المال رزق، والزوجة الصالحة رزق، والذرية رزق، والصحة رزق، والسمعة الطيبة رزق، والموهبة رزق وغيرها، الكثير الكثير من نعم الله على عباده. كلها أرزاق يوزعها سبحانه كيفما يشاء.

وأستغرب أحياناً، من البعض الذي يحصر مسألة الرزق في الماديات والمناصب فقط. فإذا لم يعطه الله المال أو الكرسي حزن وتضايق ونسي أفضال الله عليه من نعم وخيرات لا تعد ولا تحصى.

هل الكل يصلح أن يكون غنياً؟ بالطبع لا! وهل الكل يصلح أن يكون صاحب منصب وسلطة؟ أيضاً، لا!

رأينا أناساً ممن أعطاهم الله المال الوفير اختباراً لهم فبذروه على المعاصي والفساد والملذات واستغلوه لأفعال الشر والمضرة. وعايشنا الكثير ممن قفزوا سلم المناصب وسلموا مهمة إدارة الناس فبطشوا وظلموا وضايقوا الناس.

أيضاً قد يجلب المال المصائب والمكائد لمن حصل عليه، فيلاحقه المنافقون ويتربص له السارقون فيتحول من نعمة إلى نقمة، لذلك يؤخر الله حدوث ذلك كي لا يؤذي عبده لطفاً ورحمة منه. وأيضاً، قد يؤدي المنصب والمسؤولية إلى أمراض وقلق وتوتر لا يتحملها المرء فيؤخرها رب العباد على البعض لمنع تبعاتها السيئة عليهم. فتأخير المال أو المنصب إو إبعادهما عن شخص ما لها أسبابها التي لا يعلمها إلا الله سبحانه. والأمر ينطبق على كل شيء في هذه الحياة.

خرق الخضر المركب الذي كان فيه موسى عليه السلام وقتل الغلام وبنى حائطاً في القرية دون مقابل! كلها كانت أمور لا يتمناها المرء ولا يستوعب حكمتها في البداية، لكن بعد التوضيح تبين أن رب العالمين رحيم بعباده فيرسل لهم المصيبة لتكون علاجاً وحلاً وحماية. وكذلك، يؤخر عنهم ما يظنونه خيراً، ليبعد عنهم الشرور المخفية أو لحكمة أخرى هو وحده أعلم بها.

فالقرآن الكريم، يعلمنا أن الأمور ليست دائماً بظاهرها وهناك الكثير الذي لا نعلمه في مشوار الدنيا. فهي تسير بدقة متناهية وبحسابات ربانية متقنة ولأسباب أحياناً يصعب تفسيرها.

المؤمن، واجب عليه الحمد والشكر على كل حال.