دبي - (العربية نت): أثارت كلمة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تطرق فيها إلى تبرع قطر بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي لدول تعاني من مشكلات مناخية، حالة استفزاز للعديد من الدوائر في العالم الغربي.

وسارعت وسائل إعلامية أمريكية للرد على ما وصفه البعض بالتمثيليات المفتعلة والمغايرة بإبراز ممارسات إجرامية وضياع حقوق مادية وأدبية ومعنوية لمواطنين أمريكيين على يد خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني، الأخ غير الشقيق لأمير قطر، معتبرة أنه كان حرياً بالأخير تسديد التعويضات التي تصل إلى 34 مليون دولار أمريكي المستحقة على شقيقه، قبل أن يتعهد بالتبرع لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقل نمواً، للتعامل مع مخاطر المناخ.

ونشرت شبكة Newsy الأمريكية تقريراً حول القضايا المتهم فيها خالد بن حمد، نجل أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والتي تنقسم إلى شقين، أحدهما جنائي يتعلق بالتحريض على قتل رجل وسيدة أمريكيين والخطف وإجبار المختطفين على توقيع تنازلات عن حقوقهم قسراً تحت تهديد السلاح، وأخرى تتعلق بارتكابه هو واثنتان من شركاته في الولايات المتحدة مخالفات لقوانين العمل والتوظيف الأمريكية.



كما تضمن التقرير المصور لشبكة Newsy لقاء مع ماثيو بيتارد، أحد المحاربين الأمريكيين القدامى من مقاطعة باسكو في تامبا بولاية فلوريدا، والذي يقاضي خالد بن حمد أمام محكمة فيدرالية، متهماً إياه بمحاولة تجنيده لقتل شخصين في كاليفورنيا واحتجاز مواطنين أمريكيين ضد إرادتهم داخل قصره الضخم في الدوحة المحصن بأسوار عالية وطواقم حراسات مسلحة.

وأكد ضابط المارينز المتقاعد بيتارد، خلال اللقاء التلفزيوني أن جميع الأحداث كانت مرعبة وكلها حقيقية، واصفاً مرؤوسه السابق خالد بن حمد بأنه "خطر على المجتمع".

وقال بيتارد، "بدأت فصول القضية عام 2017 في لوس أنجلوس، عندما عينه خالد بن حمد مديراً للأمن وكحارس شخصي له. وأوضح أنه كان يعمل سابقاً في مجال المقاولات الدفاعية لصالح إحدى شركات أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر، حيث كان يتولى تدريب الجنود وضباط الشرطة المحليين".

إلى ذلك، شرح بيتارد أن مهام وظيفته لدى خالد بن حمد كانت تشمل حماية أخي الأمير وعائلته والوفد المرافق له، أكثر من 20 شخصاً، أثناء تحركاتهم داخل وخارج الولايات المتحدة.

وأضاف، "كنت ذات يوم في قاعة القصر عندما قام خالد بن حمد بتعاطي جرعة زائدة من عقاقير مخدرة وسقط أرضاً فاقداً للوعي".

وتابع، "سارعنا بإسعافه وتم إنقاذ حياته واستعاد وعيه بعد علاجه ببخاخ من عقار Narcan، دواء يستخدم لمواجهة آثار تعاطي جرعات زائدة من المواد الأفيونية، مثلاً الهيروين أو المورفين".

وعقب هذا الحادث بفترة وجيزة، قام خالد بن حمد بتوظيف أمريكي آخر، وهو ماثيو أليندي، ليعمل كمسعف طبي مرافق له بمقر إقامته في لوس أنجلوس.

وقال أليندي لـ ABC Action News إن مهام عمله كانت تشمل "مراقبة صحة خالد بن حمد بشكل أساسي والتأكد من أنه لا يتوقف عن التنفس".

كما كشف بيتارد أن تصرفات خالد بن حمد المارقة في لوس أنجلوس أخذت منحى أكثر شراً فيما بعد. واستطرد: "وقع حادثان في لوس أنجلوس، حيث طلب مني قتل رجل وسيدة"، بعدما حاول الرجل الأمريكي المطالبة بتحصيل دين تبلغ قيمته 6000 دولار. وقال بيتارد إنه رفض تنفيذ أمر القتل بل قام بسداد المبلغ المطلوب.

