دور المحافظات في أي بلد في العالم دور هام ورئيس فهي بمثابة الجسر الممتد ما بين السلطة العليا وأصحاب القرار والمسؤولين في القطاعات الحكومية والخاصة وما بين مختلف الفئات والشرائح المجتمعية وهي أيضاً همزة الوصل ورافد من روافد التنسيق والمتابعة المستمرة فيما يخص المشاريع الخدماتية والتنموية والخدمات المختلفة التي تخدم المواطن والمقيم كما أن المحافظين يلعبون دوراً قيادياً هام في تمثيل القرارات الحكومية وإيصالها في مجتمع المحافظة الداخلي.

وفي مملكة البحرين تتولى المحافظات دوراً اساسياً ومحورياً في تعزيز الشراكة المجتمعية وإرساء قواعد الأمن المجتمعي وتجسيد أسمى المبادىء والأهداف التي تقوم عليها وزارة الداخلية ولعل كل محافظة من المحافظات الأربع إلى جانب مهماتها الرئيسة تتولى مسؤوليات نوعية تتماشى مع طبيعة مجتمع المحافظة وثقافته ونمطه المعيشي وهناك العديد من البرامج والمشاريع الرائدة التي طرحت وتم تنفيذها لتخدم الشريحة الكبرى من المواطنين والمقيمين في سبيل تأكيد أن وزارة الداخلية لا يقتصر دورها فقط على الجوانب الأمنية والتنمية الأمنية بل تمتد لتشمل مفهوم التنمية المجتمعية والاقتصادية وتحقيق الأهداف التنموية المستدامة. لا أحد ينكر أن الأمن الاقتصادي اليوم هو حجر الأساس في أي بلد في العالم وهو من يعزز الأمن الاجتماعي كما أن الأمن الاقتصادي هو من يوفر الأمن التجاري والاستثماري الذي تقوم عليه طموحات الشعوب وأحلامها في مجالات الأعمال والاقتصاد والتنمية وهو من يخلق فرص العمل للشباب. تشرفنا بحضور فعاليات أسبوع المنامة لريادة الأعمال في نسخته الخامسة والذي تنظمه محافظة العاصمة مشكورة مع صندوق العمل تمكين والذي تضمن 15 ورشة وندوة قدمها 30 خبيراً ومختصاً في مجال ريادة الأعمال من كافة دول العالم بحضور أكثر من 5000 مشارك وهذا الحدث الهام الذي أخذ يشكل حاضنة لكبار رواد الأعمال على المستوى الإقليمي والدولي سنوياً وبمثابة تجمع سنوي أخذ يعكس الدور الريادي الذي تقوم عليه محافظات مملكة البحرين في تنظيم المؤتمرات والملتقيات الدولية الهامة التي تعزز الاقتصاد الوطني للدول وتفتح الأبواب أمام الشباب في استلهام الدروب التي تمكنهم من تحقيق طموحاتهم وأحلامهم والأهم الاعتماد على أنفسهم في ذلك بعيداً عن سيناريو الاتكالية والطموح المهني التقليدي وانتظار الوظائف الحكومية فمحافظة العاصمة أوجدت حاضنة تنموية للشباب لتأهيلهم وإطلاق العنان لقدراتهم وإمكانياتهم واستكشافها لأجل إطلاق مشاريع تنموية خاصة تصب في نهاية المطاف في تنمية الاقتصاد الوطني وخلق الفرص الواعدة للشباب والجيل الناشيء وعملت على إيصال رسالة هامة من خلال إطلاق هذا الحدث الدولي وهو أنه لا يكفي أن تكون ريادياً في مجالات الأعمال إنما عليك قبلها أن تكون متميزاً وتمتلك حس الابتكار والتجدد المستمر ومواكبة التطور العالمي والأهم أن تكون مولداً لفرص العمل وحافزاً وقدوة للآخرين وملهماً للجيل الذي من بعدك. كما أن فكرته تقوم على التشجيع على ابتكار التطبيقات الذكية والاختراعات الإلكترونية الفريدة والذكاء الاصطناعي وقد تم إعلان الفائز عن مسابقة التطبيق الأكثر ابتكاراً حيث فاز تطبيق «WCCI» بالجائزة وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط المعني بالاستجابة لأزمات العنف المنزلي والذي يعمل على مدار الساعة لاستقبال الشكاوى وتقديم المساعدة للمتضررين.

