لم يكن مستغرباً تحفظ الدوحة على البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب لمناقشة العدوان العسكري التركي على الشمال السوري بعد أن انسلخت عن هويتها الخليجية والعربية وارتمت في أحضان أنقرة وطهران دون اكتراث لقيم أو مبادئ أو مواثيق أو اتفاقيات إقليمية ودولية.

باتت قطر دولة بلا سيادة بعد أن انجرفت بتورطها السافر في الإرهاب حول العالم، وتحولها لدولة مارقة تعيث فساداً كل مكان لسياسات نظامها المتورط بالدم.

لذلك نشفق على قطر وانتهاء سيادتها الوطنية حتى صارت لا تملك قرارها بيدها. وأخذ الأجنبي يتحكم فيها بعد أن ظنت أن تحالفها مع الأتراك سيساعدها على الخروج من ورطتها إثر سياساتها الفاشلة.

من الواضح أن الحكومة القطرية فرضت على شعبها الانسلاخ من هويته وألا يكون عربياً، فتحالفها مع تركيا يفرض عليها التأييد المطلق لسياسات أنقرة حتى وإن كانت عدواناً عسكرياً صريحاً ضد دولة عربية شقيقة، كما حدث في سوريا. وتحالفها مع إيران يفرض عليها التأييد المطلق لسياسات طهران حتى وإن كانت عدواناً عسكرياً صريحاً ضد دولة عربية شقيقة، كما حدث لليمن والعراق والسعودية.

القرار السياسي القطري صار مرتهناً لأجندات تركيا وإيران، ولا يملك القطريون يداً على قراراتهم الوطنية، بعد أن قدموا التسهيلات العسكرية والتجارية لأنقرة وطهران، حتى صار للأتراك والإيرانيين الأفضلية في مجتمع الدوحة، مسؤولون في الدوائر الحكومية والشركات، وضباط رفيعو المستوى في الحرس الأميري، وامتيازات لا تنتهي وتفوق المواطنين القطريين أنفسهم، وحصانة من النظام القضائي القطري، ما يعكس عدم ثقة النخبة الحاكمة بمواطنيها المغلوبون على أمرهم.

بالأمس ودعت قطر العرب، وأعلنت أنها تدعم العدوان العسكري التركي على سوريا الشقيقة، واحتلال أرض عربية، وهو ما يتعارض مع أحكام ميثاق جامعة الدول العربية، ومبادئ الأمم المتحدة.

وكما كانت قطر أول دولة خليجية تحتل أراضي دولة خليجية أخرى، صارت اليوم أول دولة عربية تؤيد احتلال الأجنبي لدولة عربية، فنالت السبق في توديع العرب، خالص العزاء للشعب القطري الشقيق.