الأحداث التي امتلأت بها إيران في الأيام الماضية أفصحت عن أن منظمة «مجاهدي خلق» اتخذت قراراً بألا تفوت الفرصة وأن تعمل جاهدة كي يكون ما يجري هو آخر الدواء، فالفرصة بالنسبة لها وبالنسبة للمنطق أيضاً كبيرة لإنهاء حقبة «الملالي» وتخليص الشعب الإيراني مما ظل يعاني منه على مدى 40 عاماً ذاق خلالها المر بأنواعه.

رئيسة «مجاهدي خلق» مريم رجوي عبرت عن ذلك من خلال إيداع مجموعة من العبارات في موقعها تتضمن مجموعة من الحقائق وعزم المنظمة على التخلص من النظام الإيراني. من ذلك إنه «يجب تقديم قادة النظام للعدالة بسبب ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية» وهي عبارة تعني أن القصة ليست إسقاط النظام فقط ولكن محاسبته أيضاً، فما فعله في العقود الأربعة يصنف في باب الجرائم ضد الإنسانية.

رجوي قالت، «منذ أربعة أيام انتفض أبناء الشعب الإيراني من شمال إيران إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها من أجل تحرير إيران من احتلال الملالي وامتد نطاق الانتفاضة ليشمل ما لا يقل عن 110 مدن إيرانية، خلالها قضى عشرات المواطنين شهداء، كما أصيب مئات آخرون بجروح وتم اعتقال آلاف آخرين، لكن رغم ذلك بقيت الانتفاضة مستمرة في أرجاء إيران».

وقالت أيضاً، «إنها انتفاضة لإنهاء 40 عاماً من الديكتاتورية والإرهاب في إيران» وإن «لعبة الإصلاحية والأصولية قد انتهت والشعب الإيراني يريد إسقاط النظام الديكتاتوري الديني بمجمله.. لقد وصلت ولاية الفقيه إلى نهايتها.. الانتفاضة مستمرة في وقت فتحت فيه قوات الحرس النار على الشعب بأمر من خامنئي دون رحمة وقطعوا الإنترنت».

من الحقائق التي أكدها موقع رجوي أيضاً أن خامنئي أصدر أوامره لقواته للقضاء على الانتفاضة وأن روحاني أمر علانية بقمع المتظاهرين والمنتفضين. وتأكيداً على عزم «مجاهدي خلق» الاستفادة من الفرصة السانحة قالت رجوي «أدعو الجميع، لاسيما الشباب، إلى دعم المنتفضين.. هذا هو الطريق الوحيد للتحرّر من نظام لم يجلب سوى النهب والفساد والابتزاز والسرقات» ودعت مجلس الأمن الدولي إلى إدانة نظام الملالي بقوة على ارتكابه قتل المواطنين العزّل ومعاقبته، ودعت المجتمع الدولي إلى الاعتراف بحق الشعب الإيراني في تغيير نظام الملالي وتحقيق الديمقراطية وسلطة الشعب، وأضافت «إنني أطالب بتعيين بعثة دولية لتقصي الحقائق حول الشهداء ووضع الجرحى والمعتقلين».

لن تجد منظمة «مجاهدي خلق» أفضل من هذه الفرصة لتحريك الشعب الإيراني ضد النظام المستولي على الحكم في إيران، ولن يجد الشعب الإيراني أفضل من هذه الفرصة ليثور من جديد ويظفر بحريته ويعيش كما تعيش الشعوب الأخرى ويسترد ثروته التي بدل أن توظف للارتقاء به خصصها النظام لميليشياته التي أسسها أملاً في البقاء في السلطة وبغية السيطرة على قرار مجموعة من الدول في المنطقة وخصوصاً في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

هذه المرة لن يضيع الشعب الإيراني و»مجاهدي خلق» وغيرها من المنظمات والأحزاب في الداخل والخارج الفرصة وسيعمل الجميع بقوة للظفر بما يريدون وهو الخلاص من نظام أثبت بأنه لا يرى في الحياة إلا الجانب المظلم منها ولا يرى في الدائرة إلا نفسه ويعتبر أن المنتمين إليه هم فقط الذين يحق لهم العيش ويستحقونه، ويؤمن بأن الشعب ليس سوى أدوات وحجارة يتم توظيفها في الوقت الذي يشاء وبالكيفية التي يشاء.

من غير المعقول أن النظام الإيراني اتخذ قرار مضاعفة أسعار البنزين من دون دراسته ولم يتوقع ردات الفعل، وهذا يعني أنه يعتقد بأنه من القوة والذكاء بحيث يمكنه تمرير مثل هذا القرار القاسي والمفضي إلى الكثير من الفقر وصعوبة العيش ببساطة، ويعتقد أن الشعب الإيراني كما الخاتم في إصبعه.