التعاون الثقافي بين سفارات الدول العربية في مملكة البحرين دليل احتضان البحرين للأنشطة والفعاليات الرائدة في المجال الثقافي العربي ولإبراز الدور الصحي والثقافي في تنمية المجتمعات وتنظيم ملتقى الملحقين الثقافيين العرب للعديد من الأنشطة والفعاليات التنموية تأتي لحرص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، على دعم عجلة الثقافة العربية ولحرص صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، على مواصلة الجهود في التعاون الثقافي العربي ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، للحراك الدبلوماسي والثقافي.

التعاون الثقافي العربي بين السفارات العربية في مملكة البحرين دليل على ريادة البحرين في مجال العمل الثقافي العربي واهتمامها بتوحيد الجهود العربية والدبلوماسية وتنمية التوعية الصحية في المجتمعات.. تلك كانت مقتطفات من كلمة د. عبدالله عبدالرحمن الكندري رئيس ملتقى الملحقين الثقافيين العرب رئيس المكتب الثقافي الكويتي في مملكة البحرين خلال حفل الملتقى السادس الذي أقيم تحت رعاية الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة مؤخراً تحت شعار «دور الثقافة الصحية في تنمية المجتمع».

نود القول قبل التطرق لموضوع الملتقى في نسخته السادسة إن تنظيم العديد من الملتقيات الثقافية التي تقام على مستويات رفيعة المستوى بالتعاون مع سفارات الدول العربية في مملكة البحرين يعتبر سابقة على مستوى الوطن العربي في جمع الملحقيات الثقافية لسفارات الدول العربية تحت مظلة واحدة والتحرك لتنظيم أنشطة وفعاليات ثقافية رائدة وهو بالعموم ما تتميز به مملكة البحرين دائماً وعرفت به «الريادة والصدارة»، كما أن جهود هذه الملتقيات بالتأكيد لها أصداؤها على مستوى المنطقة العربية من خلال السفارات العربية المشاركة، ففكرة توحيد جهودهم وجمعهم بالتأكيد ستكون مرتكزاً لانطلاق ملتقيات عربية مماثلة، توحد الجهود وتسخر لإيجاد اتحاد عربي يقام على مستويات أعلى وأكثر بروزاً وفي مجالات عدة تتجاوز المستوى الثقافي والدبلوماسي، وتكون انطلاقته من مملكة البحرين التي كان لها أسبقية المبادرة فقد تمكن ملتقى الملحقين الثقافيين العرب، من إيجاد بصمة فريدة من نوعها في طرح القضايا والمبادرات وتنظيم الفعاليات والملتقيات المميزة التي تخدم أوجه التنمية المجتمعية ونأمل أن تتسع الشرائح المستهدفة والمستفيدة من هذه الملتقيات.

نعود لموضوع الملتقى السادس الذي أقيم وسلط الضوء على دور الثقافة الصحية الذي يعتبر حجر الأساس في تنمية المجتمعات وتوعية أفرادها، وأن تكون الصحة غاية أساسية عند كل شخص، وتنمية الأفكار والسلوكيات الإيجابية ونمط الحياة الذي يمد أفراد المجتمعات بالخبرات الضرورية لتنمية الصحة، المرتبطة بتنمية المجتمع، ولأجل تحقيق منهجية الوقاية خير من العلاج، وترسيخ السلوكيات الصحية الإيجابية، التي تجنبنا لاحقاً انتشار الأمراض، وخسارة كوادرنا البشرية.

كانت هناك فقرة لافتة قدمتها الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية الدكتورة مريم الجلاهمة كنصائح صحية اجتماعية بشأن خطورة الترويج للمنتجات الصحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي في الغالب تكون مهربة وغير مرخصة ولم تخضع لرقابة الأجهزة الصحية والرقابية حيث لا يسمح بالإعلان عن منتجات صحية إلا من خلال موافقة وترخيص من جهة معينة في الدولة، فهناك منتجات تتعلق بالتخسيس والتجميل وتحمل خطورة عند استخدامها لأن المواد المكونة منها مجهولة المصدر، فهناك إجراءات معينة تتخذ قبل السماح بتداولها، من خلال فحص المواد المكونة منها، حيث لابد أن تكون قادمة من مصنع مسجل، ومعترف به، ولديه شهادة الجودة، في بلد المنشأ، والأخطر - بالطبع هناك من يجهل أهمية هذه الأمور ولا يضع لها اعتباراً عند استخدام أي دواء - وهناك أدوية يقال أنها طبيعية ومجموعة أعشاب لكن عند دراستها وتحليلها يكتشف أنها مطحونة بأدوية طبية قد تسبب خطورة للمريض فكثير من الأدوية تأتي مزورة من خلال طلبات الإنترنت وتتشابه مع الدواء الأصلي.

الأستاذ المشارك بجامعة الخليج العربي د. بهاء فتيحة قدم كذلك فقرة هامة عنوانها الدواء السام وتناولت أمثلة واقعية لمرضى قاموا باستخدام خاطىء للأدوية أو استخدامها مع أدوية أخرى بجهل تام أدت إلى الوفاة أو حدوث نزيف لهم أو فشل كلوي وكل ذلك بسبب تقارير إعلامية تكتبها مواقع إخبارية تروج لفوائد الدواء دون أن تراعي أن هذه الأدوية تناولها مع أدوية أمراض مزمنة تؤدي للأزمات القلبية والكوارث الصحية وبالطبع استعمال دواء قرأ عنه من الإنترنت دون رقابة ومتابعة الطبيب المختص أدى في نهاية المطاف إلى إدخال بعضهم إلى المستشفى في أقل من 48 ساعة.

ما تم التطرق إليه يؤكد لنا أهمية الحاجة إلى التوعية فهناك العديد من الأشخاص الذين يثقفون ثقة عمياء بكل ما يعرض لهم على المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي خاصة إن كان من يعرض من الشخصيات المشهورة من نوع التي يهمها التكسب المادي دون أن تهتم بصحة الآخرين وتعرض لهم منتجات تتعلق بالرجيم السريع وفيتامينات يدعى أنها طبيعية في حين مكوناتها مجهولة المصدر، وهناك منهم من يعامل الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي معاملة الإعلانات التي تعرض على شاشات التلفاز والجرائد والحاجة تكمن إلى نشر مثل هذه الثقافة في المدارس والجامعات وبين موظفي القطاعات العامة والخاصة فهناك من يستند على استخدامه الخاطىء للدواء أن الموقع الإخباري المشهور هو من ذكر فوائده دون أن يفطن أن هناك شركات أدوية تقوم بتقديم مبالغ مالية لمؤسسات إعلامية عريقة لكي تنشر لها تقارير تروج بطريقة غير مباشرة لأدويتها ومنتجاتها الصحية كما هناك من يعتقد الدواء المعروض على الإنترنت هو نفسه المتواجد في الصيدليات فيلجأ لشرائه إلكترونياً لكونه أرخص دون أن ينتبه أنه قد يكون مزوراً وكل ذلك يجعلنا نصل إلى فكرة أن ثقافة استخدام الأدوية تغيرت فالعديد من الناس اليوم المتعسكرين على مواقع التواصل الاجتماعي يتأثرون بالإعلانات الموجودة وبحاجة لمحاضرات وحملات إعلامية من هذا النوع.