* خالص التهاني والتبريكات لمنتخبنا الوطني لكرة القدم إثر فوه المستحق على الفريق الإيراني بهدف سجله الشاب محمد الحردان. ونشيد هنا بالوقفة المتميزة والتشجيع والمؤازرة التي تلقاها أفراد المنتخب من لدن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، حيث شارك المنتخب في مرانه الأخير قبل المباراة وساندهم بكلمات تشجيعية وطلب منهم المثابرة، ثم تفضل بحضوره المباراة، وبادر باستقبال المنتخب بعد الفوز. إن مثل هذه المبادرات الجميلة وهذه الوقفات وأسلوب التشجيع هو الأثر الذي سيبقى في نفوس اللاعبين، وهو ما يحفزهم على اللعب بروح عالية لتحقيق الفوز ورفع اسم المملكة في الميادين العالمية، وهو ما نأمل أن يستمر خلال الفترة المقبلة لتحقيق طموح المواطن البحريني من خلال التواجد في كأس العالم وكأس آسيا.. فكل الشكر والتقدير لداعم الشباب سمو الشيخ ناصر الذي كانت لابتسامته الأثر الجميل في نفوس جميع من شهد المباراة.

* لفت أنظارنا جميعاً وجود عدد من الشباب من صغار السن في منتخبنا الوطني الذي نتفاءل به خيراً لمستقبل الكرة البحرينية، والذي شد انتباهنا أكثر مبادرة اللاعب الشاب الحردان في تسديد ضربة الجزاء وفي مباراة مهمة وأمام فريق له باعه الآسيوي، ثم ابتسامته الجميلة قبل تسديد الكرة بكل ثقة وأريحية. وهذا ما نؤكد عليه ونأمل من أنديتنا الوطنية الامتثال له ولتوجيهات داعم الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الذي يؤكد دائماً على الاهتمام بالشباب والارتقاء بمواهبهم في سن مبكرة. فالمشاهد اليوم في معظم الأندية أنها تتسابق للتوقيع مع اللاعب الأجنبي من جانب، أو مع لاعبين كبار السن، في حين تغفل أن تطعم الفريق بعناصر شبابية للاندماج مع خبرات الكبار، بل تراها تقتل بعض المواهب الرياضية من خلال تهميشها وعدم إعطائها فرصة المشاركة وإثبات الوجود. نحتاج إلى مدربين قادرين على صنع النجاح وتأسيس فرق رياضية متميزة لمستقبل الكرة البحرينية، مثل تلك العقول الأجنبية التي تدفع باستمرار بالطاقات الشبابية.

* هناك جزء من الذكريات الجميلة والمؤثرة والتي استطعت من خلالها أن تبصم بصمات خير كثيرة وتترك الأثر الذي تبتغيه من أجل رضا الله تعالى وإفادة الناس. مثل هذه الذكريات أو «المشروعات المؤثرة» إنما هي جزء لا يتجزأ من حياتك اليومية التي يجب أن لا تنشغل عنها، ولا تركنها على هامش الحياة، فسرعة الأيام تأخذك إلى حيز بعيد عن الإنجاز والنجاح والتأثير المرجو. لذا فإنه جزء من سعادتك وراحة نفسك أن تواصل التدريب الحياتي لنفسك أولا ثم الآخرين، وتمسك بأياديهم إلى محافل الخير، وتعلمهم أبجديات العطاء والتأثير، وتكون لهم معلماً ناصحاً ومؤثراً، وأخاً حنوناً وموجهاً.. حينها ستكون الشعلة المنيرة في حياة كل من تتعامل معه. إنها الذكريات التي كلما رجعت إليها تجد أنك نجحت من خلالها في مشروعات متعددة، تدفعك لتعيدها اليوم في مساحات الحياة بأسلوب آخر وبتجديد آخر يتناسب مع روح العصر، ومع نفسيات من تتعامل معه. من هنا كان تدريب الحياة وخبراتها الناضجة أهم بكثير من تكل النظريات اللامعة التي تجدها في أروقة بعض الدورات التدريبية المملة.

