بداية نقول هنا، بأن أرض البحرين ستبقى «عصية» على الإيرانيين، سواء أكان ذلك في السياسة أو الرياضة.

في السياسة يعود الفضل إلى الله سبحانه وتعالى، ثم ثبات وقوة النظام البحريني، ممثلاً بملكه حفظه الله ورموز الحكم وشعب البحرين المخلص ورجال جيشها وأمنها الذين لا يساومون على ذرة تراب من أرضها.

وفي الرياضة، حينما كرر رجال منتخبنا الوطني الكروي الأول عملية إسقاط المنتخب الإيراني الكروي على أرض البحرين، مثلما فعل زملائهم السابقين قبل سنوات.

الفوز الذي تحقق، ولو أنه في بداية مشوار التصفيات المزدوجة لكأس العالم وكأس آسيا، ما يعني أن المشوار مازال صعباً ومليئاً بالتحديات، إلا أن رمزيته أكبر من انتصار في كرة القدم، إذ لن نقبل بأن يفوز المنتخب الإيراني الذي يمثل النظام الذي يستهدف بلادنا، لن نقبل بأن يفوز على أرض البحرين، بالتالي فرحة البحرينيين كانت عارمة، وأصداء الفوز كانت كبيرة.

لكن بعد المباراة أصدر الإيرانيون بياناً من خلال وزير الرياضة والشباب الإيراني مسعود سلطاني فر، قال فيه بأن اتحاد بلاده سيشكو البحرين منتخباً وجماهير إلى «الفيفا» بعد ما وصفه بـ«إهانتهم للنشيد الوطني الإيراني»، حيث قام الجمهور بإطلاق صافرات الاستهجان حينما عزف السلام الإيراني. في حين قال وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي على «تويتر» بأنه «سوف ننسى هذه المباراة لكننا لن ننسى الإهانة التي وجهت للنشيد الوطني الإيراني»!

شخصياً لست أتفق مع إهانة نشيد وطني يمثل أي دولة، لكن في حالتنا هذه، على المسؤولين الإيرانيين إدراك حقيقة واحدة ثابتة، هم يعرفونها قبل غيرهم، وهي أنهم بالنسبة للشعب البحريني يمثلون «جهة ضد»، وأنهم من «بادروا بالإساءة للبحرين»، بالتالي كيف تتوقعون ردة فعل جماهير أنتم تهددون أمن بلادهم يومياً، وتهربون الأسلحة لعملائكم وطابوركم الخامس فيها، وأنتم من دعمتم الانقلاب الصريح في عام 2011، بل وفي برلمانكم الذي يعين أفراده خامنئي هناك مقعد باسم البحرين، إذ تعتبرونها ولاية إيرانية! أوليست هذه إهانة كبرى؟! بالتالي هل كنتم تتوقعون من البحرينيين الاحترام عندما يعزف نشيد بلد يعادينا بشكل صريح، ويصرف أمواله ويجيش إعلامه لاستهداف البحرين؟!

وحينما أقول بأن إيران هي «البادئة بالشر»، فإنني سأعود بالذاكرة لعام 2006، وتحديدا خلال مواجهة بين البحرين وإيران في طهران وعلى إستاد «أزادي» الذي يتسع لـ100 ألف متفرج، وضمن التصفيات القارية، إذ ورغم أن نتيجة المباراة لم تكن مؤثرة بقدر ما هي تكملة لمباريات المجموعة، إلا أن البحرين تعرضت لإهانة صريحة في هذا الملعب وأمام عيون الرئيس الإيراني آنذاك أحمدي نجاد.

كنت شخصياً حاضراً مع بعثة منتخبنا الكروي في طهران، وفي الملعب رأينا كيف رفعوا علم مملكة البحرين وقد ملأوه بالثقوب، وداسوه بأقدامهم، وكانوا يصرخون ويهتفون: «سنمزقكم سنمزقكم»، وحينما انتهت المباراة، وأثناء خروجنا من الملعب مع لاعبي منتخبنا الوطني تم رمينا بقارورات الماء، وأذكر أنني صددت واحدة بيدي كانت متجه لرأس لاعبنا عبدالله المرزوقي، وبعدها في الباص المتجه لمقر إقامتنا، تمت محاصرة باص المنتخب من قبل الجماهير الإيرانية، وقاموا بهزه بقوة لدرجة ظننا أنه سينقلب بنا.

كل هذا فعله الإيرانيون بمنتخبنا حينما لعبنا في طهران، وأمام نظر رئيس بلادهم، واليوم يتباكون على صافرات تطلق أثناء عزف نشيدهم الوطني! ماذا تتوقعون من شعب البحرين الذي حاولتم سرقة بلادهم منهم؟!

عموماً، بعثة المنتخب الإيراني لاقت كل أساليب الاحترام والاستقبال اللائق، ولم يتعرض أحد لأي من أفرادها. وحينما نتحدث عن الإهانة لإيران، على الاتحاد الإيراني أن يحقق في تواجد لاعبي منتخب بلاده وهم يرتدون الزي الرياضي المتوشح بشعار إيران في أحد مقاهي الشيشة في المنامة صبيحة يوم المباراة، هذه هي الإهانة الحقيقية لكم، وهي تأتي من لاعبيكم أنفسهم.

لن ننسى ما فعلتموه ببلادنا، ولن أنسى شخصياً رؤية علم بلادي ممزقاً في مدرجات إستاد «أزادي»، وبالنسبة لنا هي أكبر من مجرد مباراة كرة قدم.