محمد الدرويش

ما فعله نادي أتالانتا في الدوري الإيطالي على مدار العامين الماضيين هو شيء يمكن أن تحلم به الأندية الصغيرة الأخرى بشكلٍ حقيقي، لقد أعطوا نموذجاً مثالياً للأندية الصغيرة والمتوسطة والتي ترغب أن تكون "أتالانتا جديد" من خلال التوظيف الصحيح لقدرات الفريق الفنية والمالية وكذلك باتباع نهجٍ تكتيكي يمكنهم من خلال تحدي كبار دوري الدرجة الأولى في بلاد الطليان.

لو نظرنا إلى الطريقة التي بدأ بها كالياري وفينورنتينا هذا الموسم لوجدنا أنه لديهم هذه الأسس لتحقيق طموحاتهم في مقارعة كبار إيطاليا أو الوصول على الأقل لأحد المراكز المؤهلة للمنافسات القارية وهو أقصى إنجاز يمكن أن تحققه هذه الأندية على المدى القريب.



أنهى فريقا كالياري وفيورنتينا الموسم الماضي وهما قاب قوسين أو أدنى من الهبوط وكان ما يحيلُ بينهما وبين الأندية الهابط إلى السيريا بي هو ثلاث نقاط فقط وذلك لضعف عمق التشكيل لدى الفريق وغياب الأسلوب والنهج التكتيكي الواضح المعالم وتواضع مستوى اللاعبين.

خلال فترة الميركاتو الصيفي، انتفضت هذه الأندية وأشعلت أسواق الانتقالات في إيطاليا من أجل تجنب تكرار سيناريو الموسم الماضي، حيث تعاقد كالياري مع الأوروغواياني المتألق ناهيان نانديز بالإضافة إلى صفقة ذكية مع أوروغواني آخر هو كريستيان بوليفيا صاحب الثالثة والعشرين ربيعاً، وجلب البلجيكي المقاتل راجا ناينغولان من إنتر ميلان معاراً.

وساعدت هذه التعاقدات بأن يتساوي كالياري -حتى لحظات كتابة هذه السطور- في تقاسم المركز الرابع مع لاتسيو وأتلانتا وكان لنانديز وناينغولان دوراً أساسياً في المستوى الكبير الذي ظهر به كالياري هذا الموسم.

أما فيورنتينا فيبدو أنه في حالٍ جيدة عما كان عليه الموسم الماضي، وقام النادي بتحركٍ مميز خلال فترة الانتقالات الصيفية، تمثلت بالتوقيع مع 13 لاعباً كانوا مزيجاً بين الصفقات قصيرة الأجل، متوسطة الأجل وطويلة الأجل.

ولعل أبرز الصفقات وأذكاها وأكثرها حدةً ومثاليةً هي وصول النجم الفرنسي فرانك ريبيري والأوروغواياني مارتن كاسيريس من بايرن ميونخ ولاتسيو على التوالي، إضافة للتعاقد مع كيفن بواتينغ الذي قضى فترة قصيرة مع برشلونة قادماً من ساسولو.

ويبدو أن فيورنتينا قد ينهي موسمه وهو ضمن العشرة الأوائل في تطور ملحوظ عمّا كان عليه الفريق الموسم الماضي.

خلاصة الحديث، الطريقة التي يلعب بها الفريقان هذا الموسم بدأت تؤتي بثمارها وتثير إعجاب الجماهير، من فرقٍ تقاتل من أجل عدم الهبوط إلى فرقٍ تبحث عن بطاقة ومقعد أوروبي وهو حالة شبيهة لما قام به أتلانتا خلال الموسمين الماضيين، إذا حافظ كالياري وفيورنتينا على هذه الأسس والبناء عليها، فكل شيء ممكن!