أما فيما يتعلق بالواقعة الخاصة بالتحريض على قتل سيدة أمريكية فقد أوضح بيتارد أن خالد بن حمد طلب منه "قتل السيدة رمياً بالرصاص ودفنها في الصحراء". وأضاف بيتارد: "في تلك اللحظة، نهضت وقلت: لا تطلب مني أبداً أن أفعل ذلك مرة أخرى".

وأشار تحقيق شبكة NBC Action News إلى أنه حتى قبل جرائم التحريض على القتل، كانت لخالد بن حمد، الذي يهوى سباقات السيارات، سمعة سيئة بالفعل. واستعرض ما تم التقاطه من مقاطع فيديو لسيارتين طراز فيراري وبورش مسجلتين باسم خالد بن حمد أثناء تخطيهما لإشارات توقف مرورية في أحد أحياء بيفرلي هيلز في عام 2015، بما يهدد حياة المارة.

وبعد وقت قصير من واقعة التحريض على القتل، ذكر بيتارد أنه قرر ترك وظيفة الحارس الشخصي لدى خالد بن حمد، لكنه عاد إلى عمله كمقاول دفاع لصالح شركة أسرة آل ثاني في قطر.

وبعد وقت قصير من واقعة التحريض على القتل، قال بيتارد إنه قرر ترك الوظيفة الأمنية لكنه عاد إلى عمله الدفاعي لصالح شركة آل ثاني في قطر.

وفي الوقت نفسه، عاد خالد بن حمد وحاشيته - بمن فيهم المسعف أليندي- إلى قطر، حيث أقاموا في مجمع قصور وفيلات خالد بن حمد بالدوحة والذي يضم 3 مرائب تمتلئ بالسيارات الرياضية الفاخرة وأخرى فارهة.

وروى أليندي عن تجربة الانتقال إلى الدوحة قائلاً: "كان الخدم ينتشرون في كل مكان "داخل مقر إقامة خالد بن حمد" حيث كانت الإقامة فاخرة للغاية وتبدو كأنه تم إعدادها أساساً لإقامة الكثير من الحفلات". ولكن، بحسب ما ذكره أليندي، كانت الأنشطة "الماجنة"، لخالد بن حمد طوال الليل في نهاية المطاف مثاراً لشعوره بالقلق والخوف.

وأوضح أليندي: "كنت أعمل بشكل متواصل، في بعض الأحيان، لمدة 20 و24 و36 ساعة دون انقطاع". وكان هذا على مرأى ومسمع من كافة الموظفين بالقصر، الذين كان يتعرض بعضهم لنفس ظروف العمل "المجحفة"، مشيراً إلى أنهم كانوا يتمنون أن يأوي إلى فراشه حتى ولو لليلة "واحدة"".

وأفاد أليندي بأنه بعد العمل لمدة 3 أسابيع متتالية، وافق خالد بن حمد أخيراً على منحه يوماً للراحة، لكنه عاد وعدل عن رأيه قبل أن يصل أليندي إلى البوابة الأمامية للقصر.

وقال: "عندما وصلت للبوابة الرئيسة فوجئت بحارس الأمن يقول لي: إن الشيخ غير رأيه. وأنت غير مصرح لك بالخروج". وتابع أليندي سرده: "رددت عليه قائلاً: أنا أمريكي أنا حر. اسمح لي بالخروج من البوابة، فأجاب الحارس المدجج بالسلاح في غلظة: "لا، أنت غير مسموح لك بالخروج". وعندئذ استشعر أليندي الخطر على حياته وقرر الفرار للنجاة بنفسه.

كما كشف أليندي، في حديثه لشبكة ABC Action News، أنه قام بالقفز "من فوق أحد أسوار القصر "ارتفاع حوالي 6 أمتار" وبمجرد سقوطه "خارج القصر"، شعر بألم رهيب في قدميه بشكل فوري"، وتم جره إلى داخل القصر، حيث جاء خالد بن حمد آل ثاني لرؤيته. وبادره قائلاً: "يا سبايدر مان، لقد حاولت تسلق الجدار".

إلى ذلك، أوضح بيتارد أن أليندي لم يكن الأمريكي الوحيد المحتجز قسراً داخل قصر خالد بن حمد في قطر.

