* عندما يهتم المرء بحياته اهتماماً بالغاً حتى يحسن من جودة الحياة ومن أساليب تعاملاته اليومية، ويكسر ذلك الروتين الممل والقاتل الذي اعتاد أن يمارسه كل يوم، بل ويجدد من تلك العادات البالية التي أضحت من الصور التقليدية التي لا تمثل له أي تجديد لحياته.. عندما ينهج المرء هذا النهج فإنه بلا شك سيكون قد أخذ قراراً حاسماً لتعويض كل ما فاته من أمور يراها مهمة في تجديد حياته وبشكل يتيح له محبة الحياة ومحبة الخير والاستئناس بالأوقات التي بات الواحد منا يهدرها في تفاهات لا تسمن ولا تغني من جوع.. بالفعل أضحى الواحد منا يضحك على نفسه دون أن يدري؛ لأنه اعتاد على عادات يومية اعتقد أنها «الأثر الذي يتركه»، في حين لا تتعدى كونها عادات نهدر من خلالها الجهود الجبارة من خلال مقولة «الأمور ماشية» أو «لا داعي للنظام فيها» أو «إحنا تعودنا أو الولد تعود يسوي هلون وخلاص». نحتاج أن نقف وقفة مصارحة الآن قبل الدقائق القادمة حتى نرى مقعدنا في مراتب الحياة أولاً، ونراجع كل أطياف حياتنا سواء لذواتنا أو مع المقربين من قلوبنا، لأننا أولاً وأخيراً مسؤولون أمام الله تعالى عن كل مهام أعمالنا في الحياة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..». لذا بات الأمر ملحاً بأن نكسر عاداتنا ونصحح من مسارنا ونحسن من جودة حياتنا التي نعيشها على كافة الصعد.

* في بعض الأحيان تقوم بتنفيذ فكرة تراها بسيطة جداً، ولكنك تكتشف فيما بعد أنك قمت من خلالها بتغيير حياة إنسان كاملة، من خلال ساعة زمان انتقل بعدها إلى قمة السعادة وغير الكثير من القناعات التي لازمته ردحاً من الزمن.. لذا لا تستصغر أي بصمة حياتية تتركها في أي حيز كان، وكن على موعد متجدد مع أفكار متنوعة تجدد همتك في التعامل مع الحياة بمفهومها الشامل.. المرء مطالب بأن لا يكون مجرد إضافة هامشية في ميادين الحياة.. بل عليه أن يكون شامة يشار إليها بالبنان حتى يترك الأثر الجميل.. سنظل نتحدث عن الأثر في صوره المتعددة في مسير الحياة.. لأنها الغاية التي نعمل من أجلها للفوز بالفردوس الأعلى.

* يعجبني بعض العمال البسطاء، والذين تغربوا من أجل توفير قوت يومهم ليوفروا لقمة العيش الهانئة لأهليهم. تعجبني ابتسامتهم اللطيفة وروحهم الجميلة على الرغم من رحلة الكفاح اليومية والتعب وقسوة الأعمال.. وتعجبني ردودهم التي يركزونها على السعادة.. «نحن سعداء لأننا نرسم الفرحة في نفوس الآخرين.. سعداء لأننا في صحة وعافية وأهلنا كذلك يتمتعون بموفور الصحة.. سعداء لأننا نقدم الخدمة بحب ونستأنس لابتسامة الرضا التي نلمحها على وجوه من نتعامل معهم». فهل يا ترى نستمتع بعلامات الرضا في نفوسنا؟؟ أم ما زالت حياتنا يشوبها القلق والتذمر والانتقاد والتأفف والشكوى؟؟ هم سعداء بالفعل فهنيئاً لهم.

* تحب بين الفينة والأخرى أن تضع «نضجك الحياتي» و»خبراتك الحياتية المتعددة» في منهج تدريبي متكامل تسعى أن تترك أثره في نفوس مجموعة من الناس ممن تحب أن تغرس فيهم بعض القيم وتغير بعض القناعات في شخصياتهم، وتنقلهم إلى حيز آخر من التفكير الحياتي الإيجابي. نحتاج للاستفادة من العقول الناضجة لتدرب الأجيال على خبراتها الحياتية وما استفدته من ميادين عملها.. فأبناء اليوم باتوا ينظرون للحياة من حيز ضيق جد!

* ومضة أمل:

سأظل أثراً جميلاً في كل ميدان تطأ فيه قدمي.. حتى يرضى الله عني.