بالرغم من وضوح موقف مملكة البحرين الرسمي الرافض والشاجب لما قامت به تركيا من اجتياح عسكري غاشم وانتهاك لسيادة الأراضي العربية السورية ورفضها لما أدى إليه عملها من نزوح لمئات الآلاف خلال الأيام الماضية مما زادت من معاناة شعبها، إلا أننا نلاحظ انتشار رسائل عديدة بعضها على شكل نصوص وبعضها على شكل فيديوهات تصلنا عبر التواصل الاجتماعي هذه الأيام غير معروفة المصدر لكنها تظهر «الأكراد» على أنهم خونة وقساة وظلموا العرب ووو، فمن أين ظهرت فجأة هذه الرسائل المكتوبة والمرئية وبشكل مكثف ومركز وعن من؟ عن الأكراد؟ الغائبين عن المشهد الخليجي إن صح التعبير، فمتى وجدت هذه المواد التي حفلت بها وسائل التواصل الاجتماعي في دولنا الخليجية؟!

لا يحتاج الأمر لكثير من التفكير لتعرف أن مصدر هذه الرسائل أتباع تركيا، هم فلول «الإخوان المسلمين» في منطقتنا متخفين خلف الستائر، لكنهم نشطون إلكترونياً، لا يحتاج الأمر لكثير من التفكير لتعرف أن انتشار الرسائل عملية ممنهجة وليست عشوائية واعتباطية، فالمهمة التي كلفت القيادة المركزية فيها خرفان الإخوان في الخليج هي تبرير الاجتياح التركي وشرعنته وتخفيف حدة الاستياء والغضب العربي وإيجاد أسباب مشروعة لما تفعله تركيا في سوريا، بالإساءة للأكراد وتحويل الغضب عليهم!!

طبعاً «الإخوان» في الخليج ما شاء الله عليهم سارعوا في الإذعان والتنفيذ، فصاغوا الرسائل غير الموقعة أو التي تتذيل بعبارة بقلم الكاتب فلان الفلاني وهو اسم غير معروف، وتم تزويدهم بمواد فيلمية ظهرت فجأة في وسائل التواصل الاجتماعي، وتأتيك من كل حدب وصوب، ولأن فلول الإخوان جبناء لا يظهرون مباشرة ولا يستطيعون اتخاذ موقف مغاير عن مواقف دولتهم الرسمية فيلجؤون لبث الرسائل بطريقة غير مباشرة وفي الخفاء، ونقوم نحن في «الجروبات» بإعادة النشر دون سؤال لِم ظهرت هذه الرسائل الآن فقط؟

وتتناقلها «الجروبات» وهي تسجيلات لم نرها من قبل، فيديوهات مصورة لأكراد يسيئون معاملة العرب في القطاعات التي يسيطرون عليها، كي تشاهدها فتقول في نفسك «أها إذاً يستحق الأكراد ما يحصل لهم» فلا تشعر أن تركيا تقضم من أرضك العربية ولا تستاء بأن جزءاً آخر يضيع منا كما ضاعت الإسكندرون من قبل وضاعت عفرين وضاع غيرها من مواقع سيطرت عليها تركيا وإيران اللتان تقضمان قطعة تلو الأخرى من أوطاننا العربية، في حين توكل مهام حماية مصالحهما وتبرير اعتدائهم لجماعات من الخونة أطلقوا على أنفسهم جماعة المرشد العام وجماعة المرشد الأعلى يأتمران بأوامر هاتين الدولتين بغباء منقطع النظير، سعداء بأنهم في خدمة «خليفة المؤمنين».

لا تعتقدوا أن انتشار هذه الرسائل الخاصة عن الأكراد عفوي وغير ممنهج، المؤامرة مازالت موجودة وأدواتهم مازالت فاعلة ونشطة، كل ما علينا هو ربط الأحداث.