أحمد التميمي

بعد الكوارث ضد ليفربول وروما في الموسمين السابقين، لم يظهر برشلونة سوى القليل من الأدلة على أنه سيكون قادراً على إشباع جوع ليونيل ميسي المتعمق هذا الموسم.

في المباراة الأخيرة أمام سيلتا فيجو، فاز برشلونة مرة أخرى بفضل ليونيل ميسي، لكن الهداف التاريخي لبرشلونة لن يفعل دائماً كل شيء ينفسه، ولكي يفوز بدوري أبطال أوروبا يحتاج إلى المساعدة.



يعي ميسي جيداً أن دخل في الفصول الأخيرة من مسيرته الكروية، وبات يعي أنه لم يعد كما كان كالسابق والوقت بدأ ينفذ، وميسي بات يُفكر بأنه لن يضيع أهم 3 سنوات قادمة في مسيرته وبرشلونة يتجدد.

من المؤكد أن نية ميسي كانت عدم اللعب سوى لبرشلونة وإعادة دوري أبطال للكامب نو، كما أشار بنفسه أن عائلته سعيدة في برشلونة، لكن في سلسلة من المقابلات الأخيرة ألمح للكابوس الذي يخشاه الجمهور.

على سبيل المثال، قال هو نفسه لراديو RAC1: "من الواضح أريد الفوز وأريد الفوز في هذا النادي... لكنني أريد أن أستمر في المنافسة والفوز".

والحقيقة الأخرى هي أن عقد ميسي، اعتباراً من الأول من يناير القادم، يسمح له بالتفاوض مع أندية كرة القدم المنافس، وفي أكثر الفرضيات تطرفًا، توقيع صفقة تلزمه بمغادرة نادي برشلونة في يونيو المقبل.

يجب أخذ في الاعتبار إلى جانب ميسي لن يكون قادرًا على حمل عبء برشلونة بمفرده، فقد تعرض لعدة إصابات أبقته بعيدًا عن بداية الموسم.

إضافة إلى أن إحدى الهزائم الأكثر إهانة في تاريخ النادي برمته، في أنفيلد الموسم الماض، لعب ميسي بشكل مثير، عذب ليفربول، وخلق العديد من الفرص لإعطاء النادي الكاتالوني هدفه الحيوي خارج الملعب وترك فيرجيل فان دايك نفسه لايزال مقتنعاً بأن ميسي ليس فقط أعظم لاعب على الإطلاق بل إنه ميسي يستحق الكرة الذهبية 2019.

حتى نيمار "الذي كان ميسي يرغب في إعادته" لم تقم برشلونة بالأمر، وقامت بمحاولات خجولة حتى لا يغضب الأرجنتيني!

عند قراءة ما بين السطور في تصريحات أخيرة لميسي، تحدث عن "اتفاقيات السرية" وربما لأن ميسي لم يعجبه إظهار تفاصيل عقده. ناهيك عن استخدام عبارات مثل "لائق بدنياً" وهو لم يحدث وغاب بسبب اللياقة في بداية الموسم، والشيء المهم قال "وجود فريق بطل"، وهو أيضاً غير موجود لأن أهم بطولة دوري أبطال أوروبا غائبة عن النادي.

هذه رسالة واضحة من ميسي.. فريق قوي وتدعيمه، وإلا فسوف يختار مستقبله لفريق ومشروع آخر يساعده، كما كان ريال مدريد يُساعد رونالدو. كان يُقال أن ميسي يساعد برشلونة، وريال مدريد يساعد رونالدو، ويجد الخدمة من زملائه.