للشاعر الدكتور: خالد حسين / البحرين 13 ديسمبر 2014 م / بمناسبة أعياد البلاد باليوم الوطني.
أنا مِنْ عَهْدِ "دِلْمُنَ" في اْفتخارِ
وفي عِزٍّ ورَغْدٍ واْزدهارِ
أتانيْ الخَلْقُ مِنْ شَرْقٍ وغَرْبٍ
كَأَنَّ الأرضَ تَسبحُ في مَداري
أَحاطوني بِحُبٍّ واْمتنانٍ
كَأنّيْ مِعْصَمٌ وهمو سِواري
وحَوليْ مِنْ مِياهِ البحرِ أُفْقٌ
تُزَيِّنُهُ الحَيازمُ والصواري
وإنّي شامةٌ في خَدِّ ماءٍ
وأَيْكٌ تَسْتَريحُ بِهِ الجواري
*************
وجاءنيَ "العَلاءُ" بِخَيرِ دِينٍ
وقَومٍ هُمْ خِيارٌ مِنْ خِيارِ
أضاؤوا مِنْ سَنا الإسلامِ قلبي فَأَشْرَقَ في البوادي والقِفارِ
ونِلْتُ الفَضْلَ أَصْلاً واْعتقاداً
فَمَنْ مِثلي؟ أنا البحرينُ داري
ألا يا لائمي لا تَلْحُ قلبي
أنا البحرينُ حُبّي واْنبهاري
ويا هذا الذي يَهْوَى المَعالي
أنا البحرينُ عِزِّي واْنتصاري
ويا مَنْ غَرّهُ مَجْدٌ تَليدٌ
هنا المجدُ المُؤثّلُ كَالمنارِ
هنا أحيا، هنا قلبي وحُبّي
هنا روحي، هنا نوري وناري
وتَبْقَى الأرضُ ما بَقِيَتْ دِمانا تَرَوّى الأرضُ مِنْ دَمِنا النُّضارِ
*************
وكيف أَخونُ مَنْ أَهْدَى لِنفسي مُناها، قَبْلَ سُؤْلي واْنتِظاري
وأَلْبَسَني ثِيابَ الخَيرِ بُرْداً
أَضاءتْ في الظلامِ بلا اْستـتارِ
هو الملِكُ الذي رَدَّ الرزايا
مُجلّلةً بِذُلٍّ واْحتـقارِ
هو الملِكُ الذي صَدَّ الأعادي بِحِلْمٍ واْقتدارٍ واْصطبارِ
هو الملِكُ الذي بَذَلَ العَطايا فَأَذْهَبَ كُلَّ عُسْرٍ واْفتقارِ
أَيا "حَمَدَ" المُلوكِ كُسِيتَ عِزّاً بتَدبيرٍ وحَسْمٍ في القرارِ
أَتاكَ السائِلون بكُلِّ سُؤلٍ
فَآبُوا بالسَّـنِـيّاتِ الكِبارِ
وجاءَكَ بَعْضُ قَومٍ في عَداءٍ
فَآبُوا بالصَّغارِ وبالشَّنارِ
*************
أتيتُـكَ والقَوافي ظامِئاتٌ
وتَحْلُمُ بالظلالِ وبالقِطارِ
تَشُدُّ الخَطْوَ تَرْقُلُ مُسرِعاتٌ
إلى الفَرْعِ النَّدِيِّ إلى النِّجارِ
أبوكَ الفاتحُ الباني عُلاه
بأطرافِ الأسِنَّةِ والشِّفارِ
بعَدْلٍ قائمٍ وسَدادِ رأيٍ
وصِدْقٍ في السرارِ وفي الجَهارِ
وقَلْبِ مُوَحِّدٍ وصَلاحِ صَحْبٍ وطُهْرٍ في الشِّعارِ وفي الدِّثارِ
وصَبْرِ مُجاهدٍ ورِباطِ خيلٍ
أُعِدّتْ في الرَّخاءِ إلى الضِّرارِ
ومَنْ يُرِدِ العُلا سَيراً حَثيثاً
يُجنّبْ سَيرَهُ أرضَ الخَبارِ
*************
وأنتَ اليومَ في خَيرٍ عظيمٍ
مِنَ الأرضِ الوَفِيَّةِ والبِحارِ
مُحاطٌ بالمَحَبَّةِ، أَيُّ مَلْكٍ
أتاهُ ما أتاكَ على اْقتدارِ
إذا ما كُنْتَ في جَمْعٍ حَبيباً
إليهِ فلا تُمارِ ولا تُوارِ
وحولَكَ مِنْ بَني البحرينِ قَومٌ أمامهمو الرئيسُ أبو الوقارِ
"خليفةُ" قائدُ الركبانِ، حَزمٌ
يقودُ الطامحينَ بلا عِثارِ
تراهُ يَجولُ مِنْ بَيتٍ لِبيتٍ
يُؤمِّنُ كُلَّ ذي خوفٍ وجارِ
وذا "سلمانُ" يَحفظُ ما صَنَعْتُمْ يَسيرُ بنا على نفسِ المَسارِ
هو اْبنُكَ سَيفُكَ الماضي أصيلٌ
فلا تَحتاجُ للسيفِ المُعارِ
*************
أيا مَلِكَ القُلوبِ حَيِـيتَ عُمْراً
مَديداً بالصلاحِ وبالفَخارِ
أدامَ اللهُ عِزَّكَ يا مَلِيكاً
أَظَلَّ بعزّهِ أَهلَ الديارِ
حَكَمْتَ عَدَلْتَ جُدْتَ بِلا مِراءٍ
فَقُدْ سِرْ واْحيَ واْهنا بِلا مِرارِ
نَظمتُ قَصيدتي كَلِماً عَديداً
ولكنِّي سَأُجْمِلُ باْختصارِ
إذا ما كُنتَ في أرضٍ مُقيماً
فأنتَ البدرُ أو شمسُ النهارِ
************************
بريد: [email protected]