تداولت وسائل التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين مقطع فيدو لجماهير النادي الأهلي خلال مؤازرتهم لأحد فرق ناديهم داخل الصالات المغلقة مصحوباً بعبارة تساؤلية: «وينكم عن فريق كرة القدم»؟!

هذا المقطع قادني مجدداً لطرق موضوع العزوف الجماهيري عن مباريات الدوري الكروي المحلي، والذي كنت قد تناولته في هذه الزاوية عدة مرات كان آخرها في الأسبوع الماضي.

السؤال عن أسباب العزوف الجماهيري الكروي ليس مقتصراً على جماهير النادي الأهلي بل هو سؤال عام لكل جماهير الكرة في الأندية الوطنية مهما تفاوتت نسب الحضور بين ناد وآخر!

الفيديو المذكور حرك مشاعر العديد من عشاق النادي الأهلي وغيرهم فأدلوا بدلوهم عن المسببات وأبدى البعض منهم تفاؤله بعودة جماهير الكرة الأهلاوية إلى المدرجات بنفس الكثافة التي يحضرون بها مباريات اليد والسلة والطائرة..

أغلب المبررات غير مقنعة كتلك التي تعلق أسباب الغياب أو العزوف عن مباريات الكرة على تدني المستوى العام للمسابقة وتراجع نتائج الفريق الأصفر في المواسم الأخيرة ومنها ما يشير إلى غياب النجوم المتميزين ومنها ما يتعلق بضعف إدارة النادي وعدم التفاتها للرابطة الجماهيرية وغير ذلك من الأسباب والمبررات التي أرى شخصياً بأنها غير منطقية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار قاعدة الانتماء، فكل من يدعي بأنه منتمٍ إلى هذا النادي أو ذاك لا يمنعه أي سبب عن مؤازرة ناديه مهما تدنى مستواه وتراجعت نتائجه وقصرت إدارته..

هذا هو أساس مبدأ التشجيع والمؤازة وهذا ما نشاهده يومياً على شاشات التلفاز ونحن نتابع مختلف الدوريات الخليجية والعربية والآسيوية والأوروبية واللاتينية ومدى حرص جماهير الأندية هناك على الحضور بكل الفئات والمؤازة بكل الحماس بغض النظر عن النتائج والمستويات والقضايا الإدارية الأخرى، بينما غالباً ما يخيم الصمت على مدرجات ملاعبنا الكروية بالرغم من تكرار قرار الدخول المجاني الذي أرى فيه شخصياً إضعاف لقيمة المسابقة من الناحية التسويقية وأعلم بأن اتحاد كرة القدم يريد بهذا القرار أن يقدم كل التسهيلات للجماهير لعل وعسى أن تتخلى عن عزوفها وتتسابق لحضور المباريات تأكيداً لانتماءاتها وتعزيزاً للمكانة الجماهيرية لهذه اللعبة ذات الشعبية الأولى في عالم الرياضة وهو ما نتمناه جميعاً..

ستظل الكرة في ملعب الجماهير الكروية البحرينية إلى أن يقتنعوا بانهم وحدهم من يملكون فك شفرة العزوف الجماهيري المحير!