صرح القائد العام لشرطة دبي اللواء خميس مطر المزينة أن تحريات شرطة دبي تمكنت، ضمن العملية التي أطلقت عليها اسم "البرنس"، من ألقاء القبض على عصابة أوروبية شرقية، استولت على ألماس ومجوهرات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 12 مليون درهم، ضمن تخطيط وتنسيق محكم بين عناصرها في دبي والعاصمة الفرنسية باريس.
تفاصيل عملية "البرنس"
وأوضح اللواء المزينة، في المؤتمر الصحافي الذي عقده في مبنى القيادة أن تفاصيل "البرنس" تعود إلى تلقي مركز شرطة نايف صباح يوم الجمعة الموافق الثاني عشر من الشهر الجاري بلاغاً من المدعو (ب.س) عربي الجنسية، يعمل موظفاً في إحدى الشركات المتخصصة بتجارة الألماس والمجوهرات، أفاد فيه بأن أحد الأشخاص من الجنسية الأوروبية حضر إلى مقر الشركة في مركز أرض الذهب بمنطقة نايف، وقدم له نفسه باسم كريستوفر، وكان مظهره يدل على الثراء، حيث كان يرتدي خواتم وساعة مرصعة بالألماس والذهب، وأبلغه بأنه مرسل من قبل صاحب الشركة المدعو (م.ع) عربي الجنسية، والمدعو (ع.ع) عربي الجنسية، المتواجدين في فرنسا.
معاينة المجوهرات
وأضاف المدعو (ب.س) أنه سمح لكريستوفر وهو المدعو (ف.ك) بفحص ومعاينة كمية من المجوهرات بقصد شرائها، بعدما تواصل مع صاحب الشركة هاتفياً، وأكد له صحة ما جاء على لسانه.
وأفاد أيضاً أن (ف.ك) حضر إلى المحل على مدى يومين، وفي اليوم الثالث أي بتاريخ 11/12/2014م، حضر في حوالي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، وكالعادة أخذ يتفحص الألماس والمجوهرات ولكنه في هذه المرة اختار أطقما من الأساور والخواتم والحلقات، بلغ وزنها ستة كيلوغرامات ونصف، وقيمتها الإجمالية نحو12 مليون درهم، ووضعها في حقيبة دبلوماسية ومن ثم لفها بشريط بلاستيكي لاصق وغادر المكان في حوالي الرابعة والنصف عصراً.
وفي السادسة والنصف من مساء اليوم نفسه، اتصل بالمبلغ (ب.س) شخص يدعى (دينيز) من الهاتف الذي يستخدمه المدعو كريستوفر وأخبره بأنه قادم لاستلام الطرد، وعلى الفور اتصل (ب.س) بصاحب الشركة وأبلغه بالمستجدات، وتلقى منه أمرا بتسليم الحقيبة للمتصل.
بعد فترة بسيطة حضر (دينيز) وهو المدعو (م.ك) واستلم حقيبة المجوهرات امتثالاً لتعليمات صاحب الشركة الذي سيستلم سعرها في مقر عمله بالعاصمة الفرنسية باريس، ولكن يبدو أن الصفقة لم تكتمل وأخل المشترون بالاتفاق واختفى الكنز الثمين.
تهديد بالسلاح
وأضاف اللواء المزينة أن تحريات شرطة دبي توصلت إلى أن أفراد العصابة في باريس، قد هددت بالسلاح صاحب الشركة وابنه الذي كان ساعتها متواجداً معه، وأجبرته على الاتصال بالبائع (ب.س) في المحل بدبي، وإشعاره بتسليم المجوهرات للمدعو (م.ك)، وحين تأكدوا من اكتمال العملية واستلام المجوهرات أطلقوا سراحه، فقام على الفور بالاتصال بالبائع وطلب منه إبلاغ السلطات الأمنية في دبي.
وقال اللواء المزينة إن القيادة العامة لشرطة دبي بعد دراسة معطيات العملية وزيارة مسرح الجريمة، شكلت من المباحث الجنائية فريق عمل ووضعت خطة محكمة وزع عبرها الأدوار وفعل المصادر حتى تم التوصل إلى معلومات حول مكان تواجد المتهم الأول.
سقوط المتهمين
من جانبه أوضح اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، أن جهود رجال التحريات المكثفة، وخبرتهم العالية في البحث والتحري، مكنت الفريق المختص من تحديد مقر سكن المتهم (م.ك) الذي تسلم الحقيبة من المبلغ، وذلك في إحدى الأبراج السكنية بمنطقة أبراج جميرا وأعد الفريق كميناً محكماً في نفس المنطقة وتمكن من القبض على المتهم في حوالي الساعة الثانية من ظهر الخامس عشر من ديسمبر، أي قبل أن تمضي 72 ساعة على ارتكاب الجريمة.
وبسقوط المتهم الأول وبجمع الاستدلالات تم كشف هوية باقي عناصر العصابة كل من المتهم المدعو (ف.ك) الذي يقطن بمنطقة المارينا، وعلى الفور تم نشر عناصر المباحث الجنائية، وفي حوالي الساعة الواحدة صباحاً شوهد المتهم بصحبة فرد من العصابة يدعى (ف.ا) يهمان بمغادرة المنطقة بل مغادرة الدولة، فتمت محاصرتهما والقبض عليهما رغم أن المتهم (ف.ا) أبدى مقاومة عنيفة.
وأضاف اللواء المنصوري أنه بمواصلة البحث والتحري ومن خلال تفتيش مقري سكن المتهمين تم ضبط المجوهرات المسروقة موزعة بين الشقتين، مخبأة بطريقة احترافية مجموعة خلف المغسلة، والمجموعة الأكبر خلف غسالة الملابس ومن خلال جمع الاستدلالات من المتهمين اعترفوا بتبادلهم للأدوار بعد أن وضعوا خطة محكمة يتم تنفيذها بالتزامن بين دبي وباريس وفي نفس التوقيت وبدقة ومهارة، إلا أنهم سقطوا بين أيدي من هم أكثر دقة ومهارة، وتم استرداد كل المجوهرات المسروق، وتوقيف المتهمين تمهيداً لإحالتهم للنيابة العامة.