بيروت - بديع قرحاني

أكد سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى لبنان د. حمد سعيد الشامسي أن "القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى لنشر التسامح على أوسع نطاق في العالم"، لافتا إلى أن "دولة الإمارات آمنت بالإنسان كقيمة واستثمرت في بناء المستقبل بعيدا من المفاهيم الضيقة أو الانحياز الأعمى إلى أفكار تكبلنا بأغلال الجهل".

وأضاف خلال لقاء نظمته الثانوية الوطنية الأرثودكسية مار إلياس في ميناء طرابلس شمال لبنان، بعنوان "ثقافة التعددية وقبول الاختلاف"، "اليوم نقرأ معا من درس عنوانه التسامح، فصل العيش المشترك، وحياتنا هي كذلك دروس من فصول في كتب وأهمها على الإطلاق كتاب "الأخوة الإنسانية" وعلينا أن نحفظ دائما أن الله خلق بني البشر متساويين من نفس واحدة دون تمييز بين أحد".



ونظمت الثانوية الوطنية الأرثودكسية مار إلياس في ميناء طرابلس شمال لبنان، لقاء بعنوان "ثقافة التعددية وقبول الاختلاف"، برعاية سفير دولة الإمارات العربية المتحدة د. حمد سعيد الشامسي وحضوره، وفي حضور جانو فران ممثلة رئيس المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، مدير الثانوية الأرثودكسية ميشال قطرة، مديرة جامعة اليسوعية في الشمال فاديا علم الجميل، مدير ثانوية الروضة مصطفى المرعبي، مدير ثانوية بكفتين بشارة حبيب، إضافة إلى حشد من الفاعليات التربوية والثقافية والاجتماعية والدينية المسيحية والإسلامية، والهيئتين التعليمية والإدارية وطلاب المدرسة.

وبدأ اللقاء بالنشيدين اللبناني والإماراتي، ثم، كلمة ترحيبية من غسان انطون شكر فيها السفير الشامسي على حضوره إلى الثانوية، مشيرا إلى أن اللقاء نظم ضمن مبادرات "عام التسامح"، وانه سيتم إدخال وثيقة الأخوة كجزء دراسي من مادة الاجتماع في الثانوية الوطنية الأرثودكسية - مار إلياس.

ثم تم عرض فيلم وثائقي من وحي المناسبة، ففقرة غنائية مع نجمة the voice kids الطالبة لين حايك التي أبدعت بأغنية "العطاء" لسلوى القطريب.

بعد ذلك، كانت كلمة لمدير الثانوية قال فيها، "منذ أن تأسست مدرستنا تحت اسم الثانوية الوطنية الأرثوذكسية، وضعت الإنسان في صدارة اهتماماتها، على أن تكون صرحا تربويا وليس فقط تعليميا، كان إنماء الإنسان ولم يزل هدفا أساسيا بالنسبة لها، بغض النظر عن انتمائه".

وأضاف، "ضمن هذا الإطار يأتي لقاؤنا اليوم حول "ثقافة التعددية والانفتاح" أمرا بديهيا، تشهد له مسيرة عمرها يقارب المائة والعشرين سنة، وان كنا اليوم على مشارف الاحتفال بمئوية لبنان الكبير، فما علينا إلا أن نذكر ونتذكر دائما ان أساس فكرة قيام هذه الدولة، هو الإيمان بالتعددية التي من دونها يفقد هذا الوطن مبرر وجوده".

وتابع، "فرحنا كبير أن يتوج لقاؤنا اليوم برعاية سعادة "سفير دولة التسامح" الدكتور حمد سعيد الشامسي، وهي الدولة صاحبة الأفكار النيرة والطروح الرائدة في العالم، حيث أطلقت مطلع هذا العام مبادرة عام التسامح"، مشيرا إلى أن "هذا العام استهل بخطوة فريدة من نوعها، تاريخية ومفصلة، حيث اجتمع قداسة البابا فرنسيس وسماحة مفتي الأزهر الكريم الشيخ أحمد الطيب في أبو ظبي، بدعوة كريمة من دولة الإمارات، ليطلقا الصرخة بكل حزم ووضوح: "إن مجد الله هو أن يحيا الإنسان لا أن يهلك". ولكي تكتمل نعمة الحياة لا بد من المشاركة التي هي وحدها كفيلة بأن تخرج الإنسان من أنانيته وتجعله يحقق مقاصد الله عز وجل في خلقه".

