لم نعتاد من أهالي الحالة الطيبين الأوفياء نشر غسيلهم على الملأ، بل عرفناهم مثالاً للحمة الواحدة والأسرة المترابطة التي تميزت باحتواء قضاياها ومشاكلها تحت سقف الحوار الديمقراطي فيما بينهم، فما الذي غير هذا النهج الأسري وحوله إلى تراشق إعلامي لا يغني ولا يسمن من جوع بل «يزيد الطين بلة» و»النار حطب»، وهذا ما لا يتفق إطلاقاً مع نهج الحالاوية وطباعهم الأصيلة..

شخصياً كتبت في الأسبوع الماضي انطباعاتي عن ما دار من حوار تلفزيوني يتعلق باختلافات الرأي بين عدد من أعضاء نادي الحالة المؤسسين والإداريين واللاعبين القدامى وغيرهم من مرتادي مجلس النادي الأسبوعي المعروف بمسمى «البيت الحالاوي» وبين مجلس الإدارة الجديد المنتخب ديمقراطياً منذ حوالي الأربعة أشهر، وكنت أمني النفس أن يتم احتواء هذه الخلافات أو الاختلافات تحت قبة مجلس الإدارة في أسرع وقت من أجل أن تعود اللحمة إلى هذا النادي العريق، ومن أجل أن لا تتأثر فرق النادي الرياضية وأنشطته الثقافية والفنية بمخلفات هذه العاصفة..

لكن ما حدث على أرض الواقع كان عكس ذلك فقد قام مجلس الإدارة بإقالة الجهازين الفني والإداري للفريق الأول لكرة القدم في توقيت غير مناسب – رغم أنه حق مشروع لمجلس الإدارة مهما تباينت وجهات النظر حول الأسباب والمبررات التي أدت إلى اتخاذ هذا القرار!

ليس هذا فحسب بل تابعنا بعد ذلك التراشق الإعلامي بين عضو إداري سابق وآخر حالي في مشهد يدل على أن طريق التوافق بين الطرفين يزداد وعورة ويحتاج لتدخل سريع من كبار رجالات الحالة المعروفين برجاحة العقل كما يحتاج إلى حراك إداري جاد لوقف هذا التراشق متمنياً أن يبادر رئيس مجلس إدارة النادي بالجلوس مع كبار رجالات الحالة وكبار الأعضاء المؤسسين والإداريين واللاعبين السابقين لاحتواء هذه الزوبعة، وإعادة الهدوء إلى الكيان البرتقالي من أجل أن يتمكن الجميع من تأدية واجبه تجاه هذه المؤسسة الشبابية الرياضية على أكمل وجه وأملنا في الحالاوية كبير وكبير جداً في التوصل إلى توافق يغلق هذا الملف، ويفتح صفحات جديدة من التفاؤل لعودة اللحمة الحالاوية وعودة التألق لهذا النادي المميز برجالاته في مختلف المجالات..