مجلس الوزراء السعودي أعلن أمس الثلاثاء أن الهجوم على منشأتي «أرامكو» النفطيتين في أراضيها، تم بأسلحة إيرانية.

طبعاً، كثير من الأطراف في المجتمع الدولي، وقبلها دول خليجية وعربية عبرت عن استنكارها لهذا الاعتداء الآثم الذي استهدف السعودية في مقام أول، ثم استهدف منشآت نفطية تتأثر بإنتاجها السوق العالمية، ما يعني تأثر دول كثيرة مستوردة.

فجر الأمس قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس بأن الهجوم على المنشأتين «أمر لا يمكن القبول به»، وذلك خلال كلمته أمام الجمعية العامة للمنظمة الدولية في نيويورك.

ولا داعي أيضاً لسرد ردود فعل الدول الكبرى، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بشأن هذا الاعتداء، وكيف أن كثيراً من الدول أدانت هذا الإرهاب الإيراني الممنهج ضد السعودية، والذي تستخدم فيه كتائب عملية وفصائل انفصالية على شرعية بلدانها، بل ومضت الدول لتعتبر هذا الاعتداء استهدافاً للعالم بأسره.

طيب، هذا الكلام نعرفه تماماً، بمعنى أن الإرهاب الذي تتعرض له السعودية من قبل إيران ليس وليد اليوم واللحظة، وليس ابتداؤه إطلاقاً مقرون بانطلاق «عاصفة الحزم» التي تصدت للامتداد الحوثي داخل اليمن والذي استهدف ابتلاعه، وليس بسبب مد النفوذ الإيراني في العراق، بل هو استهداف بدأ منذ عقود طويلة، استهداف هدفه مخطط التوسع الإيراني الشيطاني في المنطقة، وكيف أن السعودية هي القوة المواجهة في منطقة الخليج العربي، ولابد من إضعاف السعودية حتى يتمكن نظام الملالي من ابتلاع الخليج وطمس هوية دوله العربية.

مئات الصواريخ الحوثية الاستخدام، الإيرانية التصنيع والتهريب إلى اليمن، تم إطلاقها باتجاه المملكة العربية السعودية، ولولا حفظ الله ثم الدرع الصاروخي السعودي القوي، الذي يحمي بلاد الحرمين لشهدنا مشاهد كارثية، كلها تأتي في إطار هذا الإرهاب الإيراني.

وبعد سلسلة اعتداءات على ناقلات النفط في مياه «الخليج العربي»، هاهي إيران تتمادى وتسعى عبر عملائها ومرتزقتها لضرب منشآت النفط داخل السعودية، وأمام مرأى ومسمع من العالم. هذا العالم الذي أخذ يستنكر برمته، ووصلت صيغ الاستنكار إلى الأمم المتحدة، وقال الجميع بأنه «أمر لا يمكن القبول به».

طيب، هل يمكننا أن نعرف ما هي الإجراءات الدولية التي ستتخذها المنظمة الدولية، أو الدول الكبرى المؤثرة تجاه هذا الاعتداء الإرهابي «الذي لا يمكن القبول به»؟! حتى الآن لم نسمع إلا كلاماً دون أية أفعال؟! وإن كانت من نوايا للقيام بأفعال، فهل يمكن معرفة ماهيتها؟!

حينما أرادت أمريكا دخول العراق، قامت بـ»فبركة» المبررات بين جورج بوش الابن ورئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير، والذي اعترف مؤخراً، بأن «غزو» العراق تم بدون مبررات حقيقية، لكن الشاهد هنا بأن هناك «فعل» تم القيام به. حرب البوسنة، ومجازر الصرب، ألم يكن تجاهها تدخلاً حاسماً لوقف مجازر الدم، ومنع للإرهاب من التمدد؟! وغيرها من أمور فيها «أفعال» تترجم الأقوال.

إلا إيران لا يحصل لها هذا، فقط الزعم بأن هناك حرباً اقتصادية عليها، في جانب آخر تتنفس إيران من اتجاهات مختلفة، ويقوم مرشدها الأعلى بمجازر إنسانية بالداخل، ويتعدى على أمن واستقرار دول مجاورة، وفي ساعات الخلوة لديه يفكر في عمليات اغتيال لمسؤولين خليجيين في نيويورك، أو عمليات تفجير في باريس ضد مريم رجوي والمعارضة، أو كيف يحرك مرتزقته في لندن ليتسلقوا سفارة البحرين، أو يحرك عملاءه في المنامة والمنطقة الشرقية ليقوضوا أمن البحرين والسعودية، وغيرها من ممارسات لنظام لا يمكن وصفه إلا بالـ»تنظيم الإرهابي»، وفي الواقع هو أساس لكل من تفرع منه كالقاعدة وداعش والنصرة وحزب الله وغيرها من تجمعات شعارها الموت للآخرين.

تريدون ألا تسكتوا عن إيران؟! وأن توقفوا إرهابها؟! بالتالي يجب على الدول المستنكرة تقطع علاقاتها بهذا النظام الإرهابي، وثم تشدد الحصار الاقتصادي على النظام، وبعده لابد من رفع القضايا الإنسانية على خامنئي وإعلانه «مجرم حرب» مطلوب محاكمته هو ومسؤولو نظامه أمام محكمة العدل الدولية، وعليه يلقى القبض على مسؤولي هذا النظام الممارس للإرهاب.

إن لم تضرب الإرهابي بقوة، وتقطع دابره، فإن إرهابه سيستمر ويتعاظم، وإن أدرك بأن ردة فعل العالم «كلام فقط»، فإنه سيمارس إرهابه وسينفي مسؤوليته وسيبرر الاتهامات الموجهة له بـ»الكلام» أيضاً، خاصة وأنهم في الكلام يعلمون «إبليس» كيف تكون أصول الكذب!