نواصل في الجزء الثاني من المقال حديثنا عن قصة الفتاة الفلسطينية إسراء غريب. لو كان فيهم أحد عاقل لفطن إلى غيرة وكيد الحريم، وقرأ ما بين سطور كلام بنت عمها الحقودة «أخبرتهم عن مكياجها وملابسها، وهذا الكلام لا يقوله إلا الحريم الحاسدات أصلاً ثم أخبرتهم عن خطيب إسراء مما يعني أنها حاقدة على زواجها، وأخبرتهم عن الأموال التي تجنيها من عملها يعني واضحاً أنها تحسدها على نجاحها، ومغتاظة من البنت» لكنهم حمقى للأسف وغياب العقل عنهم هو سبب النهاية المأساوية لهم جميعاً، فإسراء قتلت وهم بالسجن والأم وأخت إسراء تضرروا نفسياً، والعائلة كلها تفككت وكله على يد أفعى صاحبة فتنة، سعيدة هي اليوم لأنها تمكنت من التخلص من ضحيتها.

فالرجل العاقل عندما تأتيه أفعى شيطانية يرد عليها بكل ثقة «من أنتي حتى تتكلمين عن شقيقتنا التي رفعت رأسنا بنجاحها؟ حتى لو تمنحنا أموالاً هذا شأن بين الإخوة لا يخصك، قام بخطبتها أحدهم طيب شيء، طبيعي أن كل البنات يخطبون ويأتي أحدهم لها فلما أنتِ مغتاظة هكذا وغاضبة؟ جئتني للوشاية عنها لدينا وأنتِ صديقتها قبل أن تكوني بنت عمنا، والمفروض تحفظين أسرارها فما هدفك وما تريدين؟» كان بإمكانهم أن لا يمنحوا هذه المجرمة ما أرادته حتى وإن أختهم لم تخبرهم بإمكانهم التعقل والتفتيش عن الحقيقة بهدوء، وأن يقدموا العذر قبل الحكم فابنة عمها صديقتها، هي لم تأتِ لإخبارهم لأنها تريد الخير لإسراء ولهم بالطبع بل لديها هدف خبيث كان واضحاً من نبرة صوتها في المقطع الصوتي الذي كانت تتكلم فيه معهم، وتم تسريبه إلكترونياً وكما يقال بالأمثال «العدو مو من حجى عنك بل من حجى لك».

خلال ضرب إسراء في المستشفى حتى توفاها الله لم يتدخل للأسف أي أحد من إدارة المستشفى لإنقاذ إسراء من المجرمين، فهناك ثقافة لدى بعض الدول بالعموم أن أي موضوع عائلي يخص الشرف «جرائم الشرف» لا يتم التدخل فيه لكن الله أراد فضحهم من خلال قيام إحدى الممرضات بتصوير مقطع فيديو لصراخ إسراء وتسريبه لمواقع التواصل الاجتماعي «سبحان الله كما في قصة سيدنا يوسف يؤذيك القريب وينصرك الغريب».

إسراء كانت تراجع عدداً من مشايخ الدين لأنها اكتشفت بالصدفة أن هناك سحراً معمولاً لها «هناك من يقول إنها اكتشفت أن ابنة عمها هي من عملته لها»، فأراد أهلها أن يرقعوا أمام العالم جريمتهم التي تحولت إلى قضية رأي عام فلسطينية، ومن ثم عربية بادعاء أنه زوج أختها معالج شرعي وراقٍ، كان يحاول إخراج الجني منها وكانت تصرخ في المستشفى بسبب ذلك!

دائماً المجرم يبرر أسباب جريمته بطريقة طفولية مخزية وغير منطقية «ضربتها لأنها رفعت صوتها علينا.. لأن بها جني.. لأـنها شتمتنا» فالمجرم بالأصل عادة يكون مريضاً نفسياً مضطرباً بداخله كمية من الكذب والجرم نتيجة الاضطرابات العقلية والسلوكية لديه، وفي الدين صاحب الفتنة عقوبته أشد من القاتل لذا ينبغي أن تكون المعاملة القانونية في التشريعات والأحكام على نفس المنهجية، فمن قتل إسراء غريب ليس أشقاءها وزوج أختها فقط بل بنت عمها، وهي المحرضة التي يجب أن تنال عقوبة أشد من المجرمين المنفذين إلى جانب المسؤولين في إدارة المستشفى الذين لم يتدخلوا لإنقاذها.

بنت عم إسراء بعد الجريمة المخزية ارتاحت أخيراً وشفى غليلها وحقدها من نجاح بنت ترى أنها لا تستاهل أي سعادة ونجاح في حياتها، وأن تكون أفضل منها خاصة وأنها قريبتها، توفيت إسراء رحمها الله واتجهت إلى محاكم السماء إن أضاعت محاكم الأرض لها حقها وانتهى صيتها واسمها وتمكنت الأفعى البشرية من إنهاء شهرتها في الأرض لكنها مشهورة في السماء.

مما نتعلمه من قصة إسراء رحمها الله والكلام موجه للرجال هنا لا تكون جسراً سهلاً تنفذ المرأة الشيطانة عن طريقك أغراضها الخبيثة والإجرامية في البنت الضحية التي تغار منها، ولا تمنحها ما تريده وتسعدها عن طريق إيذاء أقرب الناس لك فلا يوجد إنسانة ستحرضك على أختك أو أي قريبة لك دون نية سوء ورغبة إجرامية، وأنه فعلاً أحياناً يكون الغريب عليك أرحم من القريب و«الأقارب عقارب» مقولة صحيحة فصدمة أن بعض أقارب إسراء تخاذلوا وحاولوا اعانة المجرمين على جريمتهم في البنت بالتكذيب والترقيع مقابل انتفاض الشارع الفلسطيني بأكمله لنصرة البنت والدفاع عن حقها. في مجتمعاتنا العربية نجاح المرأة سبب حقد البنات عليها وكلما زاد نجاحها زادت ألاعيبهم القذرة وإشاعاتهم وكلامهم الكاذب، يحاربونها لآخر رمق وينبذونها بطرق ملتوية لا تخطر على بال إبليس وحتى بعد وفاتها يستمرون في قول الأكاذيب عنها وتأليف القصص وحسبي الله ونعم الوكيل.