* أجمل أسلوب لإدارة علاقات العمل أنك تحول أنماطها إلى أسلوب «الفريق المتآلف» الذي يسوده أجواء المحبة والألفة والتفاهم وتقبل الرأي الآخر. هو أسلوب جميل يستوعب تلك النفوس اللامعة التي رفعت شعار «رضا الله تعالى أولاً» فتجدها لا تتراجع قيد أنملة عن أداء عملها بإتقان، بل تتطلب المزيد لتنشر أريج الخير في بيداء الحياة.. هي النفوس التي تتعامل معك باحترام وتقدير وبابتسامة تشرح الصدر، وترسم مستقبل الأيام بألوان المحبة التي تتبادل بها معك. فإنك إن استطعت أن تعزز هذا الأسلوب، فإنك بلا شك ستنجح في أداء المهمة، بشرط أن لا يربط أحدهم علاقة المحبة بقرارات العمل اليومي.. لأنها تختلف بصورة كلية.. فالأصل أن المحبة والأخوة في الله تعالى هي أساس نجاح المشروعات في كافة مجالات الحياة.

* الإخلاص والأمانة وحب الإنجاز من الصفات المهمة التي يجب أن يتحلى كل العاملين في ميادين العمل الخيري والإنساني، ذلك لأن «اللحظة» في مثل هذه الميادين لها اعتبارها الخاص في الاستثمار الحقيقي وترك الأثر الجميل. لم تعد أوقات الحياة اليوم تمهلك الكثير لتقدم كل ما تريد، بل إن أنفاس الحياة الآن قبل الغد تناديك لكي تحتضن أعمال الخير وتعشق أن تعمل ما في وسعك من أجل أن تكون الفارس المجيد لعمله. إنه الإخلاص الذي يترك على وجهك ابتسامة الرضا، والإخلاص الذي يجعلك شامة بين الناس وترتحل من خلاله يمنة ويسرة من أجل نشر الخير وتقديم الأثر المرجو.. ثم الأمانة في كل عمل يوكل إليك بأن تجيد الأداء وتعطيه كل أحاسيسك.. فلا تفسده بانشغالات حياتية أو هوامش دنيوية، فإنك محاسب على التكليف الرباني الذي اختارك لتكون القدوة المؤثرة في ميدان الخير.. أما الإنجاز فهي الصفة التي يجب أن تتحلى بها في كل مواقف العيش، فبدون الإنجاز تبقى حياتنا متشابهة في كل حين، ففرحة الإنجاز تكمن بنفسك الراضية عندما تخلد للنوم بعد يوم من العطاءات المشهودة والمتميزة.

* هناك شخصيات جميلة تقابلك في أيام الحياة، حسها المرهف يجعلها تتعامل معك بمشاعرها وأحاسيسها وحبها للخير وبذل العطاء. فعندما تجد نفسها في مسار غير المسار التي تطمح إليه.. فإنها سرعان ما تبادر للاعتذار بلا سرد لمبررات تميت لذة المشاعر وحب الخير.. هكذا يجب أن نكون، فليس عيبا أن نعتذر إذا أخطأنا، وليس عيبا أن نقول للآخرين: أنا آسف. لأننا باختصار نحب عمل الخير الذي يجب أن يكون هو مبتغانا في كل لحظة، والمرء عليه أن لا يهدر وقته في مهاترات المبررات، ومهاترات لأن كذا وكذا حدث لذلك قصرت! باختصار لا تلقي اللوم على الظروف، ولا تختلق الأعذار، فإنما المرء هو سيد نفسه في المواقف، وهو من يتخذ القرار في مواقف الحياة وردات الفعل المتباينة. فإنك عندما تعتذر تكبر في نفس غيرك، وتكسر حواجز النفوس، وترجع المياه إلى مجاريها، على عكس «العناد والمماطلة» التي لا تؤتي بخير أبداً. نرفع القبعة لأولئك الذين يحبون التغيير، ويتبادلون جوانب التأثير مع الآخرين.

* ومضة أمل:

دعك من شكر البشر.. والتفت إلى رضا الله الكريم.