ها قد ودعت البحرين عموداً من أعمدة الصحافة، إنه المرحوم الصحفي والكاتب علي سيار، هو مدرسة خاصة في مجال العمل الصحفي، ومما يثير المشاعر والأحاسيس أننا تلقينا خبر وفاته في يوم الاحتفال بجائزة خليفة بن سلمان للصحافة، والذي يوافق الثامن من شهر أكتوبر 2019، ومع فقدنا لعميد الصحافة الذي ظل طوال مسيرته الصحفية منشغلاً بهموم وطنه وأمته العربية، وعلى الرغم من أن رحيله قد أضفى الحزن على جميع الحضور، لكن سيضفي على هذا التاريخ ذكرى رحيله لنتذكر رحلة عطائه كل عام مع الاحتفاء بهذه الجائزة. كما سنظل نذكر أحد أعمدة الصحافة في البحرين وهو أستاذنا القدير لطفي نصر نائب مدير تحرير جريدة أخبار الخليج، رحمه الله، حيث كُرم خلال حفل جائزة خليفة بن سلمان للصحافة وهذا ما يميز حفل هذا العام عن سواه من الأعوام بأن كرم صحفي راحل كما كُرم، عدد من أعمدة الكتاب، وسيبقى هذا الحفل عالقاً بالذاكرة.. إننا لنعتبر حفل جائزة خليفة بن سلمان للصحافة هو يوم عيد للصحفيين والكتاب، فيشاركون الفائزين فرحتهم، ويسعدون بتجمعهم وتواصلهم معاً ليقضوا لحظات وأوقات جميلة، حيث يعتبر هذا اليوم تجمعاً كبيراً للصحفيين والكتاب البحرينيين ويشاركهم عدد من أعلام الصحافة الخليجيين والعرب. إنه يوم عرس الصحافة حقاً. نعم ، إننا نرى التطور واضحاً في الجائزة هذا العام، حيث زادت فئات المكرمين، الأمر الذي يجعلنا نتطلع لمزيد من التوسع والتطوير في هذه الجائزة، ولم لا، فهي تحمل اسم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر، الذي لطالما دعم الصحافة والصحفيين، فمن الطبيعي أن تتسم الجائزة بالتطوير المستمر والإبداع.

فرجاؤنا أن تتوسع الجائزة في السنوات المقبلة ليشمل التكريم مجالات جديدة أخرى مثل: جائزة أفضل مجلة إلكترونية، وجائزة أفضل صورة في الانستغرام، وجائزة أفضل موضوع في الإعلام الاجتماعي، وأفضل تغريدة، وغيرها من المجالات الحديثة في وسائل التواصل الاجتماعي، وكم نتمنى ألا يقتصر حفل الجائزة على تكريم الفائزين بل يكون يوماً لتنمية خبرات الصحفيين والكتاب فيعقد على هامش الجائزة ورش عمل لجميع كوادر الصحافة في جميع أشكال الكتابة الصحفية، ليكون يوماً ثرياً حافلاً بالنشاط الصحافي المهني المحفز على الإبداع. كما يمكن أن ينظم معرض يضم الصحف القديمة في البحرين، وصور رواد العمل الصحفي.

إن هذا اليوم يعتبر تكريماً لجميع الصحافيين والكتاب في مملكة البحرين، فهذه الجائزة تدل على مدى ما وصلت إليه البحرين من تطور في مجال الصحافة، وبأن مملكة البحرين بفضل دعم الدولة ووعي الكُتاب وأصحاب الأقلام الصادقة والموضوعية ستسير نحو مزيد من الإنجازات الصحافية والإعلامية، باعتبارها علامة بارزة بسـجل البحرين المتميـز في احترام حقوق الإنسان والانفتاح الديمقراطي، فالصحافة البحرينية، تمثل واحدة من أعرق المدارس الصحفية في الخليج العربي والمنطقة ككل سواء بالنظر إلى قدم نشأتها التاريخية أو بالنظر إلى الدور الوطني والتوعوي الذي قامت به على مدار تاريخها الحديث.

إن جائزة الأمير خليفة للصحافة والتي تأتي إيماناً من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر بدور أصحاب القلم في تنوير الرأي العام وبرسالة الصحافة الوطنية في توعية المجتمع وقدرتها على قيادة الفكر وتشكيل اتجاهاته وبما يخدم المصالح الوطنية العليا، ترسخ أسس العمل الإعلامي الصحيح والمبني على القواعد والأخلاقيات الراقية وتمثل إنجازاً بحرينياً خالصاً، لم يكن يتميز لولا توفير المملكة المناخ الملائم لممارسة العمل الصحافي بحرية. بالإضافة إلى أن هذه الجائزة جاءت لتؤكد مكانة المتميزين في البحرين ممن تمكنوا من تبوء مكاناً متميزاً على خارطة العمل الصحفي في المنطقة فلقد حظيت البحرين بعدد كبير من الكتاب المبدعين الذين أثروا الصحافة بخبراتهم وشكلوا أعمدة مميزة في بناء الصرح الإعلامي في البحرين وتركوا إرثاً وبصمات مميزة استفادت منه الأجيال المتعاقبة من الصحافيين الذين واصلوا مسيرة الإبداع والإنجاز وأصبح لهم دور تنويري أسهم في تعزيز الوعي المجتمعي.

وأخيراً نبارك لجميع الزملاء والمؤسسات التي استحقت أن يتوج عملها بهذه الجائزة المتميزة في الحقل الصحافي فهذه الجائزة ستسهم في خلق مزيد من الإبداع والتنافس الذي من شأنه أن يثري مسيرة الصحافة البحرينية العريقة.

كما نتمنى من جمعية الصحفيين مواصلة الدرب على طريق هذه الجائزة فتستفيد من النتائج التي توصلت لها لجنة التقييم للموضوعات المشاركة في الجائزة، فتكرم ثلاثة من الموضوعات المشاركة في الجائزة والتي لم يحالفها الحظ، فيكون هذا التكريم في حفل آخر، وفي وقت آخر تقيمه الجمعية، ويعتبر هذا التكريم امتداداً لهذه الجائزة، ودامت البحرين أرض الحرية والديمقراطية.