سُئِل: لماذا تعثرت في الدراسة ؟!!!

أجاب: والداي هما السبب، فهما لم يشجعاني على التفوق كما يفعل باقي الآباء !!!

سُئِل: ما بالك لا تدخل في منافسات ومسابقات في مجال هواياتك؟!

أجاب: ولِمَ أشارك؟!! فالحظ لا يحالفني أبداً؟

سُئِل: لماذا تأخرت في الحصول على فرصة عمل؟!

أجاب: لا أعرف أحداً يستطيع أن يتوسط لي للحصول على وظيفة!

سُئِل: لم قطعت علاقتك بأصدقائك القدامى؟!

أجاب: هم أصدقاء سوء لا حاجة لي بهم!!!

سُئِل: لماذا لم تتطور في عملك؟!!!

أجاب: رئيسي المباشر في العمل لا يعرف كيف يكتشف مواهبي، ويستفيد من إبداعاتي!!!!

سُئِل: لِمَ أنت كثير الخلاف مع زوجتك؟!

أجاب: لأنها لا تفهمني!!!

ما أعجبك يا هذا؟!!! فأنت تبرؤ نفسك من الأخطاء وتشير بأصابع الاتهام لمن حولك، أنت قادر على أن تجد شماعة تعلق عليها أخطاءك وتقصيرك، فتجعل من والديك شماعة، ومن أصدقائك، ومن رئيسك في العمل، ومن زوجتك، وربما من أطفالك الصغار، حتى أنك استهويت جمع الشماعات لتكون جاهزة فتعلق عليها تقصيرك وأخطاءك، ما أعجبك يا هذا؟!!!! فأنت تتقن مهارات أخرى تنقذك من الشعور بالتقصير، تعرف كيف تلوم من اتخذتهم شماعة لتقصيرك، كيف تعاتبهم، وكيف تضعهم في قفص الاتهام، بل يصل بك الأمر أن تجعل الطرف الآخر يشعر بالذنب فيطأطئ لك معتذراً!!! ولربما عوضك عن الخطأ الذي أقنعته بأنه ارتكبه في حقك.

ما أعجبك يا هذا؟!!! لقد منحت نفسك الراحة فلا تحتاج لبذل الجهد والعناء لتطور من نفسك ولتعدل من سلوكك، ولتعالج عيوبك، فقد استغنيت عن كل هذا لتتقن مهارة واحدة فقط، وهي مهارة البحث عن الشماعة، فتعيش مرتاح البال، وتنام قرير العين، فلا تعاني من تأنيب الضمير أو محاسبة النفس، وبالتالي لا تبذل الجهد لتطوير ذاتك. بل أنك تعرف كيف تنقذ نفسك من دفع ثمن أخطائك وتعويض الآخرين. أنت تنسب عيوبك للآخرين، فقديماً قال أجدادنا في المـــــــثل الشعبي «كل يرى الناس بعين طبعـــــه»، لا أدري هل هواة جمع الشماعات هم ممن يتصفون بالكــــــبر والغرور؟! أم أنهم من الضعفاء الذين لا يتقنون فنون الحياة وفنون التواصل مع الآخرين فلا يتقنون إلا هواية جمع الشماعات بما فيها من فنون ومهارات؟!!!

يسمي علماء النفس هذا النوع من السلوك «بالإسقاط»، فالإسقاط هي حيلة دفاعية ينسب فيها الفرد عيوبه للناس، وبشكل أوضح هو اختلاق التبريرات والأعذار التي تُلقى من الشخص على من حوله سواءً كانوا أشخاصاً بعينهم أو على أحوال وظروف تجري من حوله، ومقصده من إلقاء هذه التبريرات والأعذار هو التهرب من المسؤولية والفشل أو الخلل الذي وقع فيه في ناحية من نواحي حياته فإن كنت من هؤلاء فالوصفة الطبية في متناول يدك لتعالج نفسك من هذا الداء:

* ذكر نفسك أن الاعتراف بالخطأ أو التقصير بطولة.

* تذكر أن لومك للآخرين ظلم لهم، وتذكر أن دعوة المظلوم مستجابة.

* راجع نفسك في نهاية كل يوم فإن وجدت نفسك بلا أخطاء أو تقصير فاعرف أنك مصاب «بالإسقاط»، إن صح التعبير.

وفي المقابل تجد هناك أناساً يعانون من النقيض «إنه جلد الذات»، فتجدهم محاسبين لأنفسهم، يشيرون لأنفسهم بأصابع الاتهام عندما يقع من حولهم في أخطاء، هم يؤرقون الليالي ندماً وألماً، هم يضعون أنفسهم في قفص الاتهام لذنب اقترفه الآخرون، فتجدهم يجتهدون للعطاء ومساعدة الآخرين والتكفير عن الأخطاء التي يظنون أنهم ارتكبوها علهم ينعمون براحة الضمير. فكن بين هذا وذاك، فلا تفرط في اتهام الآخرين، ولا تفرط في جلد الذات، وتحلَّ بالوسطية فخير الأمور أوسطها... ودمتم أبناء قومي سالمين.