وأكمل بيتارد حديثه عن الأهوال التي مر بها خلال فترة تواجده في قطر على يد خالد بن حمد، حيث ذكر أنه ذات يوم تلقى رسائل نصية متكررة بشكل محموم وبإلحاح من أمريكي آخر كان قد التقاه بصحبة خالد بن حمد آل ثاني في وقت سابق بلوس أنجلوس. وأضاف بيتارد أن الرجل أخبره في الرسائل أنه محتجز رغماً عن إرادته داخل قصر شقيق أمير قطر.

وذكر الرجل في الرسائل النصية التي بعث بها إلى بيتارد أنه "لا يمكن الخروج من القصر الذي يتجول فيه حراس مدججون بمدافع رشاشة"، موضحاً أنه عندما حاول الخروج عبر البوابة قام الحراس بإعادته إلى داخل أسوار القصر مرة أخرى بالقوة.

وأعلن بيتارد أنه سارع للاتصال بالسفارة الأمريكية وساعد الرجل على الهرب من قطر، لكن خالد بن حمد اكتشف ضلوعه في واقعة تهريب الأمريكي المختطف، وعندئذ ثارت ثائرته وغضب غضباً شديداً، وقام خالد بن حمد بالاتصال ببيتارد، مهدداً بقتله هو وأفراد أسرته وبدفنهم في الصحراء.

كما قام بيتارد بالتواري عن الأنظار لفترة حتى تهدأ الأمور، ثم قام باتصالات لتدبير مقابلة مع خالد بن حمد، لتهدئة الأمور في محاولة للنجاة بنفسه وبحياة أفراد أسرته. ولكن عندما قدم بيتارد للمقابلة في مكتب خالد بن حمد، فوجئ بالأخير يجلس واضعاً قدميه على طاولة أمامه بينما يصوب نحوه مسدساً طراز غلوك 26، وجرى احتجاز بيتارد لأكثر من 16 ساعة تحت تهديد السلاح، وتم إجباره على توقيع أوراق وتعهدات بعدم الإفصاح عن أي وقائع أو أحداث.

من جهتها، قالت ريبيكا كاستانيدا المحامية الموكلة بالدفاع عن بيتارد وأليندي في الدعوى القضائية الفيدرالية، إن المستندات التي تم إجبار بيتارد على توقيعها لا قيمة لها ولا يعتد بها قانونياً، لأن الضحية قام بالتوقيع عليها تحت تهديد السلاح ورضخ خوفاً على حياته.

وأضافت أن "كلا من المدعيين "بيتارد وأليندي"، تعرضا لأذى جسدي ومعنوي ومادي"، مشيرة إلى ضرورة صدور أحكام رادعة كي لا يقوم "شخص ما مثل هذا بمحاولة إيذاء مواطنين أمريكيين في بلدهم أو في الخارج مرة أخرى".

في حين عقب بيتارد قائلاً: "إن "خالد بن حمد" يحتاج إلى تلقي علاج - الكثير من العلاج - وعليه أيضاً أن يدفع ثمن ما فعله".

هذا وقامت شبكة ABC Action News بالتواصل مع الخارجية الأمريكية، التي أفاد متحدث باسمها بأن الوزارة على دراية بالادعاءات الموجهة ضد خالد بن حمد، لكن لم يفصح عما إذا كانت السلطات الفيدرالية فتحت تحقيقاً في الشق الجنائي.

وكالمعتاد باءت الجهود المبذولة للتواصل مع مسؤولي السفارة القطرية بواشنطن وشركات خالد بن حمد في الولايات المتحدة طلبا للتعليق بالفشل، فيما وصفه الناقدون بأنها مواقف تتسق مع حالة النفاق السياسي المتبعة من القطريين، الذين يتعهدون بتبرعات بمئات الملايين وينفقون مليارات من الدولارات على حملات الضغط والعلاقات العامة، التي تبدو في ظاهرها ذات أهداف خيرية، في حين لا يتم سداد حقوق عمال بناء وحرفيين يتم تسخيرهم في مشروعات تشييد منشآت لاستضافة مونديال 2022 لكرة القدم منذ أشهر طويلة، وفقاً لما جاء في تقارير منظمة العفو الدولية وصوت أمريكا، أو حتى سداد التعويضات للذين قام أفراد من الأسرة الحاكمة القطرية بإيذائهم جسدياً ومعنوياً ومادياً.