افتتح ملتقى أبوظبي الاستراتيجي السادس جلساته لليوم الثاني على التوالي، بمناقشة توزُّع القوة في الشرق الأوسط بأنواعها الثلاثة: القوة الخشنة والناعمة وقوة الذكاء الاصطناعي.

وقال رئيس الوزراء الليبي السابق، د. محمود جبريل، إن "الدولة العربية الناشئة لا تزال تواجه ومنذ الاستقلال اختلالات عميقة تسببت في الأزمات التي تعيشها حالياً، وعلى رأسها عدم وجود اقتصاد يولد الفرص التي تستوعب حاجات المجتمع وحراكه، كما أن إحدى أهم مشاكل العالم العربي أن الخبرات في اتجاه وسدة الحكم في اتجاه آخر، ولا بد من تنمية مبنية على رؤية حقيقية".

من جهته قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، د. زيد عيادات، إن "هناك ثلاثة أنواع من القوة هي القوة الكامنة والقوة التحويلية والقوة الفعلية، والأمر الحاسم في بناء القوة هو القدرة على تحويل القوة الكامنة إلى قوة فعلية وهو أمر يرتبط بالقيادة والرؤية".



وأضاف د. عيادات أن "هناك خللاً في توزيع القوة في منطقة الشرق الأوسط، لكنه وضع متحرك يعطي للقوى الطامحة المجال لإعادة بناء قوتها، والسعي لإعادة صياغة قواعد اللعبة".

ومن المقرر أن يناقش نخبة من صناع القرار وخبراء السياسات الدوليين في الجلسات القادمة لملتقى أبوظبي الاستراتيجي السادس القدرات الكامنة لمنطقة الخليج والاحتمالات المستقبلية التي تواجهها المنطقة في العصر الجديد، إضافة الى صفقة القرن وما قد ينتج عنها من إعادة كتابة لقواعد اللعبة الإقليمية، ثم ستتطرق الجلسات إلى الانعكاسات السلبية الناتجة من تحدي إيران للنظام العالمي، ووهم القوة الذي سيؤدي إلى خسارة تركيا لدورها الإقليمي، ومحاولات إسرائيل لإعادة صياغة قواعد اللعبة الإقليمية بما يتوافق مع مصالحها، إضافة إلى الرهان على مصر في إعادة تعريف دورها الإقليمي من مدخل جيو-اقتصادي في ضوء اكتشافات الغاز الجديدة، وإمكانية ان يلعب العراق دور المغير الاستراتيجي في المنطقة رغم وجود النفوذ الإيراني فيه، وكيف تشكل سوريا ساحة للصراعات الإقليمية والدولية.

يذكر أن الملتقى الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية كان قد حاز العام الماضي المركز العاشر عالمياً والأول عربياً في قائمة أفضل المؤتمرات السياسية حول العالم.