مطلع هذا الشهر، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها الخاص بالإرهاب ومحاربته حول العالم، وكانت البحرين من ضمن الدول المحورية التي تطرق لها التقرير، من ناحية التهديدات الإرهابية التي تتعرض لها، ومستوى التصدي لهذه التهديدات، والمبادرات الأمنية التي قدمتها وطبقتها.

التقرير أشار إلى الجهود الأمنية المبذولة في البحرين، وكيف أن بلادنا مازالت مستهدفة من قبل الفئات الإرهابية التي دأبت على استهداف أمننا وضرب مقدرات السلم المجتمعي، ومن ينتهجون أساليب العنف والإرهاب من خلال استهداف رجال الأمن، أو تخريب الممتلكات العامة، أو إقلاق حياة الناس.

النقطة الهامة في هذا الجانب الذي ذكره التقرير، تمثل بقدرة أجهزة الأمن البحرينية ووزارة الداخلية من التصدي لأية محاولات إرهابية أو مخططات تعد في الخفاء لتهديد الأمن في البحرين، حيث أثمرت جهود رجال وزارة الداخلية في اكتشاف عدد من المخططات، وعدد من الأماكن التي خزن فيها السلاح، وبعض العناصر المتآمرة الضالعة في التخطيط تمهيداً لتنفيذ هذه العمليات الإرهابية، وهو الأمر الذي جعل عام 2018 في البحرين، عاماً خالياً من الهجمات الإرهابية.

الخارجية الأمريكية في تقريرها أشارت إلى أن هذا الإرهاب الذي يهدد البحرين، والذي ينفذ عبر جماعات إرهابية، هذا الإرهاب مدعوم من إيران، وأنه في يوليو من عام 2018 رحبت الحكومة البحرينية بتصنيف الولايات المتحدة لجماعة «سرايا الأشتر» على أنها منظمة إرهابية، وتحديداً منظمة مدعومة من إيران.

ولنكن واضحين أكثر، إذ كبحرينيين نعرف تماماً حجم التهديدات الإرهابية التي تستهدف بلادنا، وعايشنا مراحل مختلفة منها، أشدها كان في محاولة انقلاب 2011، نعرف تماماً حجم الجهود والتضحيات التي تبذلها وزارة الداخلية بقيادة الرجل القوي معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، في التصدي لهذا الإرهاب، وفي حماية البحرين وأهلها والمقيمين فيها، وما تكبدته هذه الوزارة من تضحيات وصلت للتضحية بالشهداء. وما ذكره التقرير الأمريكي ليس إلا تأكيدات على هذه الجهود المبذولة، وتأكيداً على ما نقوله ونكرره دائماً بشأن ما يستهدفنا من إرهاب.

بيد أن الجميل الذي أراه كمراقب بحريني بشأن التقرير الأمريكي هو الجزء الذي يوثق الجهود التي بذلتها البحرين من خلال وزارة الداخلية خصوصاً، وبعض الجهات الأخرى عموماً، بشأن تطوير البرامج العديدة المستهدفة للشباب بهدف حمايتهم من خطر التورط في مستنقع الإرهاب. إذ يذكر التقرير أن البحرين أقرت قانون العقوبات البديلة في عام 2017 بهدف تخفيف العقوبات وإخضاع المحكومين لممارسة برامج تزرع لديهم الوعي بشأن الخدمة المجتمعية وبناء الوطن، وكيف أن القانون أقر في عام 2018 وتم تطبيقه.

هذا التوثيق لجهود مملكة البحرين، ووزارة الداخلية فيها في تقرير الخارجية الأمريكية تقرير مهم جداً، هو ما يعتبر بمثابة الوثيقة التي تشهد للبحرين بشأن جهودها في محاربة الإرهاب، وحماية الناس، وبموازاة ذلك عدم فقدان الأمل في إمكانية تأهيل المحكومين ممن كانوا ضحية للانخراط في الإرهاب، ممن استهدفوا بلادهم وسعوا لتخريبها، ولكن بفضل جهود بلادهم هم الآن يحظون بفرصة لتصحيح مساراتهم والتحول لمواطنين صالحين يخدمون البحرين ويسهمون في بنائها.

الشكر والتقدير لوزارة الداخلية ووزيرها الفاضل، أنتم حماة هذا الوطن العزيز، بجهودكم وتضحياتكم الكبيرة نفتخر دوماً، وعاشت لنا البحرين متشحة برداء الأمن والسلام.