أكد وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أن الوزارة لن تتخلى عن واجبها بملاحقة الجناة والأيادي الغادرة التي استهدفت حياة شهداء الواجب بأفعال إرهابية آثمة لينالوا عقابهم على أعمالهم الإرهابية المشينة، مؤكداً أن إنفاذ القانون حيال المعرقلين والخارجين على القانون أهم وسائل تحقيق الاستقرار الوطني.
وقال وزير الداخلية في كلمة خلال حضوره أمس احتفالاً تضمن طابور العرض، بمناسبة يوم شرطة البحرين الموافق 14 ديسمبر من كل عام، إن «رجال الشرطة جديرون باحترام الناس الذين يشعرون بالراحة والاطمئنان بوجود رجال الأمن»، مؤكداً أن «الشرطة أظهرت قدرة مسؤولة في مواجهة مختلف الأحداث واحتواء الموقف، وهذه القدرة جاءت من تمسكنا بموقف الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه».
وأضاف أن «التحدي الأول أمام الشرطة كان النقلة النوعية في الأداء الأمني في ظل الحياة الديمقراطية فحققنا نجاحاً أمنياً في ظل نشاط سياسي غيـر مسبوق مع بداية المشروع الإصلاحي، قبل أن نحقق المزيد من الكفاءة خلال مرحلة العمل الأمني الميداني المتواصل من أجل حفظ الأمن»،
وشدد على دعم «عاهل البلاد المفدى وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد للشرطة للارتقاء بالأداء الأمني»، معرباً عن «الامتنان لجهود الشرطة المخلصة وعطائهم المتواصل بحفظ الأمن، وللرواد الأوائل الذين خدموا في الداخلية وقدموا نماذج من العطاء المشرف، والرحمة لشهداء الواجب وبينهم علي الزريقات ومن سبقوه على درب الشهادة».
وأشار وزير الداخلية إلى أن «النجاح والمشاركة بالانتخابات مرحلة جديدة عززت الثقة والأمل والقرار الوطني، والاستحقاق هو تفوق الوطنية على الطائفية والاعتدال على التطرف، والمرآة الوطنية التي عكست رغبة المواطنين بتحقيق الاستقرار».
وتابع: «تحملنا الكثير لتحقيق الانتخابات كمطلب وطني عام ودورنا اليوم حماية الإنجاز، إذ إن العمل الأمني ليس مرتبطاً بموقف معين أو بفترة زمنية بل عمل متواصل.
التحديات المتعددة تتطلب مواصلة برامج التحديث للنهج الأمني»، مؤكداً ضرورة «الاستفادة من خبرتنا العملية والتركيـز على التطوير الفني والإداري».
وأكد وزير الداخلية أن «شرطة البحرين قدمت التضحيات وتمتلك القدرة والعزيمة لمواجهة التحديات، ورجال الموقف استجابة لحق المواطنين والمقيمين بالعيش الآمن الكريم».
وكان في استقبال وزير الداخلية لدى وصوله رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن، قبل أن يبدأ الاحتفال بعزف سلام الفريق، ثم قام الوزير بالتفتيش على طابور العرض، ثم مرت فصائل الطابور أمام المنصة وأداء التحية.
وكرم وزير الداخلية عدداً من الضباط وضباط الصف ممن أمضوا أكثر من 35 عاماً في الخدمة، إذ منحهم نوط الأمن للخدمة الممتازة ونوط الأمن لتقدير الخدمة، في إطار الاحتفال بيوم شرطة البحرين الذي يعد تجسيداً حقيقياً للشراكة المجتمعية الفاعلة مع كل أطياف المجتمع البحريني، فضلاً عن كون الاحتفال بهذا اليوم بمثابة تقدير لدور شرطة البحرين وتضحياتها وأدائها الأمني المنضبط على مدار الساعة انطلاقاً من رسالتها الأمنية والقانونية في حفظ أمن الوطن وتعزيز الأمان لدى المواطنين والمقيمين.
وشهد الاحتفال تكريم عدد من الضباط الحاصلين على درجة الدكتوراه بمنحهم نوط «العمل المميز» انطلاقاً من استراتيجية التطوير والتحديث والتي تستهدف في أحد جوانبها تشجيع منتسبي الوزارة على الاستمرار في التحصيل العلمي ما يسهم في صقل القدرات العملية ومواكبة التطورات الحاصلة في كل مجالات العمل الأمني.
وفيما يلي نص كلمة وزير الداخلية خلال الاحتفال:
«يطيب لي أن ألتقي بكم في هذا اليوم بمناسبة الاحتفال بيوم شرطة البحرين الذي يصادف الرابع عشر من ديسمبر، وبكل الفخر والاعتـزاز أتشرف بأن أرفع إلى مقام سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى باسمي ونيابة عنكم أسمى آيات التهاني والتبريك بمناسبة احتفال البحرين بأعيادها الوطنية في يومي 16-17 ديسمبر إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح ككيان عربي إسلامي عام 1783 ميلادية ، والذكرى 43 لانضمامها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى 15 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى لمقاليد الحكم، معبـراً عن خالص الامتنان والتقدير لما تحظى به شرطة البحرين من رعاية جلالته الكريمة. ولما توليه الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء من اهتمام، وما تقدمه من دعم للارتقاء بالأداء الأمني في جميع المجالات ولمؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الذي أولى شرطة البحرين عنايته واهتمامه على الدوام.
