بعد الغزو التركي لسوريا العربية من طرف العثماني أردوغان قبل أيام، أدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العدوان التركي على الأراضي السورية باعتباره خرقاً واضحاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى الحفاظ على وحدة واستقلال سوريا، وخاصة القرار رقم 2254. واعتبر المجلس في قرار ختام أعمال اجتماعه الطارئ بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة العراق، في القاهرة، العدوان التركي تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي وللأمن والسلم الدوليين. وطالب المجلس في قراره تركيا بوقف العدوان والانسحاب الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي السورية، مشدداً على أن هذا العدوان على سورية يمثل حلقة من حلقات التدخلات التركية والاعتداءات المتكررة وغير المقبولة على سيادة دول أعضاء في جامعة الدول العربية.

بعد هذا البيان الصريح والمهم جداً من طرف جامعة الدول العربية يخرج الرئيس التركي أردوغان قبل يومين ليصف الدول العربية وبكل وقاحة بأنها دول كاذبة وإرهابية وأنها «لم تدفع قرشاً واحداً» على اللاجئين السوريين. أردوغان أراد أن يوصل رسالة خاطئة ومضللة للشعب التركي ولبقية دول العالم بأن العرب يكذبون، بينما هو لا يكذب فقط، وإنما يعتدي على دولة عربية بكل صلافة ودون وجه حق.

لا يحق لتركيا أن تغزو أي قطر عربي تحت ذرائع واهية وممجوجة على الصعيد السياسي، فلا يمكن أن نصف الحرب في يوم من الأيام على أقليات تعيش داخل دولة عربية بأنها «نبع سلام» أو نبع حنان، فتهجير الكرد من الشرق السوري بحجة دعمهم للإرهابيين من حزب العمال الكردستاني ليس سوى ذريعة سخيفة للحرب والغزو.

لم يكتف أردوغان بالتهجم على العرب، بل تهجم كذلك على كافة الدول الأوروبية من حلفائه واصفاً إياهم بالدول الراعية للإرهاب، وعلى وجه التحديد فرنسا.

هذه اللهجة المنفلتة من رئيس دولة معتدية يعبر عن مدى إخفاق هذا الرجل وفشله في كافة مشاريعه التي حاول من خلالها محاصرة الدول العربية وضربها من تحت الحزام. كما أنه حاول في خطابه الأخير تقمص الشخصية الدينية القومية التركية الإسلامية الوطنية، معززاً مواقفه السياسية عبر الاستعانة بنصوص دينية للترويج لغزوه الباطل ولمشاريعه التوسعية.

نحن كعرب نرفض كل الرفض ونستنكر بشدة وصفنا بالكذابين، فلا يمكننا قبول أن يروج الرئيس التركي لأطماعه عبر بوابة الدول العربية، كما لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نسكت على حربه غير العادلة ضد سوريا أو ضد أية دولة عربية أخرى، حتى ولو حاول كذباً أن يصفنا بما هو فيه من الكذب.