لا أعتب على «تنظيم الإخوان» المركزي في مصر فيما يتعلق بالتآمر على المملكة العربية السعودية والتحالف مع إيران مما كشفت عنه تلك الوثائق التي نشرت في صحيفة نيويورك تايمز، فهي معلومات تم تأكيدها من الجانب الأمريكي فقط حين جاء الأمر بنشرها في هذا التوقيت، إنما هي معلومات نعرفها منذ زمن.

لا أعتب عليهم فهم لا يعنون لنا شيئاً، مجموعة من العرب خانت أمتها وأوطانها العربية وتآمرت عليها، ولكن العتب وأكثر من العتب بل توجيه الاتهام المباشر للأفرع الخليجية من هذا التنظيم بالتآمر علينا كشعوب خليجية -قبل الأنظمة الخليجية- تتكئ من بعد الله سبحانه وتعالى على أمن واستقرار عمقها الاستراتيجي، على استقرار المملكة العربية السعودية، كيف سكتم؟ كيف قبلتم؟ كيف استمرت العلاقة بينكم وبين التنظيم بعد أن تأكدتم من هذه المعلومات ومن يدري ربما شاركتم في تلك المؤتمرات أيضاً.

أي عقيدة هذه التي كان إخوان الخليج يغرسونها في عقلية أبنائهم العرب الخليجيين؟ وأبناء من يأتمنهم على عياله في معسكراتكم وفي جمعياتكم وفي مجموعات الأعمال الخيرية التطوعية التي استقطبتم بها أجيالاً من الشباب الخليجي؟ هل كنتم مع التنظيم الرئيسي تقودونهم للتآمر على دول الخليج أي على أوطانهم؟ أي دين يجيز ذلك؟ ما هو التبرير والمسوغ الشرعي الذي غرستموه في عقول الناشئة وقد كنتم المربين والمعلمين والمرشدين؟

كيف هانت عليكم أوطانكم؟ كيف هانت عليكم شعوب هذه المنطقة والمآلات التي كانت ستؤول إليها مصائرنا إن مضيتم في غيكم؟

بماذا تختلفون عن جماعة الولي الفقيه الذين خانوا شعوبهم وإخوتهم وإشقاءهم ومواطنيهم؟ ماذا سيقـــال لكــم غير ما قيــــل لمن وضـــع يده في يـــد المرشـــد الأعلــى الإيرانـــي؟ خونة مــع سبــق الإصــرار والترصد؟

هل كنتم تجهلون ولا علم لكم بتلك المؤتمرات؟ إذاً مصيبتكم أعظم، ذلك يعني أن التنظيم المركزي استغفلكم وجعلكم مجرد مطية عمياء صماء بكماء لا تفقه شيئاً وضحكوا عليكم وعلى غبائكم وسذاجتكم.

هل شاركتم وأنتم تعلمون في التآمر وساهمتم في زعزعة أمن المملكة العربية السعودية وما سيجري للبحرين وللكويت وللإمارات تحديداً لو سقطت لا سمح الله السعودية؟

من كان في مأمن؟ النظام القطري؟ يا لكم من سذج، الكل يعلم دوره في هذا التآمر، فهو من احتضن التنظيم المركزي، وهو من مول مؤتمراتهم، وهو من آوى زعماءهم، وهو من صاحب تلك الاجتماعات منذ عام 2003 في إسطنبول أي قبل الاجتماع مع الإيرانيين الذي ذكرته وثائق نيويورك تايمز، ففي عام 2003 كان هناك مؤتمر ضخم وكبير ضم قيادات التنظيم وكان منهم خليجيون!! والمساكين في قطر ظنوا أنهم في مأمن مما يخطط له الإخوان بالنسبة للدولة الخلافية التي يعملون على تأسيسها، ولا يدرون أنهم لم ولن يكونوا استثناء، هم مطية وحاضنة ككل الخليجيين وممول فقط إلى حين، ولن يكون «لوالي» قطر ريشة على رأسه تختلف عن «والي» البحرين أو «والي» نجد والحجاز «شر البلية ما يضحك»!

ما يقارب القرن وهذا التنظيم يخرج جيلاً وراء جيل يشربون من هذه العقيدة التي تجيز وتبرر المحرمات «الغش، الكذب، التمييز، إنكار المعروف، العنف.. إلخ» من أجل السلطة حتى لو سميتموها خلافة، كان ذلك من أجل أن يتسيد أعضاء التنظيم الشمالي على مقدرات دولنا وعلى حساب شعوبنا ولم تكونوا سوى المطية الغبية، فكيف سنعيد تأهيل الأجيال القادمة؟ وكيف ستكفرون عن ذنوبكم؟