أيها الإخوة: ونحن نلتقي في هذه المناسبة الطيبة فإنه يسعدني أن أعبر لكم عن بالغ شكري وامتناني وتقديري لجهودكم المخلصة وعطائكم المتواصل في حفظ الأمن والنظام, مستذكرين جهود الرواد الأوائل الذين خدموا في هذه الوزارة وقدموا نماذج من العطاء المشرف, ونتوجه لهم بالشكر والتقدير وبموفور السعادة، ونترحم على من رحلوا، كما نترحم على الشهيد العريف (علي محمد علي الزريقات) ومن سبقوه على درب الشهادة، وندعو لهم جميعاً بالمغفرة والرضوان، وإننا إذ ندين بشدة الأفعال الآثمة والأيادي الغادرة التي استهدفت حياتهم فإننا لن نتخلى عن واجبنا في ملاحقة الجناة لينالوا عقابهم على سوء ما فعلوه من أعمال إرهابية مشينة.
أيها الإخوة: إنكم جديرون باحترام الناس الذين يقدرون عملكم، ويشاهدونه على الدوام، ويشعرون بالراحة والاطمئنان بوجودكم، وبما تقومون به، فالأمن نعمة من أجل النعم، والقائمون على الأمن مشكورة جهودهم من الجميع وثوابهم عند الله كبير.
لقد كان التحدي الذي أمامنا في بداية الأمر هو تلك النقلة النوعية في الأداء الأمني في ظل الحياة الديمقراطية. وقد حققنا نجاحاً أمنياً في ظل نشاط سياسي غير مسبوق مع بداية المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه.
ثم تلت ذلك مرحلة من العمل الأمني الميداني المتواصل من أجل حفظ الأمن، حققنا خلالها المزيد من الكفاءة والخبرة والارتباط الوثيق بهذا البلد فقد أظهرتم خلالها قدرة مسؤولة في مواجهة مختلف الأحداث واحتواء الموقف، وإني أرجع ذلك إلى تمسكنا بموقف الحق. فالحق يعلو ولا يعلى عليه، ومن أهم النتائج العملية الملموسة هو ما تحقق من أخوة حميمة، وما ترسخ من مشاعر الالتزام والمصير الواحد وما تعزز من مواقف الرجولة بين منتسبي الوزارة.
أيها الإخوة: إن ما تحقق من نجاح وطني في الانتخابات النيابية والبلدية، وما تميزت به تلك الانتخابات من مشاركة وطنية، فإن ذلك يعد ولا شك مرحلة جديدة عززت الثقة والأمل ومكانة القرار الوطني.
إنها تفوق الوطنية على الطائفية، وإنها تفوق الاعتدال على التطرف، إنها المرآة الوطنية التي عكست رغبة المواطنين في تحقيق الاستقرار وقد تحملنا الكثير من أجل تحقيق هذا المطلب الوطني العام . واليوم دورنا هو حماية هذا الإنجاز الكبيـر، وتأمين الطريق لهذه المسيرة الوطنية المباركة في ظل قيادة سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظة الله ورعاه، وإن إنفاذ القانون هو أهم وسائل تحقيق الاستقرار الوطني أمام من يسعى إلى عرقلة المسيرة المباركة تحت مسميات السياسة المتطرفة أو باسم الحرية في مخالفة القانون. إخواني الأعزاء، إن العمل الأمني ليس مرتبطاً بموقف معين أو بفترة زمنية، إنه عمل متواصل وتحديات متعددة في مراحل متعاقبة. وهذا يتطلب منا مواصلة برامج التحديث للنهج الأمني، مستفيدين من خبرتنا العملية والتركيز على التطوير الفني والإداري، والعمل على تعزيز الثقة والشراكة المجتمعية. لقد قدمت شرطة البحرين التضحيات الكبيـرة في ماضيها وفي حاضرها, وتمتلك بإذن الله القدرة والعزيمة على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية, إيماناً بواجبها الوطني, وانطلاقاً من قيم الولاء والانتماء والطاعة لولي الأمر, واستجابة لحق المواطنين والمقيمين في العيش الآمن الكريم. أيها الإخوة، إن دوركم كبير في كل ما حدث وما يحدث, فأنتم رجال الموقف باستمرار، فتقبلوا شكري وتقديري واعتـزازي بكم وبإخلاصكم وتفانيكم، وحرصكم على أمن الوطن والمواطنين. والله يحفظكم ويسدد على طريق الخير والحق خطاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.