فكرة أسبوع المنامة لريادة الأعمال فكرة ذكية وبناءة فالخبراء والمتخصصون ورواد الأعمال يقومون أمام الشباب والحضور الموجود باستعراض قصص نجاحهم وبتأكيد أن إنجازات اليوم قد كانت أحلام الأمس التي قد لم يؤمن بها الكثيرون قدر إيمانهم هم بها وبالقدرة على تحقيقها وأن الحلم الذي بدأ صغيراً وعادياً بات اليوم كبيراً وريادياً وتجاوز المستوى المحلي إلى المستوى الإقليمي والعالمي وقد ذكرت سيدة الأعمال الأمريكية انغرد فانديرفلت الرئيس التنفيذي لمؤسسة «EBW2020» العضو الفخري بمجلس رواد الأعمال العالمي التابع للأمم المتحدة أن السبب الأساس والرئيس للنجاح يعتمد إلى جانب إرادتك وثقتك العالية بقناعة أنك ستنجح وإن عدم الفشل لا يعني النجاح بل النجاح هو سلسلة متواصلة من تجاوز الفشل وعدم الوقوف عنده ولا نجاح كبيراً ولافتاً يأتي إلا من خلال محطات مستمرة من الفشل والإحباط المؤقت كما أن النجاح يأتي من خلال إيمان الأشخاص العاملين معك وولائهم لك والذين توظفهم لإنجاز طموحاتك واقتناعهم بأهمية مشروعك ونوعيته فالأشخاص الذين من حولك هم من يؤثر على معدلات نجاحك وفشلك.

لقد ذكرت نقطة هامة جداً وهي تستعرض قصة نجاحها حينما ذكرت أنها قد تعرضت لسلسلة من الإحباط والإخفاقات وأنها ظلت في سريرها لمدة أسبوع لا تود مغادرته ولا الحديث مع أحد وشعرت أنها خسرت كل شيء عندما فشل مشروعها الأول لكنها عادت للنهوض والبحث عن فرص مع أصحاب المشاريع الناجحة.

أسبوع المنامة هو أسبوع القصص الملهمة للشباب ورواد الأعمال الذين يطمحون إلى تأسيس مشاريع تتماشى مع متطلبات الأسواق العالمية وترتقي بأحلامهم إلى مستويات متقدمة وعالية جداً تصل إلى الأسواق الإقليمية والعالمية وأن الدخول في مجال ريادة الأعمال باب مفتوح للجميع ولا يشترط أن يبدأ الشاب بمشروع كبير وضخم بل أن هناك فرصاً كبيرة لتمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة وأن التوجه الحكومي في مملكة البحرين يدعم هذه المشاريع وهو ما أوضحه نائب محافظ العاصمة السيد حسن عبدالله المدني حينما ذكر أن حكومة مملكة البحرين قد قامت بتبني عدة مبادرات في سبيل الارتقاء بقطاع الاقتصاد الوطني ومنها توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله بتشكيل مجلس تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتعزيز القدرات التنافسية للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية ولزيادة إسهامها في الناتج المحلي الإجمالي. فعاليات أسبوع المنامة سلطت الضوء على أهمية توظيف التقنيات الحديثة والتكنولوجيا اليوم في دعم الاقتصاد الوطني وأن كبار الدول اليوم يقوم اقتصادها على هذه المجالات وأن ريادة الأعمال لا تتحقق الا بوجود جمهور كبير وعريض من العملاء الداعمين لمشروعك الريادي حول العالم وقيامهم بالتسويق لمنتجاتك بدلاً عنك وتشجيع الآخرين وفق المفهوم التسويقي الذي يقوم على مبدأ ولاء العملاء وقد نجحت محافظة العاصمة من خلاله في تأكيد منهجية حكومة البحرين القائمة على النهوض بالشباب البحريني وجعلهم نموذجاً متفرداً وقصص نجاح على المستوى العالمي وأن بيئة ريادة الأعمال في مملكة البحرين بانتظارهم.