أجل الحصول على لقمة عيش.ويركز "ميمو" حديثه عن والده "حسن " العازف الفنان، الذي تربى في ظروف قاسية لم تساعده على تحقيق أحلامه، التي يتمنى أن يراها في مستقبل ابنه" ميمو"، هذا الأخير الذي سيخيب ظنه، بسبب تأثره بأفكار عمه اليساري المؤمن بالأفكار الثورية.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90