احتوت كلمة مملكة البحرين التي ألقاها وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين في نيويورك، احتوت على العديد من الموضوعات وبينت موقف البحرين منها ومن مختلف القضايا، لكنها حرصت على لفت الانتباه إلى أهمية أن «يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين.. واتخاذ موقف صارم تجاه الممارسات الإيرانية الإجرامية المتكررة»، وهو ما ركزت عليه كلمات دول عديدة، ما يؤكد أن دوراً كبيراً ينبغي أن يقوم به المجمتع الدولي الذي يعتبر حتى الآن من المتفرجين على سلوك النظام الإيراني وكأن الأمر لا يعنيه.

في كلمته «أشار الوزير إلى ما يمارسه النظام الإيراني من إرهاب منذ عقود، متمثلاً بالحرس الثوري الإرهابي، الذي يمتلك سجلاً مليئاً بالانتهاكات، سواء عن طريق تأسيس الميليشيات الإرهابية ودعمها، أو محاولاته المتواصلة لإثارة الفوضى والفتنة، والتدخل في الشؤون الداخلية للعديد من دول المنطقة ومن بينها مملكة البحرين»، كما أشار إلى أن «تبني النظام الإيراني للإرهاب العابر للحدود، قد خلق شبكات من التنظيمات الإرهابية والميليشيات المتطرفة، والتي تتواجد في أماكن كثيرة ومتفرقة حول العالم كسوريا واليمن وشمال أفريقيا ودول الصحراء والساحل وأمريكا الجنوبية وغيرها، تستلزم منا تكثيف الجهد وتعزيز التعاون الجماعي، للقضاء عليها وضمان عدم عودتها بأي شكل كان». ولعل دولاً عديدة كانت تتمنى أن تقول مثلما قالت البحرين ولكنها آثرت عدم التطرق إلى الإرهاب الإيراني خشية أن تصير من ضحاياه.

البحرين عانت طويلاً من إرهاب النظام الإيراني، ومثلها عانت أغلب دول مجلس التعاون ودول عربية عديدة، ولأن البحرين تعرف الكثير عن ممارسات النظام الإيراني وتعرف أنه سبب كل البلاوي في المنطقة بل في العالم لذا أعطت هذا الموضوع مساحة أكبر في كلمتها أمام الأمم المتحدة لتكون بمثابة صرخة تلفت انتباه العالم إلى أنه حان الوقت لعمل شيء تجاه هذا الذي يحدث وسببه النظام الإيراني وعقليته المتحجرة وغروره.

النظام الإيراني مارس الكثير من العمل السالب في العديد من دول مجلس التعاون وآخرها – والغالب أنه لن يكون أخيرها – اعتداؤه الآثم على منشآت النفط السعودية التي يتحمل مسؤوليته حتى لو تم بأيدٍ يمنية (....).

عملية وضع حد للإرهاب الإيراني ومنع النظام المستولي على السلطة في إيران من ممارسته لا يمكن أن تقوم بها دولة بمفردها مهما كانت قوية وواثقة من قدراتها، هذه العملية تنجح في حالة واحدة فقط هي تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته ووقوف كل دول العالم – وجلها إن لم يكن كلها متضرر من سلوك النظام الإيراني – في وجه هذا النظام الذي يوفر في كل يوم جديد دليلاً على كرهه للإنسانية واحتقاره لها، وتتأكد أهدافه التي أساسها استعادة الإمبراطورية الفارسية.

السكوت عن ممارسات النظام الإيراني في السنين الماضيات أدى إلى تمكنه من السيطرة على القرار في العديد من الدول العربية، فهذا النظام صار الحاكم الفعلي فيها أو شريكاً في قرارها، فالإرهاب الذي مارسه وسكت عنه المجتمع الدولي هو الذي أدى إلى أن يكون هذا هو حال تلك الدول، والأكيد أن هذا هو نفسه سيكون حال دول عربية أخرى لو استمر المجتمع الدولي في عدم تحمله مسؤولياته أو التقصير في ذلك.

النظام الإيراني لا يعرف معنى السلام والحوار وإن ظل يرفع مثل هذه الشعارات، والأكيد أنه لن يتوقف عن ممارسة الإرهاب وتصديره إلى كل البلدان إلا إن تلقى ضربة على رأسه تلته ضربات أقوى عززت بالمزيد، والأكيد أنه لن يلتزم بأي وعود ينثرها اليوم لينجو بنفسه.