(بوابة العين الإخبارية): تراجعت واشنطن عن سحب جميع قواتها في شمال شرق سوريا وقررت الإبقاء على قوات محدودة لحماية منشآت النفط في البلاد والقضاء على أي عودة محتملة لتنظيم داعش الإرهابي.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤولين عسكريين، أن "واشنطن قامت بتعديل أهدافا للتركيز على حماية حقول النفط في البلاد بالإضافة إلى القضاء على أي عودة محتملة لـ "داعش"".

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن "البيت الأبيض يدرس خيارات الاحتفاظ بـ 500 جندي أمريكي في شمال شرق سوريا وإرسال المزيد من الدبابات لحمايتهم".



ووفق البيت الأبيض فإن "هناك حالة من الجمود للقرار السابق بسحب حوالي 1000 جندي أمريكي ممن تلقوا تعليمات بالانسحاب من سوريا في وقت سابق هذا الشهر".

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن "المخاوف من عودة "داعش" إلى سوريا سوف تغير قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا".

وتدور المناقشات في الوقت الذي يزور فيه وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر بروكسل ويطالب من أعضاء آخرين في حلف شمال الأطلسي التحدث علنًا ضد الهجوم التركي على سوريا في وقت سابق من هذا الشهر، حسبما ذكرت الصحيفة.

وقال إسبر "لن نسمح مطلقًا لتنظيم "داعش" الإرهابي بإعادة استخدام القواعد الأمريكية، مؤكدا أن "واشنطن ستبقي "قوات محدودة" في سوريا لحماية المنشآت النفطية".

وأضاف إسبر أن "واشنطن ستتخذ إجراءات لتعزيز انتشارها العسكري في دير الزور شرق سوريا".

وتابع، "انتشارنا العسكري في دير الزور شرق سوريا يشمل بعض قوات المشاة الميكانيكية.. قواتنا ستبقى في سوريا حتى تنهي مهمتها في القضاء على تنظيم داعش هناك".

وأعرب إسبر عن "دعمه لخطة نظيره الألماني أنيجريت كرامب كارينباور لتنفيذ منطقة آمنة على طول الحدود السورية بالشراكة مع روسيا وتركيا".

وكانت روسيا وتركيا قد وافقت بالفعل على السيطرة المشتركة على المنطقة، لكن وزير الدفاع قال إن هذا الترتيب قد لا يكون مستدامًا على المدى الطويل، وفقًا للصحيفة.

وقال ترامب إنه "سيوافق على الاحتفاظ بـ 200 جندي في شمال شرق سوريا، بعد أن طالب في البداية بسحب جميع القوات الأمريكية، بعد محادثات مع السناتور ليندسي جراهام حول حماية حقول النفط".

وكان ترامب قد تلقى ردود فعل عنيف من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بسبب قراره ترك الأكراد للدفاع عن أنفسهم بعد أن ساعدوه في محاربة داعش.

وبدأت القوات التركية هجوما عسكريا الأربعاء 9 أكتوبر على شمال سوريا، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي، الذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.

وقوبل الهجوم بعاصفة من الإدانات الإقليمية والدولية، وأوقفت العديد من الدول الأوروبية تصدير الأسلحة إلى تركيا، على خلفية الهجوم الذي أدى إلى فرار العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي من مخيمات المنطقة.

وأسفر التدخل العسكري التركي في الشمال السوري عن فرار 785 عنصراً من تنظيم "داعش" الإرهابي من الأجانب المعتقلين في مخيم عين عيسى.