وأعلن أن "هذه الوثيقة الثمينة قد أدرجت كجزء من مادة الاجتماع لتكون محط تأمل وبحث في كيفية تجسيد القيم السامية التي ندعو إليها".

من جهته، أكد السفير الشامسي "أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى لنشر التسامح على أوسع نطاق في العالم"، لافتا إلى أن "دولة الإمارات آمنت بالإنسان كقيمة واستثمرت في بناء المستقبل بعيدا من المفاهيم الضيقة أو الانحياز الأعمى إلى أفكار تكبلنا بأغلال الجهل". وقال، "تنظم سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام العديد من النشاطات ضمن مبادرات عام التسامح، إلا أن هذا اللقاء له طابع خاص لكونه مع أبنائنا الطلبة، ووقوفي في موقع المتحدث الناصح فألمس أهمية دور الأستاذ والمعلمة في نقل المعرفة إلى الأجيال".

وتابع "اليوم نقرأ معا من درس عنوانه التسامح، فصل العيش المشترك، وحياتنا هي كذلك دروس من فصول في كتب وأهمها على الإطلاق كتاب "الأخوة الإنسانية" وعلينا أن نحفظ دائما أن الله خلق بني البشر متساويين من نفس واحدة دون تمييز بين أحد".

وأعلن أن "القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة أرادت نشر هذه الرسالة على أوسع نطاق في العالم، لأننا نؤمن بأن تضييق مساحة العنف والحروب بين الناس لا تكون إلا من خلال فتح آفاق التسامح وتعميم ثقافة الاعتدال".

وقال انه "من هذه الرؤية الحكيمة ولدت "وثيقة الأخوة الإنسانية" على أسس تشكل قواسم مشتركة لجميع الناس، فكانت الوثيقة "باسم الله، وباسم النفس البشرية الطاهرة، باسم الفقراء والبؤساء والمحرومين والمهمشين والأيتام والأرامل والمهجرين والنازحين، باسم الشعوب التي فقدت الأمن والسلام والتعايش، وباسم الحرية". فهل من إنسان يمكن أن يرفض هذه المفاهيم؟ أو هل من إنسان يرى في أي منها اختزالا لحقوقه أمام حقوق الآخرين؟".

وتابع، "ما من شك أن نشر هذه القيم في مناحي المجتمع كافة أمر مهم، والوثيقة تنادي بذلك، غير أنني اعتبر تربية أبنائنا وبناتنا وتعليمهم وفتح عيونهم على مضامينها ومعانيها أمر في غاية الأهمية لأن هؤلاء التلاميذ هم بذور مستقبل أوطاننا وأعمدة مجتمعاتنا، فإن نحن احسنا الزرع والعناية الآن فإن بلداننا ستجني في السنوات المقبلة مجتمعات منفتحة قابلة على النقاش بين مكوناتها في إطار يصون حقوق الجميع وكراماتهم الإنسانية تحت مظلة العيش المشترك والمصير الواحد، وهنا تبرز أهمية إدراج هذه الوثيقة في المنهج التربوي بوصفه الباب إلى عقول التلاميذ".

وأردف، "قبل أيام أكمل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري رحلته إلى محطة الفضاء الدولية وعاد إلى الأرض حاملا معه تجربة غنية فتحت أبواب الفضاء أمام آخرين من أبناء بلده. أحببت أن أتوقف معكم أمام هذا الحدث الكبير لأقول إن دولة الإمارات وصلت إلى حيث هي اليوم لأنها آمنت بالإنسان كقيمة واستثمرت في بناء المستقبل بعيدا عن المفاهيم الضيقة أو الانحياز الأعمى إلى أفكار تكبلنا بأغلال الجهل. لذلك، أدعوكم اليوم إلى قراءة نص وثيقة الأخوة الإنسانية التي أصبحت جزءا من منهجكم الدراسي والاطلاع عليها بتمعن، لأن الذي يتفوق منكم في هذا الفصل الدراسي تحديدا سيكون ذلك التلميذ المتميز بفكره المستنير والخارج على الأطر الضيقة من التفكير التقليدي".

وختم، "أتمنى لكم النجاح في كل مساعيكم ولإدارة المدرسة المميزة دوام التقدم لما فيه خير ومصلحة المجتمعات والناس أجمعين".