شهد الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، طابور العرض الذي أقيم صباح اليوم، بمناسبة يوم شرطة البحرين والذي يوافق الرابع عشر من ديسمبر من كل عام.
ولدى وصول معاليه، كان في الاستقبال اللواء طارق حسن الحسن رئيس الأمن العام، حيث بدأ الاحتفال بعزف سلام الفريق، ثم قام الوزير بالتفتيش على طابور العرض، بعد ذلك قامت فصائل الطابور، بالمرور أمام المنصة وأداء التحية .
وبهذه المناسبة، ألقى معالي وزير الداخلية كلمة جاء فيها: يطيب لي أن ألتقي بكم في هذا اليوم بمناسبة الاحتفال بيوم شرطة البحرين الذي يصادف الرابع عشر من ديسمبر ، وبكل الفخر والاعتـزاز أتشرف بأن أرفع إلى مقام سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه باسمي ونيابة عنكم أسمى آيات التهاني والتبريك بمناسبة العيد الوطني المجيد الثالث والأربعين وعيد الجلوس الملكي الخامس عشر, معبـراً عن خالص الامتنان والتقدير لما تحظى به شرطة البحرين من رعاية جلالته الكريمة. ولما توليه الحكومة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه من اهتمام، وما تقدمه من دعم للارتقاء بالأداء الأمني في جميع المجالات ولمؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد, نائب القائد الأعلى , النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الذي أولى شرطة البحرين عنايته واهتمامه على الدوام . أيها الإخوة، ونحن نلتقي في هذه المناسبة الطيبة فإنه يسعدني أن أعبـر لكم عن بالغ شكري وامتناني وتقديري لجهودكم المخلصة وعطائكم المتواصل في حفظ الأمن والنظام , مستذكرين جهود الرواد الأوائل الذين خدموا في هذه الوزارة وقدموا نماذج من العطاء المشرف, ونتوجه لهم بالشكر والتقدير وبموفور السعادة ، ونتـرحم على من رحلوا ، كما نترحم على الشهيد العريف ( علي محمد علي الزريقات ) ومن سبقوه على درب الشهادة ، وندعو لهم جميعاً بالمغفرة والرضوان، وإننا إذ ندين بشدة الأفعال الآثمة والأيادي الغادرة التي استهدفت حياتهم فإننا لن نتخلى عن واجبنا في ملاحقة الجناة لينالوا عقابهم على سوء ما فعلوه من أعمال إرهابية مشينة.
أيها الإخوة، إنكم جديرون باحترام الناس الذين يقدرون عملكم ، ويشاهدونه على الدوام ، ويشعرون بالراحة والاطمئنان بوجودكم ، وبما تقومون به ، فالأمن نعمة من أجلّ النّعم ، والقائمون على الأمن مشكورة جهودهم من الجميع وثوابهم عند الله كبير. لقد كان التحدي الذي أمامنا في بداية الأمر هو تلك النقلة النوعية في الأداء الأمني في ظل الحياة الديمقراطية. وقد حققنا نجاحاً أمنياً في ظل نشاط سياسي غيـر مسبوق مع بداية المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه. ثم تلت ذلك مرحلة من العمل الأمني الميداني المتواصل من أجل حفظ الأمن ، حققنا خلالها المزيد من الكفاءة والخبـرة والارتباط الوثيق بهذا البلد فقد أظهرتم خلالها قدرة مسؤولة في مواجهة مختلف الأحداث واحتواء الموقف، وإني أرجع ذلك إلى تمسكنا بموقف الحق. فالحق يعلو ولا يعلى عليه ، ومن أهم النتائج العملية الملموسة هو ما تحقق من أخوة حميمة ، وما ترسخ من مشاعر الالتزام والمصير الواحد وما تعزز من مواقف الرجولة بين منتسبي الوزارة . أيها الإخوة ، إن ما تحقق من نجاح وطني في الانتخابات النيابية والبلدية، وما تميزت به تلك الانتخابات من مشاركة وطنية، فإن ذلك يعد ولا شك مرحلة جديدة عززت الثقة والأمل ومكانة القرار الوطني. إنها تفوق الوطنية على الطائفية، وإنها تفوق الاعتدال على التطرف إنها المرآة الوطنية التي عكست رغبة المواطنين في تحقيق الاستقرار وقد تحملنا الكثير من أجل تحقيق هذا المطلب الوطني العام.
واليوم دورنا هو حماية هذا الإنجاز الكبيـر، وتأمين الطريق لهذه المسيرة الوطنية المباركة في ظل قيادة سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظة الله ورعاه، وأن إنفاذ القانون هو أهم وسائل تحقيق الاستقرار الوطني أمام من يسعى إلى عرقلة المسيرة المباركة تحت مسميات السياسة المتطرفة أو باسم الحرية في مخالفة القانون . أخواني الأعزاء، إن العمل الأمني ليس مرتبطاً بموقف معين أو بفترة زمنية، إنه عمل متواصل وتحديات متعددة في مراحل متعاقبة. وهذا يتطلب منا مواصلة برامج التحديث للنهج الأمني، مستفيدين من خبرتنا العملية والتركيـز على التطوير الفني والإداري، والعمل على تعزيز الثقة والشراكة المجتمعية. لقد قدمت شرطة البحرين التضحيات الكبيـرة في ماضيها وفي حاضرها, وتمتلك بإذن الله القدرة والعزيمة على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية, إيماناً بواجبها الوطني, وانطلاقاً من قيم الولاء والانتماء والطاعة لولي الأمر, واستجابة لحق المواطنين والمقيمين في العيش الآمن الكريم. أيها الإخوة، إن دوركم كبيـر في كل ما حدث وما يحدث, فأنتم رجال الموقف باستمرار ، فتقبلوا شكري وتقديري واعتـزازي بكم وبإخلاصكم وتفانيكم ، وحرصكم على أمن الوطن والمواطنين . والله يحفظكم ويسدد على طريق الخير والحق خطاكم ، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقد قام وزير الداخلية بتكريم عدد من الضباط وضباط الصف ممن أمضوا أكثر من 35 عاما في الخدمة حيث تم منحهم نوط الأمن للخدمة الممتازة ونوط الأمن لتقدير الخدمة، وذلك في إطار الاحتفال بيوم شرطة البحرين والذي يعد تجسيدا حقيقيا للشراكة المجتمعية الفاعلة مع كافة أطياف المجتمع البحريني ، فضلا عن كون الاحتفال بهذا اليوم بمثابة تقدير لدور شرطة البحرين وتضحياتها وأدائها الأمني المنضبط على مدار الساعة انطلاقا من رسالتها الأمنية والقانونية في حفظ أمن الوطن وتعزيز الأمان لدى المواطنين والمقيمين.
كما تم تكريم عدد من الضباط الحاصلين على درجة الدكتوراه بمنحهم نوط "العمل المميز" انطلاقا من إستراتيجية التطوير والتحديث والتي تستهدف في أحد جوانبها تشجيع منتسبي الوزارة على الاستمرار في التحصيل العلمي مما يسهم في صقل القدرات العملية ومواكبة التطورات الحاصلة في كافة مجالات العمل الأمني.