* أعجبتني عبارة قرأتها في كتاب مترجم: «انس ما فات، هناك دائماً نهار جديد لبدء شيء جديد، لا تثقل كاهلك بأخطاء وإخفاقات الماضي، إن نسيان الماضي من أجل مواجهة تحديات المستقبل هو الشعار الأمثل للبداية الناجحة». فمازال البعض يعيش في دوامة لا منتهية من إخفاقات الماضي، ومن كدر الهموم والأحزان، وكأنه سيعش مخلداً في دنيا قصيرة، أو كأنه الوحيد الذي يتعرض لمثل هذه المحن التي تعد مساحة أصيلة في حياة كل البشر. فمن أصر أن يمكث على وضعه المأساوي واستغراقه في الأحزان فإنه سيدخل هو الآخر في نفق مظلم سيقوده إلى هاوية الخسران والعياذ بالله.. سيخسر نفسه أولاً، وسيخسر أوقاته التي سيقضي جلها في التفكير على ما مضى. نحتاج أن نتنفس الفرح وننسى الآلام والأوجاع ونمضي في حياتنا نبصم فيها أجمل الأثر، فلا نعلم متى تحل ساعة الرحيل حينها ولات حين مندم. نحتاج أن نعيش كل يوم بيومه بشيء جديد ننجز فيه ونقدم الخير ونسير في مسير الأمل ونستذكر أجمل الذكريات التي تدفعنا لبذل المزيد من الجهد من أجل الظفر بالأجور الخالدة.

* أعجبتني هذه الفقرة الجميلة من كتاب تأملات في السعادة والإيجابية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي: «القائد الإيجابي والناجح يشعر بالشكر والامتنان تجاه كل ما يمر به. يبدأ يومه وحياته بشكر الله. يبدأ صلاته بحمد الله، ومع كل لقمة أو شربة ماء يشكر الله، ومع إشراقة كل يوم يجدد شكره لله ولكل ما حوله. نشكر كل شيء. نشكر التجارب التي مررنا بها. نشكر التحديات التي تعلمنا منها. نشكر الظروف التي صنعتنا. نشكر الماضي الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه. ونشكر الحاضر على السعادة التي نشعر بها. ونشكر المستقبل لأنه يعطينا دافعاً للاستيقاظ كل صباح ونفوسنا مليئة بالتطلع والطموح والاندفاع والإبحار في آفاقه الرحبة».

* لابد أن تقرر في لحظة ما أن تبتعد عن عادة مشينة تعود عليها بعض الناس في حياتهم وفي أسلوب تعاملهم مع المواقف الحياتية المختلفة.. أسلوب «التشره».. فمازالت بعض المشاعر غير منضبطة مع مواقف الحياة.. فتراه يتزعزع منذ الخطوات الأولى لأي ردات فعل تجاه بعض الأحداث.. «عطاهم الإهداء وما عطاني مع إني أعزه وايد وهو يعزني ـ زار فلان وما زارني ـ طرش لقمة الغداء حق الجار وآنه ما طرش لي ـ عزموهم وما عزموني ـ طرشت لهم هدية وما شكروني ـ ساعدتهم ونسوني ـ شريت وايد أشياء ومحد حط يده وياي». بالفعل نضيع أوقاتنا في مثل هذا «التشره» بل نضيع أجورنا التي لولا إخلاصنا في العمل لضاعت هباء منثوراً! نحتاج فقط أن نجدد النيات وننتبه بأن أي عمل نقوم به إنما هو لله تعالى وحده، وإن حدث شيء في غير صالحنا، فلا بد أن نراجع أنفسنا أولاً، فلعلنا نحن من قصر مع الغير فكانت النتيجة «المعاملة بالمثل» والتي قد يراها البعض مناسبة لبعض الشخصيات «المتشرهة».

