(بوابة العين الإخبارية): اعترف الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن بلاده تعيش أصعب أيامها منذ 40 عاماً مضت، وذلك على خلفية تراجع المبيعات النفطية لطهران جراء العقوبات الأمريكية المفروضة عليها صيف العام الماضي.

ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء، عن روحاني قوله على هامش اجتماع عقده مع أعضاء مجلس محافظة كرمان وسط البلاد، إن "إيران لم تواجه مشكلة تخص بيع النفط الخام أو إرسال ناقلات نفطية إلى وجهات خارجية منذ عام 1979".

ووصف روحاني ظروف بلاده الراهنة بالمعقدة وغير الطبيعية فضلاً عن الصعبة، مردفاً أن العائدات النفطية جراء بيع الخام الإيراني هي التي يمكن بها إدارة الشؤون الداخلية.



واعتبر الرئيس الإيراني أن طهران بحاجة إلى عملات أجنبية في الوقت الحالي بهدف توفير مجموعة من السلع والخدمات، إلى جانب استيراد قطع غيار وبضائع أساسية ودفع رواتب موظفي الحكومة في خارج البلاد.

وقارن روحاني بين الوضع الحالي في سوق النفط الإيراني بعد أن توقفت مبيعات الخام ومكثفات الغاز بشكل شبه كامل والأوضاع أثناء الحرب مع العراق "198- 1988"، قائلاً إن تصدير النفط توقف لنحو أسبوعين فقط في عام 1985، لكن الأمر لم يتكرر بعدها.

وجاءت تصريحات روحاني بعد انقضاء عام كامل من العقوبات الأمريكية التي أعيد فرضها ضد طهران بسبب سلوكها العدائي إقليمياً، وذلك على مرحلتين في أغسطس ونوفمبر 2018.

وفي وقت سابق، وصف وزير النفط الإيراني بيجن نامدار زنجنة الوضع الحالي لبلاده بأسوأ من مرحلة الحرب الإيرانية - العراقية، معتبراً أن عقوبات واشنطن تعد الأذكى تاريخياً ضد طهران.

وألغت الولايات المتحدة في مايو الماضي مع مرور عام على إعلانها الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني المبرم مع قوى عالمية عام 2015، إعفاءات نفطية منحت لبعض المشترين الرئيسيين للخام الإيراني.

وكثفت الإدارة الأمريكية جهودها منذ مطلع العام الجاري بهدف تصفير صادرات النفط الخام، باعتباره أهم مصادر العملة الصعبة التي يعتمد عليها نظام المرشد الإيراني علي خامنئي لتوفير غطاء مالي للتدخلات العسكرية إقليمياً.

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة إيرانية معارضة إن دائرتي العزلة والضغط الدوليين تلفان عنق نظام طهران في الوقت الراهن، لا سيما بعد إدراج مقربين من المرشد الإيراني علي خامنئي على لائحة العقوبات الأمريكية، الأسبوع الماضي.

ولفتت صحيفة كيهان اللندنية الناطقة بالفارسية، في تقرير لها الأحد الماضي، إلى أن العقوبات طالت هذه المرة مجتبي خامنئي نجل المرشد الإيراني والمعروف بنفوذه الواسع داخل مكتب والده الذي يتحكم في شبكة مؤسسات رسمية واسعة النطاق داخل البلاد.

وأشار التقرير إلى أن الأسبوع الماضي يعد الأسوأ بالنسبة للنظام الإيراني، خاصة بعدما دخل التحالف العسكري البحري بقيادة الولايات المتحدة مرحلة التنفيذ فعليا، حيث يهدف إلى حماية حركة الملاحة في الممرات المائية الدولية.