* ومن العادات المنتشرة والمتوارثة والروتينية في مواقف البشر «الكلام عن حال فلان أو أسلوب التحبيط». فيبسط الكلام في المجالس، وينفرد أحدهما مع صاحبه للحديث عن صاحبهما الهمام: «مبعاجبنا حاله كله منعزل ـ وايد يصرف فلوسه في السفر خلف الله علينا ـ واشله طالع من شغله ما عنده سالفة ـ اشله ماخذ ذي السيارة ما عنده سالفة ـ وايد يصرف فلوسه في أشياء ما لها سالفة.. ووو». حلو الواحد يركز على نفسه قبل ما يركز على غيره أو يتكلم عنهم وعن أحوال حياتهم.. حلو الواحد يصلح عيوب نفسه أولا قبل ما يتكلم عن عيوب غيره.. حلو الواحد إذا حضر مثل هذه المجالس وكان ديدنها مثل هذا الأسلوب العقيم «الغيبة والنميمة» أن ينصرف عنهم أو يوجه الحديث لموضوعات أكثر فائدة من هذه الأمور.. حلو الواحد يناقش أمور حياته مع من يحب، ويناقش مصيره ومشروعاته وطموحاته وأحلامه، ويكون الناصح الأمين لأحبابه.. فهم يبادلونه الحب لأنهم يعرفون أنه الأمين على أسرارهم ومواقف حياتهم، ويعرفون أنهم بجلوسهم معه ستنصقل شخصياتهم وسيرجعون إلى بيوتهم أكثر همة ونشاطا في محيط الحياة. حلو الواحد يغير حياته وعاداته السيئة.. يمكن يعتقد أنها حسنة.. ولكن مع مرور الوقت يكتشف أنه قد ضيع وقته وغاص في أحوال غيره.. ونفسه هي هي.. لم تتغير.. بل لربما يكتشف أن نفسه «أسوأ» من صاحبه في بعض التصرفات «المذمومة جداً».

* منذ فترة أطلق الأخ عبدالرحمن المطوع من دولة الكويت الشقيقة فكرة «اعتذار بلا أعذار» وطبقها على مؤسسته، ووجدتها في الحقيقة فكرة شيقة وإبداعية للغاية، وبخاصة أنها تعالج بعض النفسيات التي اعتادت أن تكتب لك مقالات من المبررات واللف والدوران لتقصير أو خطأ ما بدر منها في محيط العمل أو التعاملات الحياتية فلا تمتلك الجرأة أن تقول: أنا آسف!! فالاعتذار عن أي موقف تقصير يرفع من قيمة صاحبه ويقصر المسافات التي يمكن الاستفادة منها في أمور أهم.. أما سرد المبررات غير المقنعة والتي تكشف عن إعجاب صاحبها بنفسه وعدم إلقاء اللوم عليه.. فهو لعمري أسلوب عقيم لا يوصل إلى حل جذري في العلاقات!! وبخاصة للأفراد الذين اعتادوا على التقصير.

* حدثني صاحبي العزيز وأخي الكبير الذي أكن له كل محبة وتقدير عن ذكريات الماضي الجميل، وعن تلك الصور ومقاطع الفيديو التي يراها بين الحين والآخر، حتى يسترجع ذكريات الفرح والسعادة والمحبة التي عاشها مع أحبابه وخلانه.. حدثني عن تلك الذكريات الأثيرة إلى القلب والتي نستذكرها بين الحين والآخر سواء العائلية منها أو على مستوى الصحبة والأحباب ومحيط العمل. بالفعل مثل تلك الصور والمقاطع المرئية «ترد الروح في أحيان كثيرة» وترسم على وجهك أسارير الفرح والسعادة، وتعطيك نشوة العطاء المتجدد، وتأمل بعدها لو رجعت بك الأيام.. أو على الأقل تحافظ على لقاءات متبقية حافظت عليها في دوحة الحياة مع عائلتك الكبيرة كل أسبوع، ومع أصحابك بين فترة وأخرى.. تضحكون من خلالها على مواقف المحبة وما أكثرها.

* ومضة أمل:

الحياة جميلة بجمال الأهل والأصحاب ووفائهم النادر.